تعد الموسيقى التصويرية أحد أهم أسباب نجاح الأعمال الدرامية والسينمائية، ولكن قليلًا ما يرتبط المشاهد بالموسيقى التصويرية للعمل الفني، حيث استطاعت الفنانة السورية ليال وطفة أن تحقق المعادلة الصعبة ويرتبط الجمهور بالموسيقى الخاصة بها، ومن أهم أعمالها التي تركت بصمة في قلوب الجمهور، مسلسل "تحت الوصاية، عنبر 6، على أمل"، وفي السينما أفلام "نوارة"، "فوتوكوبي" و"قبل زحمة الصيف"، وحاليًا تخوض تحديًا جديدًا بفيلم "6 أيام"، الذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي، بالإضافة إلى تجربتها في فيلم "كولونيا"، الحاصل على عدة جوائز في الدورة الأخيرة لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي".
القصة تشبهني
تؤكد السورية ليال وطفة لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن ما حمسها لتكون جزءًا من تجربة فيلم "6 أيام"، بطولة الفنان المصري أحمد مالك أن قصة العمل تشبهها كثيرًا، إذ تقول: "عندما عرض عليّ المخرج كريم شعبان المشاركة في هذا العمل، تحمست في البداية كونه من إخراجه فهو مخرج متميز وصاحب رؤية مختلفة ومليء بالمشاعر والأحاسيس، بالإضافة إلى أن قصة الفيلم قريبة للغاية لتجارب حدثت معي في الماضي، وشخصياتها تشبهني كثيرًا، فأحببت المشاركة للتعبير عنها بالموسيقى وكنت سعيدة ومستمتعة بهذه التجربة القريبة من قلبي".
وتضيف: "بالنسبة للموسيقى الخاصة بالفيلم كانت بسيطة وفي نفس الوقت تبعث مشاعر مؤثرة، ومن خلال ذلك تم اختيار الآلات الخاصة لتقديم موسيقى مناسبة لهذه القصة لذا حرصت أن تكون الموسيقى رومانسية معبرة عن كل ما يحدث في العمل، ورغم أن القصة قريبة مني إلا أنني واجهت تحديًا فيها خصوصًا أن العمل يضم مشاهد كثيرة عن الذكريات وهذه المشاهد تحتاج إلى أسلوب خاص حتى تخرج بالشكل المناسب، وأيضًا هناك تحدٍ آخر وهو عامل الوقت، فطُلب مني تقديم الموسيقى في 30 يومًا فقط".
وتابعت: "العمل مليء بالمشاعر المؤثرة ومن أكثر المشاهد القريبة لقلبي فيه، هو مشهد الذي كان يجلس البطل مع البطلة بعد جنازة والده، وكان في هذا المشهد يتحدث معها عن والده وكيف أثرت تربيته في حياته، هذا المشهد كان حزينًا للغاية، وكان لا بد عندما يشاهده الجمهور يتأثر به، فكتب له مقطوعة موسيقية خاصة من القلب".
كولونيا
وعن تجربتها في فيلم "كولونيا"، الذي حصد العديد من الجوائز في النسخة الأخيرة لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي، تقول: "عندما علمت بفيلم "كولونيا"، وهو لا يزال في مرحلة الإنتاج تحمست للغاية لأكون جزءًا من هذا العمل، وكان لدي الرغبة في العمل مع المنتج محمد حفظي والمخرج محمد صيام، وعندما تواصلت مع مخرج العمل، أخبرني بأنه كان يضعنا في باله لتقديم موسيقى هذا العمل، فكان دافعًا كبيرًا وسعدت للغاية بهذه التجربة المتميزة، وخصوصًا أن الموسيقى التي أقدمها في هذا العمل تختلف تمامًا عن أي عمل قدمته خلال مسيرتي الفنية".
أسلوب المزج
تتميز المؤلفة الموسيقية ليال وطفة بأسلوب خاص يميزها عن غيرها، وحول ذلك تقول: "أحب المزج بين الألحان الشرقية مع الموسيقى الأوركسترالية الغريبة، للتنوع والاختلاف وتقديم موسيقى جديدة، ولكنه ليس الأسلوب الوحيد الذي أكتب به، فهناك أعمال كثيرة كتبتها سواء بألحان شرقية فقط أو غربية دون المزج، وهذا يرجع إلى نوع القصة والعمل الذي أعمل عليه".
وتضيف: "لدي معايير خاصة أسير عليها في اختيار الأعمال المقدمة لي، منها نوع القصة والمخرج المكلف بالعمل، وأيضًا هل سيكون هذا العمل تحد بالنسبة لي ويساعدني في اكتشاف جوانب جديدة بداخلي في عالم الموسيقى الذي أعشقه منذ الطفولة، فأعمالي التي أقدمها لها مكانة خاصة في قلبي وكل عمل منهم له تأثير على مشواري وتعلمت منه الكثير، لذا أحرص على الانتقاء".
صعوبات كثيرة
تؤكد الفنانة السورية أنها واجهت صعوبات كثيرة في بداية دخولها عالم التأليف الموسيقي، إذ تقول: "شغفي بعالم الموسيقى بدأ عندما كنت طفلة صغيرة وكنت أبكي عند سماع الموسيقى وأتأثر بها وهذا ما لاحظته والدتي في وحرصت على تنمية موهبتي واشترت لي كيبورد موسيقي وبدأت بالفعل تأليف مقطوعات موسيقية، وبعدها درست بيانو في معهد الموسيقى لصقل موهبتي ".
وتضيف: "هناك صعوبات كثيرة تقابل الفتاة خصوصًا في هذا المجال، ففي الوقت الذي بدأت فيه التأليف الموسيقي لم يكون هناك مؤلفات موسيقيات وملحنات في الوطن العربي، لأن هذا النوع كان عليه اعتراض الدائم من الناس ولم أجد الدعم منهم، ولكن أسرتي دعمتني بشكل كبير واستثمرت في حتى أوصل لما عليه اليوم".
وتابعت: "طموحاتي كثيرة في هذا المجال، منها المشاركة في أعمال درامية وسينمائية في هوليوود، وهذه الخطوة ما أسعى لها الفترة المقبلة، كما أنني أتمنى تقديم حفلات موسيقية، وترك بصمة قوية في الوطن العربي والعالم، فأنا أعشق هذا المجال وأتمنى أن أبذل فيه قصارى جهدي وأحقق فيه الكثير".