الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الانحدار قادم لا محالة.. كينيدي المتشكك يثير مخاوف أطباء أمريكا

  • مشاركة :
post-title
كينيدي وترامب

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تسبب اختيار روبرت كينيدي جونيور الابن، من قبل ترامب لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، في قلق واسع داخل جدران المعاهد الصحية التي من المنتظر أن تكون تحت إدارته، على خلفية آرائه وتصريحاته، خاصة منع اللقاحات عن الأطفال.

وخلال الأيام القليلة الماضية، عكف المرشح الجمهوري الفائز في الانتخابات الرئاسية 2024 على اختيار أعضاء حكومته القادمة، وطرح العديد من الأسماء لشغل مناصب وزارية مهمة ومناصب أخرى عليا في البيت الأبيض.

الآباء المترددون

ويأتي على رأس المخاوف ما يشتهر به كينيدي الابن من أنه أبرز المتشككين في اللقاحات على وجه العموم، وأكد باحثون وأطباء في مجال اللقاحات لشبكة "إيه بي سي نيوز" إن تعليقاته الأخيرة حول هذا الأمر قد تقنع الآباء المترددين في الحصول على اللقاح بعدم تطعيم أطفالهم.

وسخر مدير مركز تعليم اللقاحات الدكتور بول أوفيت، عضو اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لإدارة الغذاء والدواء، من أن جونيور ليس المتشكك في اللقاحات، بل هو المتشكك، لافتًا إلى أن كل من يجلس حول طاولة اللجنة هو من المتشككين في اللقاح، ولا يعطون الموافقات والترخيص إلا بعد إثبات أنه آمن وفعال.

الأطفال والتوحد

ويعتقد كينيدي، بحسب الطبيب، من أنهم لا يحصلون على المعلومات الصحيحة، وأن هناك تحالفًا غير مقدس بين صناعة الأدوية وإدارة الغذاء والدواء مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لإخفاء البيانات الحقيقية، لافتًا إلى أنه سوف يجد البيانات الحقيقية وأن ما يروج له هراء تام.

وزعم كينيدي، في وقت سابق، أن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، لا يوفر الحماية ضد المرض، وأن هناك علاقة بين اللقاح وتوحد الأطفال، وبحسب الشبكة الأمريكية، لم تتوصل أكثر من اثنتي عشرة دراسة عالية الجودة إلى أي دليل على وجود صلة بين لقاحات الأطفال والتوحد.

انخفاض معدل التطعيم بين الأطفال الأمريكيين
مرض الحصبة

وتفشى مرض الحصبة هذا العام مقارنة بالعام الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا للبيانات، وهو ما وصفه بيتر هوتيز المدير المشارك لمركز تطوير اللقاحات بمستشفى الأطفال في تكساس، أنه علامة على أن المزيد من الآباء يترددون بشكل متزايد في تلقي اللقاح.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم الإبلاغ عن إجمالي 277 حالة إصابة بالحصبة في 30 ولاية في عام 2024، وتشير التقديرات إلى أن 96% من حالات الحصبة هذا العام لم يتم تطعيمها بالكامل.

معدلات التطعيم

وتأتي تلك التوترات حول اللقاحات، في الوقت الذي فشلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق هدف الحد الأقصى البالغ 95% والذي يهدف إلى منع إصابة واحدة من إشعال فتيل تفشي مرض ما، حيث انخفضت معدلات التطعيم بين أطفال رياض الأطفال للعام الرابع على التوالي.

ومع تلك المشاكل التي تعاني منها عملية التطعيم في الولايات المتحدة، يأتي شخص مثل كينيدي بحسب الدكتور بيتر هوتيز ليكون على رأس وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ومن وجهة نظره لن تتحسن الأمور بل على العكس، ستبدأ عملية الانحدار مع مزيد من التآكل في عدد الأطفال الذين يتلقون التطعيم في الولايات المتحدة.

العهد الذهبي

ومن المخاوف الأخرى، وفقًا للأطباء أن يقوم كينيدي، بصفته رئيسًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، باختيار مديري مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء والمعاهد الوطنية للصحة من غير المؤهلين، وقد يتبنون بالمثل آراءً متشككة في اللقاح.

في المقابل يرى الرئيس المنتخب ترامب أن شركات الأغذية الصناعية والأدوية سحقت الأمريكيين الذين انخرطوا في الخداع والتضليل والمعلومات المضللة، عندما يتعلق الأمر بالصحة العامة لفترة طويلة، لافتًا إلى أن كينيدي سيعيد وكالات ومعاهد الصحة الأمريكية إلى تقاليد البحث العلمي الذهبي.

ويرى المرشح الجمهوري الفائز أن كينيدي سيمنع المواد الكيميائية الضارة والملوثات والمبيدات الحشرية والمنتجات الصيدلانية والمواد المضافة إلى الأغذية، التي أسهمت في الأزمة الصحية الساحقة بأمريكا.