يكثف جيش الاحتلال التعسف والقهر ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، في حين يمضي قدمًا في تنفيذ ما يسمى "مخطط الضم"، ببناء مستوطنات جديدة على الأراضي الفلسطينية هناك.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، كثفوا حملة الاعتقالات التعسفية والضرب وإساءة معاملة الفلسطينيين.
اعتقالات تعسفية
ونقلت الصحيفة عن 3 فلسطينيين بالخليل، إنهم تعرضوا للاعتقال في الشارع أثناء قيامهم بأعمالهم اليومية تحت ذرائع واهية مثل العثور على صور للأعلام الفلسطينية على هواتفهم أو مزاعم بإلقاء الحجارة.
وقال الفلسطينيون الثلاثة للصحيفة، إن جنود الاحتلال قيدوهم بالأصفاد، وعصبوا أعينهم ونقلوهم إلى مواقع عسكرية قريبة، حيث تعرضوا للإساءة النفسية والجسدية لساعات.
وقال رجل يبلغ من العمر 60 عامًا، ويدعى بدر التميمي، إنه تعرض للضرب في الجذع وألقي على الحائط بعد أن طلب من الجنود التوقف عن تدمير البضائع في متجره للهدايا التذكارية.
وتعرض أمير جابر (19 عامًا)، ووالده عارف (50 عامًا)، للاعتقال والضرب أثناء عودتهما إلى المنزل، الأسبوع الماضي، بعد أن تحدثا إلى "الجارديان" وقناة "إيه آر دي" الألمانية.
ولفتت "الجارديان" إلى تقرير جديد لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، يستند إلى أكثر من عشرين شهادة مماثلة تم جمعها في الخليل، التي تشهد تواجدًا مكثفًا لجيش الاحتلال، بين شهري مايو وأغسطس.
تصاعد عنف المستوطنين
وذكرت "بتسيلم" أنه حدث تحول في نطاق ونوع وشدة العنف الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، مشيرة إلى أكثر من حادثة، سجل جنود الاحتلال الاعتداء أو بثوه مباشرة عبر مكالمات فيديو، على ما يبدو غير مهتمين بالعواقب.
وتصاعدت اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، واستشهد ما يقرب من 800 فلسطيني بنيران إسرائيلية، بما في ذلك 160 طفلًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، ووصلت الاعتقالات، بما في ذلك الاعتقال الإداري، الذي يسمح بالاحتجاز لأجل غير مسمى دون تهمة، إلى مستويات تاريخية.
ومنذ بداية الحرب على غزة، نفذ جيش الاحتلال غارات شبه ليلية على مخيمات اللاجئين التاريخية في الضفة الغربية وغيرها من المراكز الحضرية، كما ارتفع عنف المستوطنين إلى مستويات قياسية.
وتعرض الفلسطينيون في الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، أسوأ ممارسات القهر والتعسف، بهدف إجبارهم على المغادرة أو العيش في خوف دائم من العنف التعسفي.
ويقيم في الخليل 33 ألف فلسطيني ونحو 900 مستوطن إسرائيلي، يحميهم ما بين 1000 و1500 جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
والحياة اليومية للفلسطينيين في الخليل، صعبة منذ فترة طويلة، وبعد 7 أكتوبر 2023، تحولت القيود التي فرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي على حرية الحركة إلى إغلاق كامل استمر لأسابيع؛ وبعد مرور عام، لا يزال حظر التجول الليلي ساريًا.
ويكثف جيش الاحتلال والمستوطنون الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة المحتلة، في حين كشفت صحيفة إسرائيلية عن خطة للاستيطان في المناطق الفلسطينية، في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والتي تشمل بناء مستوطنات جديدة، وإقامة بنى تحتية متطورة تمهيدا للسيطرة الكاملة.
خطة ضم الضفة المحتلة
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن الخطة الجديدة تشمل بناء أربع مستوطنات وتجمعات جديدة، وبنى تحتية للمواصلات والطاقة، إضافة إلى مشاريع أخرى على مدار 4 سنوات من حكم ترامب، بما يشمل تحويل مستوطنات في أماكن استراتيجية إلى مدن بقراراتٍ حكوميّةٍ ممولةٍ، مثل مستوطنات معاليه أفرايم، نحليئيل، عاليه، كريات أربع وإفرات.
وكشفت الصحيفة أن عشرة نشطاء، وشخصيات عامة ورؤساء الاستيطان من اليمين المتطرف، بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش التقوا الأسبوع الماضي في فندق (رمادا) في القدس المحتلة في إطار مؤتمر استثنائي، عملوا خلاله على وضع خطة عملية للاستيطان.
وتابعت الصحيفة قائلة، نقلًا عن مصادرها، إن ما نتج عنه الاجتماع خطة عملية وليست نظرية للتوسع الاستيطاني، على قاعدة ما أسماه المجتمعون (نافذة الفرص)، وبما يشمل تحويل الضفة والأغوار إلى جزء لا يتجزأ من إسرائيل.
وتسعى خطة الاحتلال إلى الدفع قدمًا بالسيطرة على القرى الفلسطينية في المناطق (ج) التي تخضع لسيطرة مدنية فلسطينية.
وشددت الصحيفة على أن رؤساء المستوطنات اقترحوا أيضًا سحب إدارة السلطة الفلسطينية من قرى وبلدات مناطق (ج)، والعمل على خططٍ لبناء مدنٍ فيها وخلق إمكانيات تشغيلية للسكان بحيث يبقون في (أراضي إسرائيل)، على أنْ يجري العمل على شطب "حل الدولتين إلى الأبد"، كما اقترحوا جعل الضفة والأغوار "إمبراطورية طاقة وصناعات، ما يجعل المنطقة جزءًا من إسرائيل بكل المعاني".
وحسب الصحيفة، يخطط المستوطنون المتطرفون لإقامة بنية تحتية شاملة من المواصلات، وإقامة بنية تحتية للقطارات في المنطقة.