الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أهداف سياسية ودينية.. الضفة الغربية تئن تحت ضغوط أمريكية وانتهاكات إسرائيلية

  • مشاركة :
post-title
عنف المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

لا تزال التوترات في الضفة الغربية المحتلة مستمرة، حيث تزامنت المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين مع إجراءات أمنية مشددة فرضها الاحتلال الإسرائيلي على مناطق واسعة.

وفي ظل الحديث عن خطط ضم المستوطنات وممارسات تهدف لتغيير الواقع الميداني، تتعاظم الضغوط على الفلسطينيين الذين يواجهون تحديات يومية متزايدة.

مواجهات وإجراءات مشددة

شهدت بلدة ترمسعيا شمال رام الله مواجهات عنيفة، اليوم السبت، بين الفلسطينيين والمستوطنين الذين اقتحموا البلدة تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص المطاطي، بينما اعتقل الاحتلال أربعة شبان لم تُعرف هوياتهم بعد.

وفي سياق متصل، فرضت قوات الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة على مداخل مدينة نابلس، حيث أغلقت عددًا من الحواجز الرئيسية وأقامت حواجز جديدة. وتسبب ذلك في أزمات مرورية خانقة واحتجاز العديد من المواطنين.

وبحسب شهود عيان نقلت عنهم "وفا"، فإن هذه الإجراءات طالت الطرق المؤدية إلى مدن طوباس وجنين وطولكرم، ما صعّب حركة التنقل وأثّر على الحياة اليومية للسكان.

دعم دولي للاستيطان

في مقابلته مع الـ"بي بي سي" أعرب مايك هاكابي، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، عن دعمه الكامل للمطالبات الإسرائيلية في الضفة الغربية، قائلًا: "عندما يستخدم الناس مصطلح "محتلة"، أقول: نعم، إسرائيل تحتل الأرض، لكنه احتلال لأرض أعطاها الله لهم منذ 3500 عام. إنها أرضهم"، على حد تعبيره.

ويأتي هذا التصريح في سياق تصاعد الأصوات الداعمة لضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، خاصة بعد الهجمات الأخيرة في غزة خلال أكتوبر 2023.

وأكد رئيس مجلس الاستيطان الإقليمي، يسرائيل جانتس، أن فكرة حل الدولتين أصبحت "من الماضي"، مشيرًا إلى تغيّر نبرة الولايات المتحدة تجاه الضم، رغم تمسك الرئيس الأمريكي جو بايدن بحل الدولتين.

مواقف دولية متباينة

في حين يدفع اليمين الإسرائيلي المتطرف نحو تسريع عملية ضم المستوطنات، يواجه الفلسطينيون تصعيدًا في الانتهاكات، فيما تزداد عمليات الهدم وتقل تصاريح البناء للفلسطينيين في المناطق الخاضعة لسيطرة دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تمثل 60% من الضفة الغربية. وفي الوقت نفسه، تتوسع المستوطنات الإسرائيلية على حساب الأراضي الفلسطينية، ما يؤدي إلى تهجير قسري متزايد للسكان.

على الرغم من الدعم الذي لاقته سياسات الضم في بعض الأوساط الأمريكية والإسرائيلية، حذرت تقارير دولية من عواقب هذه الخطوات. وتشير تقارير إلى أن المستوطنين يمارسون العنف ضد الفلسطينيين دون محاسبة فعلية من المحاكم الإسرائيلية، رغم العقوبات الدولية المفروضة عليهم من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

مستقبل مجهول

وصرّحت زعيمة المستوطنين سوندرا باراس بأن الفلسطينيين "يمكنهم الرحيل إذا لم يرغبوا في العيش تحت الحكم الإسرائيلي"، ومع اتساع رقعة الاستيطان وتصاعد الانتهاكات، يتزايد الضغط على الفلسطينيين الذين يجدون أنفسهم أمام خيارات محدودة.

وفي ظل هذا المشهد، تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو إلى تحويل قضية الضم إلى أمر واقع، مما يعمق معاناة الفلسطينيين ويفاقم الأزمة الإنسانية في الضفة الغربية المحتلة.

وبين مواجهات عنيفة في شوارع الضفة الغربية، ومخططات تسعى لتغيير خارطة المنطقة، يظل الوضع متأزمًا، يحمل في طياته تبعات محلية ودولية معقدة.