الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لأول مرة منذ ريجان.. قبة الكابيتول تستضيف تنصيب رئيس أمريكي

  • مشاركة :
post-title
حفل تنصيب ترامب 2016

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوةٍ غير مسبوقةٍ منذ أكثر من 38 عامًا، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قرارًا مفاجئًا بنقل مراسم تنصيبه للولاية الرئاسية الثانية إلى داخل مبنى الكابيتول، مرجعا السبب للطقس البارد، في تغيير يفرض تحديات لوجستية هائلة على القائمين على تنظيم الحدث التاريخي المرتقب في العشرين من يناير الجاري.

تحديات لوجستية

كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن التحديات غير المسبوقة التي تواجه المسؤولين في الكونجرس الأمريكي، إذ يتعين عليهم إعادة هيكلة كافة الترتيبات في غضون 72 ساعة فقط.

وفي تحول كبير، سيقتصر الحضور على نحو ألفي شخص فقط داخل قاعة القبة في مبنى الكابيتول، في تباين صارخ مع حفلات التنصيب التقليدية التي اعتادت استقبال عشرات الآلاف من المواطنين في الساحات الخارجية.

وتواجه المكاتب التشريعية في الكونجرس موقفًا حرجًا مع اضطرارها لإبلاغ آلاف المواطنين الذين حصلوا على تذاكر لحضور المراسم، بأنهم لن يتمكنوا من المشاركة في الحدث التاريخي.

ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مذكرة رسمية صادرة عن مكتب أمن مجلس النواب، تم توجيه المكاتب التشريعية لإخطار المواطنين بأن تذاكرهم ستتحول إلى مجرد تذكارات، في خطوة أثارت خيبة أمل واسعة بين المؤيدين الذين خططوا للسفر إلى واشنطن خصيصًا لحضور المراسم.

وفي هذا السياق، أعلن النائب الجمهوري، مارك ألفورد، عن توجيهات لمؤيدي ترامب المتواجدين في واشنطن بمتابعة البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة فرص المشاهدة المتاحة.

سوابق تاريخية

يستدعي هذا القرار غير المسبوق ذكريات تاريخية مهمة، حيث تشير صحيفة "بوليتيكو" إلى حادثتين مماثلتين في التاريخ الأمريكي.

الأولى كانت في عام 1985 خلال حفل تنصيب الرئيس رونالد ريجان، عندما أجبرت موجة برد قاسية السلطات على نقل المراسم إلى الداخل وإلغاء العرض العسكري التقليدي.

والثانية كانت قبل 76 عامًا من ذلك، تحديدًا في عام 1909، حين اضطر الرئيس ويليام تافت لنقل مراسم تنصيبه إلى الداخل بسبب عاصفة ثلجية.

وتستذكر الصحيفة أيضًا حادثة مأساوية تتعلق بالرئيس ويليام هنري هاريسون، الذي يُعتقد أنه أُصيب بمرض قاتل بعد إلقاء خطاب تنصيبه في الهواء الطلق دون ارتداء ملابس واقية كافية؛ مما أدى إلى وفاته بعد أسابيع قليلة من تنصيبه.

وبالنسبة للحضور المتوقع، أوضحت اللجنة المشتركة لمراسم التنصيب في بيان نقلته الصحيفة أن الغالبية العظمى من حاملي التذاكر لن يتمكنوا من الحضور شخصيًا، وحثت الزوار على مشاهدة المراسم في أماكن داخلية من اختيارهم.

كما أشارت إلى أن الحضور سيقتصر على أعضاء الكونجرس وكبار المسؤولين وعائلة ترامب، مع توقع صدور توجيهات محدثة لأعضاء المجلس وأزواجهم في وقت لاحق.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا التحول التاريخي في مراسم التنصيب بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، يأتي ليضيف فصلًا جديدًا إلى سجل التقاليد الرئاسية الأمريكية، ويعكس التحديات المتزايدة التي تواجه المؤسسات الأمريكية في الموازنة بين متطلبات الأمن والسلامة والحفاظ على التقاليد التاريخية العريقة في واحدة من أهم المناسبات السياسية في البلاد.

حفل تنصيب ريجان عام 1985
الأمن والترتيبات التنظيمية

تتصدر المخاوف الأمنية أولويات المنظمين، خاصة في ضوء محاولتي الاغتيال اللتين استهدفتا ترامب خلال حملته الانتخابية العام الماضي.

وأوضحت صحيفة "بوليتيكو" أن نقل المراسم إلى الداخل يوفر بيئة أكثر أمانًا وقابلية للسيطرة، مع إمكانية تطبيق إجراءات أمنية صارمة على قائمة الحضور المحدودة.

وسيستمر نشر مئات من عناصر إنفاذ القانون وإقامة أسوار أمنية تمتد لأميال حول مبنى الكابيتول، في إطار خطة أمنية محكمة تضمن سلامة جميع المشاركين.

ويشهد مبنى الكابيتول حاليًا حركة دؤوبة، حيث يعمل موظفو المكتب الهندسي بالكابيتول على مدار الساعة لتجهيز المنصة وإجراء التعديلات اللازمة.

وفي مفارقة لافتة نقلتها الصحيفة، تتولى السناتور الديمقراطية آمي كلوبوشار، التي أطلق عليها ترامب سابقًا لقب "المرأة الثلجية"، رئاسة اللجنة المشتركة المسؤولة عن تنظيم مراسم التنصيب.

وصرحت كلوبوشار للصحيفة قائلة: "نحترم قرار الرئيس المنتخب وفريقه"، في إشارة إلى التغيير المفاجئ في الخطط.

ولقب "المرأة الثلجية" أطلقه الرئيس المنتخب دونالد ترامب على السناتورة الديمقراطية آمي كلوبوشار، بعد أن أعلنت ترشحها للرئاسة في عام 2019 خلال عاصفة ثلجية في مينيسوتا، حيث ألقت خطابها في الهواء الطلق وسط الثلوج المتساقطة، في حين تكمن المفارقة في أن كلوبوشار، التي تلقت هذا اللقب الساخر من ترامب، هي من تترأس اليوم اللجنة المسؤولة عن تنظيم مراسم تنصيبه التي تم نقلها إلى الداخل تجنبًا للطقس البارد.