الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بريطانيا تراهن على "المغازلة الملكية" لاحتواء ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى، بعد تنصيبه رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، أمس الاثنين، ومن المقرر أن تضع عودة الرئيس الجمهوري العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة على المحك، في ظل نوايا الرئيس السابع والأربعين لأمريكا بفرض تعريفات جمركية وشيكة، وإلى جانب وجود اختلافات قوية في الرأي بشأن أوكرانيا والصين.

وحذرت إيفي أسبينال، مديرة مركز أبحاث السياسة الخارجية البريطانية، قائلة: "ترامب غير متوقع لدرجة أنني أعتقد أن حكومة المملكة المتحدة ستكافح حقًا لإدارة هذه العلاقة والمشاركة بشكل بناء"، بحسب "بولتيكو".

بريطانيا لديها ورقة رابحة واحدة في جعبتها تتمثل في تقليد البذخ والاحتفال الذي يمكن أن يساعد في إرضاء رئيس الولايات المتحدة، حتى لو لم ينجح في حل جميع العقد في العلاقة الخاصة.

قال روبرت هاردمان، مؤلف سيرة تشارلز الثالث، إن العائلة المالكة التي من المفترض أن تبقى علنًا بعيدة عن السياسة، تمكنت من إيجاد علاقة سعيدة ومتناغمة مع الولايات المتحدة بغض النظر عمَّن يدير البيت الأبيض.

في الواقع، تحدث ترامب بانتظام عن عاطفته تجاه الملكة إليزابيث الراحلة، ووصفها بأنها امرأة رائعة، إذ تباهى بعلاقة رائعة معها بعد لقائه بها في زيارات إلى المملكة المتحدة في ولايته الأولى.

كما أشاد ترامب بالملك تشارلز ووصفه بأنه شخص جيد حقًا، وتحدث عن لقاءاته مع العائلة المالكة باعتبارها جزءًا من التاريخ على أعلى مستوى.

في ولايته الأولى، استمتع ترامب بالشاي مع الملكة في قلعة وندسور، وهو مقر إقامة ملكي ضخم يعود تاريخه إلى ما يقرب من 1000 عام.

في عام 2019، حظي ترامب بزيارة فخمة على الرغم من الاحتجاجات المحلية في قصر باكنجهام، وتفقد الرئيس الأمريكي حرس الشرف، وحصل على تحية ملكية بـ 41 طلقة.

قال الدبلوماسي البريطاني توم فليتشر إنه سينصح رئيس الوزراء كير ستارمر باستخدام هذه النوعية من الزيارات الرسمية والمآدب الفخمة، ومع ذلك، قد لا يكون كل البذخ في العالم كافيًا لإخفاء الاختلافات السياسية الرئيسية بين الحكومتين.

وحال مضى ترامب قدمًا في خطته لفرض رسوم جمركية على جميع الواردات الأمريكية، أو حقق قطيعة حاسمة مع السياسة الغربية الحالية لدعم أوكرانيا، فمن غير المرجح أن تنجح حتى المغازلة الملكية الجادة، وسيحرص المسؤولون البريطانيون على حماية الملك من أي جدل.

وقال المسؤول السابق بوزارة الخارجية والتنمية: "سيكون قصر باكنجهام حريصًا جدًا على عدم تعريض الملك لموقف قد يكون فيه ضعيفًا، وقد تأتي بنتائج عكسية"، مشيرًا إلى الصدام المتوقع بين سياسات حماية البيئة التي تبناها تشارلز طوال حياته ونهج إدارة ترامب.

من غير المرجح أن تكون زيارة ترامب الجديدة إلى المملكة المتحدة خالية من الجدل، بعد أن قال حزب الديمقراطيين الليبراليين المعارض إن الرئيس الأمريكي الذي وصِفَ بأنه يشكل تهديدًا للسلام والازدهار، لا ينبغي أن يُمنح امتيازات زيارة دولة أخرى ما لم يوافق على عقد قمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.