في خطوة كان قد هدد بها مسبقًا، انسحب حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير من الائتلاف الحكومي صباح اليوم الأحد، وذلك بعد موافقة الحكومة على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة.
وأعلن الحزب في بيان له أن أعضاءه الثلاثة في الحكومة (وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزير التراث أميخاي إلياهو، ووزير النقب والجليل والمرونة الوطنية يتسحاق وصرلاوف) قدموا استقالاتهم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما استقال أعضاء الكنيست زيڤي فوجل، وليمور سون هار-مليش، ويتسحاق كرويزر من عضويتهم في اللجان التي كانوا جزءًا منها.
وجاء في البيان: "من الآن فصاعدًا، حزب عوتسما يهوديت ليس جزءًا من الائتلاف".
ويقلّص انسحاب الحزب من الائتلاف أغلبية نتنياهو في الكنيست من 68 إلى 62 أو 63 نائبًا، حسب الترتيبات المعقدة التي سيتعين حلها بين حزب بن جفير وحزب "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش، الذي كان قد خاض الانتخابات العامة في 2022 بقائمة مشتركة قبل أن ينفصل الحزبان.
ورغم انسحاب حزب بن جفير إلا أن حكومة نتنياهو تبقى صامدة، وذلك بعدما انسحب حزب جدعون ساعر "أمل جديد" من حزب "المعسكر الرسمي" الذي يترأسه بيني جانتس، وإعلانه البقاء في حكومة نتنياهو.
وفي رسالة وجهها إلى نتنياهو، تفاخر بن جفير بـ"إنجازاته الكبيرة تحت قيادتك"، لكنه اشتكى مما وصفه بـ"الاستسلام لحماس" في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أنه "نصر كامل لحماس"، وأنه "لن نعود إلى طاولة الحكومة دون تحقيق انتصار كامل على حماس وتنفيذ أهداف الحرب بالكامل".
ورغم ذلك، لم يُذكر في البيان النائب عن حزب عوتسما يهوديت، ألموج كوهين، الذي خالف حزبه في عدة تصويتات لصالح الائتلاف في الأسابيع الأخيرة، ما يترك وضعه الحالي غير واضح. وفي مقابلة مع إذاعة "103 إف إم" الإسرائيلية، قال كوهين إنه إذا كانت الأمور سيئة كما يزعم بن جفير، كان يجب عليه إسقاط الحكومة بدلاً من الاستقالة.
ورغم انسحاب الحزب، فإن الائتلاف الحكومي لنتنياهو سيظل يحتفظ بأغلبية في الكنيست، على الرغم من أنها ستكون أضيق من السابق.
من جهة أخرى، أقر النائب إسحاق كرويزر، الذي سيغادر الكنيست بموجب القانون النرويجي، بقرار استقالته، مؤكدًا دعمه لبقاء سموتريتش في الحكومة، قائلًا: "أنا مقتنع أن قرار البقاء في الحكومة تحت الظروف التي وضعناها كان القرار الصحيح".
ومن شأن خروج كرويزر من الكنيست أن يبعده أيضًا عن لجنة اختيار القضاة، حيث يعد من الموالين الرئيسيين لوزير العدل ياريف ليفين. ويعد أيضًا أحد ممثلي الكنيست في اللجنة التي تختار القضاة، التي كان تشكيلها جزءًا أساسيًا من أجندة الإصلاح القضائي للحكومة، التي يسعى ليفين حاليًا إلى إحيائها.
وبما أن أعضاء اللجنة الممثلة للكنيست يتم انتخابهم في اقتراع سري بأغلبية برلمانية، فسيكون من الصعب في حال خروج حزب "عوتسما يهوديت" من الائتلاف ضمان أن يحل مؤيد آخر للإصلاح القضائي محل كرويزر، بحسب ما قاله مصدر في الائتلاف لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في وقت سابق من هذا الشهر.
وبدوره، كرّر حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف بزعامة سموتريتش معارضته لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأصر على أن استمرار عضويته في الحكومة يتوقف على عدم انتهاء الحرب دون الهزيمة العسكرية الكاملة لحماس.
وفي بيان مصور صدر أمس السبت، أدان سموتريتش الاتفاق وأكد مجددًا أن الحرب لن تتوقف وستستمر حتى تحقيق النصر الكامل على حماس وتدميرها بشكل كامل". لكنه قال إن حزبه من المقرر أن يبقى في الحكومة، بعد أن وافق نتنياهو على عدد من مطالبه.
وفي هذا السياق، نقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر في الائتلاف قوله إن نتنياهو قدّم لسموتريتش ضمانة باستئناف الحرب بعد المرحلة الأولى، لكن لم يتم تسجيل أي شيء في الاتفاق.