بينما تسير الرياح على عكس ما تشتهي سفن المستشار الألماني أولاف شولتس، بعد تفكك حكومته وحل البرلمان، والاضطرار إلى اللجوء إلى الانتخابات المبكرة في الخامس من فبراير المقبل، إلا أنه لا يزال رهان حزبه الاشتراكي الديمقراطي، من أجل ولاية ثانية.
أعلن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم في ألمانيا، رسميًا ترشيح "شولتس" للانتخابات الفيدرالية المقرر إجراؤها في 23 فبراير، بحسب "دويتش فيله".
وصوَّت مندوبو الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مؤتمر الحزب في برلين بأغلبية ساحقة لصالح الحفاظ على زعامة شولتس، في حين عارضه عدد قليل من المندوبين.
مفترق طرق
وقال "شولتس"، في كلمة بالمؤتمر، إن ألمانيا تقف عند مفترق طرق، داعيًا إلى توفير أجور عادلة وإسكان بأسعار معقولة ومعاشات تقاعدية مستقرة "للناس العاديين"، بينما اتهم منافسه الرئيسي، تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ، بالانخراط في سياسة مصممة لخدمة فئة قليلة.
نقص العمالة
وقال إنه من غير الواضح ما الذي يقف وراءه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وزعم أنه لم يضع سياسات واضحة معالجة نقص العمالة في البلاد أو الانتقال نحو الطاقة النظيفة.
ودعا "شولتس" أيضًا إلى حماية مبادئ الحدود السيادية، بعد أيام من تلميح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى فرض الولايات المتحدة سيطرتها على جزيرة جرينلاند.
وقال "شولتس": "هذا مبدأ يجب على كل دولة الالتزام به، سواءً كانت دولة صغيرة أو دولة كبيرة وقوية".
تفوق قبل 4 سنوات
في عام 2021، وقبل أربع سنوات، صوَّت 96.2% من المندوبين لصالح ترشيح شولتس لمنصب المستشار في اقتراع سري.
وأصبح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أكبر حزب في البرلمان، ما دفع "شولتس" إلى تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الخضر البيئي والحزب الديمقراطي الحر المؤيد للأعمال التجارية.
خسر "شولتس" تصويت الثقة في البرلمان الألماني بعد نزاع طويل الأمد حول الميزانية، إذ حصل على دعم 207 أعضاء فقط، بينما صوّت 394 ضده، مع امتناع 116 عن التصويت.
وهذه النتيجة لم تكن مفاجئة، إذ وصفها شولتس نفسه بأنها خطوة نحو تأمين انتخابات وطنية مبكرة للخروج من مأزق الائتلاف الهشِّ الذي حكم البلاد منذ نوفمبر 2021.
ميرز.. تغيير جذري
بدوره، دعا زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرز إلى تغيير جذري وتعهد بتأسيس حكومة تتوقف عن الجدال في إشارة إلى الخلافات العلنية بين الشركاء في ائتلاف شولتس.
كما نظم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف فعالية انتخابية أمس السبت احتج عليها آلاف المتظاهرين، ورشح الحزب رسميًا زعيمته المشاركة أليس فايدل كمرشحة لمنصب المستشار.
من يتفوق في استطلاعات الرأي؟
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد يحتل المركز الثالث في انتخابات فبراير، متخلفًا عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.