الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بلسان ترامب.. حقائق مضللة في مواجهة حرائق الغابات

  • مشاركة :
post-title
جانب من حرائق الغابات في كاليفورنيا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

عندما تجتاح الكوارث الطبيعية أي بلد يتجه الأنظار نحو قادة البلاد لتقديم الحلول والمساعدات، ومع ذلك فإن استخدام هذه الأزمات كمنصة سياسية للتلاعب بالمعلومات قد يؤدي إلى تفاقم المعاناة وتعطيل جهود الإغاثة، هذه الظاهرة كانت واضحة خلال تعامل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مع حرائق الغابات في كاليفورنيا، وفق تقرير نشرته شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية.

أزمة حرائق كاليفورنيا

مع اشتداد حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا، انصب تركيز ترامب على انتقاد المسؤولين الديمقراطيين، وفي تصريحات أطلقها من منتجعه الخاص في مار إيه لاجو بفلوريدا، وصف ترامب حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم وعمدة الولاية بأنهما "غير كفؤين تمامًا".

ترامب لم يكتفِ بتوجيه الانتقادات الشخصية، بل أطلق سلسلة من الادعاءات المضللة، أبرزها أن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ "ليس لديها أموال" لدعم جهود الإغاثة في كاليفورنيا، وهو ما تم دحضه لاحقًا من خلال إقرار الكونجرس مساعدات إضافية بقيمة 29 مليار دولار.

سياسة غير دقيقة للمياه

أحد أبرز التصريحات التي روج لها ترامب كان اتهامه لنيوسوم بعدم توقيع "إعلان استعادة المياه"، قائلًا إن الحاكم اختار تحويل الموارد المائية لحماية نوع من الأسماك المهددة بالانقراض في دلتا نهر ساكرامنتو-سان جواكين.

وقال ترامب عبر منصة "Truth Social": "أراد حماية سمكة لا قيمة لها"، وهي تصريحات وصفها مكتب الحاكم بأنها "خيال محض".

في الواقع، أكدت الجهات المختصة أن نقص المياه خلال الحرائق كان نتيجة رياح قوية وظروف جافة، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي كإجراء احترازي لمنع اشتعال المزيد من الحرائق.

المساعدات الفيدرالية

ترامب استخدم منصة حملته الانتخابية للتأكيد أنه سيوقف المساعدات الفيدرالية عن كاليفورنيا ما لم يتعاون نيوسوم مع سياساته، وقال خلال مؤتمر صحفي في لوس أنجلوس: "المياه القادمة إلى هنا ميتة.. وإذا لم يوقع نيوسوم على الأوراق، فلن يحصل على الأموال لإطفاء حرائقه".

ولم تقتصر تصريحات ترامب على حرائق الغابات، فخلال الأعاصير التي اجتاحت جورجيا وكارولينا الشمالية، العام الماضي، نشر ترامب معلومات مضللة حول استجابة وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، وألقى باللوم على المسؤولين الفيدراليين التابعين لإدارة بايدن.

وقال إن الديمقراطيين عرقلوا المساعدات عن المناطق المتضررة، وهو ما أثار قلق المسؤولين المحليين والفيدراليين الذين أكدوا أن تصريحاته قد تعرقل جهود إعادة البناء.

انتقادات متزايدة

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يواجه فيها ترامب اتهامات بنشر معلومات مضللة خلال الأزمات، وفي عام 2019، عندما أشار إلى أن إعصار دوريان سيؤثر على ولاية ألاباما، اضطرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إلى نفي هذه المزاعم، كما ألقى ترامب باللوم على الزعماء المحليين في بورتوريكو في أثناء إعصار آخر، مدعيًا فسادهم وعدم كفاءتهم.

بينما تعرض ترامب لانتقادات واسعة بسبب مواقفه وتصريحاته، وجد دعمًا من بعض المسؤولين الجمهوريين، فحاكم فلوريدا رون ديسانتيس أشاد بقيادة ترامب، قائلًا: "رغم الانتقادات، أثبت ترامب جدارته في إدارة الكوارث الطبيعية".