الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نعمة بدوي: الانتشار العربي هو ما ينقص الفن اللبناني

  • مشاركة :
post-title
نقيب الممثلين اللبنانيين نعمة بدوي

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

محاولاتي إصدار قانون يحمي كرامة الممثل خلق عداوة بيني وبين المنتجين
المسلسلات المعربة هروب من واقعنا ونجاحها يمثَل خطورة

نجح الفنان والمخرج نعمة بدوي، منذ توليه منصب نقيب الممثلين اللبنانيين في فترة حساسة للفن وخصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها لبنان حاليًا، لكنه تمكن من الدفاع عن حقوق الفنانين وتحسين أوضاعهم وحمايتهم من التهميش، إضافة إلى تسليط الضوء على الفن اللبناني عبر المشاركات في المهرجانات الدولية والعربية، في دلالة واضحة على أهمية الفن في حياة الشعب اللبناني ومدى تأثيره الإيجابي عليهم.

حول أهمية الفن في دعم القضايا المجتمعية، ودور الفنان وتأثيره في وقت الحروب، تحدث نقيب الممثلين اللبنانيين نعمة بدوي لـ موقع "القاهرة الإخبارية "، تطرق فيه إلى الوضع الفني في لبنان، وكيف يمكن النهوض بالسينما اللبنانية، ورأيه في الأعمال المعربة، ومشاركته كعضو لجنة تحكيم في جوائز موريكس دور، وسبب ابتعاده عن التمثيل، وأمور أخرى نقرأها في هذه السطور:

نقيب الممثلين اللبنانيين نعمة بدوي

في ظل ما يعانيه لبنان.. كيف يكون للفن دور في دعم قضايا الوطن؟

بلا شك الفنان ابن بيئته يتأثر ويؤثر بمحيطه بشكل فني مبدع وخلاق، يعكس الحالة الاجتماعية والسياسية والإنسانية من وجهة نظره الفنية للتأثير الإيجابي على مجتمعه دون وعظ أو إرشاد مباشر، فالفن له دور أساسي وعلى الفنان أن يعمل لصالح الحق وأصحابه.

وفي رأيي أنه يتوجب على الفنانين اللبنانيين أن يعملوا جاهدين على تثبيت الوحدة التي تجلت باستضافة المهجرين من المناطق اللبنانية التي تعرضت للقصف الهمجي الصهيوني والتدمير الممنهج الذي طال كل لبنان وغزة أيضًا، فهذه اللُحمة الوطنية قفزت فوق جميع الخلافات والاختلافات، فالفن يجمع ولا يفرق.

كما ذكرت الفن مرآة لحال البلد.. كيف ترى الوضع الفني في لبنان وماذا ينقصه؟

الوضع الفني في لبنان جيد لكن ينقصه الانتشار العربي وتناول القضايا الاجتماعية والوطنية والعربية بواقعيتها، والنهوض بالسينما اللبنانية يأتي من خلال إنشاء صندوق دعم السينما يساهم بإنتاجها، فالأفلام السينمائية اللبنانية التي أنجزت بإنتاج شخصي وأحيانًا بالتعاون مع المؤسسات الأجنبية كانت أفلام مهمة وجديرة بالتقدير حيث حازت على جوائز عالمية وعربية، لكنها أحيانًا كانت تخضع لشروط المنتج، لذا علينا أن نتناول قضايانا بحرية مطلقة لنقل الواقع كما هو بأسلوب فني جميل.

كيف رأيت فكرة انتشار الأعمال المشتركة في وقتنا الحالي ومدى تأثيره على الدراما اللبنانية؟

الأعمال المشتركة كانت الفرصة المتاحة للممثل اللبناني لكي يطل على جمهور العالم العربي، لقد كانت مفيدة وجيدة، لكنها أثرت بشكل سلبي على الإنتاج اللبناني المحلي مع التذكير أن لبنان كان في حقبة الستينيات والسبعينيات رائدًا في إنتاج الدراما المحلية والعربية، قبل وقوع الحرب الأهلية في السبعينيات لتقضي على هذا التميز لصالح الدراما العربية الأخرى، ونحن نعمل على إقامة مؤتمر لتشجيع الإنتاج المحلي والنهوض بالدراما اللبنانية.

من وجهة نظرك ما السبب وراء اتجاه المنتجين إلى المسلسلات المعربة؟

هذه الأعمال هي تجسيد لفكرة التعامل مع عمل أجنبي ناجح، وهذا هروب من واقعنا الحقيقي، فهذه المسلسلات لاقت الاستحسان والقبول من قبل الجمهور، وهنا تكمن الخطورة، ومن وجهة نظري إذا تعمقنا في المحلية نصل إلى العالمية، فنحن لدينا من الموضوعات والقصص والقضايا ما يكفي لإنتاج أعمال ترقى إلى المستوى الاحترافي المتقدم، ولكن للأسف المنتج يسعى للربح المادي السريع دون أي اعتبار لما يمكن أن يطور من هذه المهنة.

نعمة بدوي في أحد أدواره الدرامية

ما المعوقات والتحديات التي واجهتك منذ انتخابك نقيبا للممثلين اللبنانيين؟

لسوء الحظ، منذ تسلمي مهام رئاسة نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان في عام ٢٠١٨ واجهتنا صعوبات كثيرة، سواء على صعيد الوضع الاقتصادي أو جائحة كورونا أو التحركات الشعبية، وانهيار قيمة العملة اللبنانية نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على لبنان، ونتيجة العدوان الصهيوني السافر والغاشم على لبنان أدى إلى تجميد العمل الحكومي وبالتالي صعوبة الاستحصال على القوانين المهنية التي تحفظ حقوق الفنان، وقد عملنا بجهد كبير واستثنائي وكأننا نسير في حقل ألغام. 

ورغم كل ما ذكرته فإننا أنجزنا إقرار مرسوم تطبيقي لقانون تنظيم المهن الفنية.. "علاقة الفنانين ببعضهم البعض وبالآخرين"، وأنشأنا مركزا للرعاية الصحية المجانية في دار النقابة للزملاء المحتاجين وتواصلنا مع عدد من المستشفيات لتقديم خدمات الفحوصات المجانية أيضًا لتأمين الأدوية للزملاء التي يحتاجونها، إضافة إلى توقيع اتفاقات مع بعض الجهات المنتجة لخلق فرص عمل.

 كما أعددنا في النقابة التي تعد من أوائل النقابات في العالم العربي وتأسست عام ١٩٤٨، عدد من ورش التأهيل بجميع الاختصاصات الفنية مثل "إعداد الممثل، كتابة السيناريو وغيرها من المهن الفنية"، علمًا أن معظم المنتسبين للنقابة من خريجي كلية الفنون في الجامعة اللبنانية وسائر الجامعات في لبنان بالإضافة للفنانين النجوم والمخضرمين.

ما الذي تنوي تقديمه للممثل اللبناني حتى يأخذ حقه؟

أسعى لإصدار قانون مهني يحمي كرامة الممثل وحقوقه، وإنشاء بيت الفنان- (بيت المسن) الذي يأوي كبار الفنانين للرعاية الصحية والاجتماعية.

نعمة بدوي في أحد أدواره الدرامية

هل تأثرت مسيرتك التمثيلية بمهامك كنقيب للممثلين؟

نعم تأثرت بالسلب، وكأنني أصبحت خصمًا لدودًا للمنتج كوني أطالب بتطبيق القوانين العائدة لحقوق الفنانين، ومعاييري في اختيار الأعمال هو النَص والشخصية غير المكررة وشركة الإنتاج، إضافة إلى فريق العمل من ممثلين ومخرج وغيرهم من الطاقم، كما أحب مناقشة الأعمال التي تتطرق إلى الحالات الاجتماعية الإنسانية والفكرية والوطنية.

كيف رأيت مشاركتك كعضو في لجنة تحكيم جائزة موريكس دور عن فئة الدراما؟

كانت تجربة مفيدة أعطيت فيها جميع ما أملك من خبرات، وكنت سعيدًا باختياراتي واقتراحاتي، حيث عملنا كعائلة متماسكة مع زملاء وأساتذة، وإقامة مهرجان موريكس دور في نسخته الـ ٢٤ رغم الحرب الشرسة، وهو تأكيد صارخ لعنوان المهرجان داوي العالم بالفن والموسيقى، ولا شك أن هذه المهرجانات أعطت حافزًا للتنافس على الاجتهاد لتقديم الأفضل، أما عن المسلسلات العربية التي لفتت انتباهي العام الماضي، هي "تاج، حكاية أمل، عرابة بيروت، أولاد بديعة".

ما هي رسالتك للشعب اللبناني في ظل الظروف الراهنة؟

رسالتي مليئة بالحب والاعتزاز والفخر للشعب اللبناني المقاوم والصابر والعنيد الذي جسّد بمقاومته أرقى وأرفع هامات الصمود والتصدي للعدو الصهيوني الشرس، وأثبت أنه ما ضاع حق وراءه مطالب وأن قوتنا بوحدتنا.