أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، عن أمله في أن تنجح الإدارة السورية الجديدة في تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وأكد ماكرون، في كلمة ألقاها بمناسبة الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين، ضرورة احترام التعددية في سوريا، كاشفًا عن تطلعه لإطلاق عملية سياسية في سوريا، آملاً في عودة اللاجئين إلى بلادهم.
ودعا الرئيس الفرنسي، اليوم الاثنين، إلى "النظر إلى تغيير النظام في سوريا بدون سذاجة" واعدًا بعدم التخلي عن المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الغرب في مكافحة الإرهاب.
وأضاف ماكرون، إن فرنسا سترافق العملية الانتقالية "بشكل مطول" من أجل قيام "سوريا سيدة حرة تحترم تعدديتها الإثنية والسياسية والطائفية"، متعهدًا بالبقاء "وفيًا" لـ"المقاتلين من أجل الحرية مثل الأكراد" الذين يتصدون للإرهاب ولاسيما لتنظيم داعش الإرهابي.
ورأى الرئيس الفرنسي، أن إيران تشكل "التحدي الاستراتيجي والأمني الرئيسي" في الشرق الأوسط وستكون مسألة ذات أولوية في الحوار الذي سيقيمه مع الإدارة الأمريكية المقبلة في عهد دونالد ترامب.
وكشف ماكرون، في خطاب ألقاه خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين، إن "إيران هي التحدي الاستراتيجي والأمني الرئيسي لفرنسا والأوروبيين والمنطقة بكاملها وأبعد من ذلك بكثير"، محذرًا بأن "تسارع برنامجها النووي يقودنا على حافة القطيعة".
وأوضح الرئيس الفرنسي أن البرنامج النووي الإيراني يقترب من نقطة اللاعودة، مضيفًا أن فرنسا ستحتاج إلى إجراء مناقشة استراتيجية بشأن طهران مع الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة دونالد ترامب.
وتابع ماكرون إن القادة سيتعين عليهم أن يسألوا أنفسهم ما إذا كان ينبغي لهم تدشين آلية لإعادة العقوبات على إيران قبل أكتوبر 2025.
أعلن الرئيس الفرنسي أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "يعرف أن فرنسا حليفة متينة له، حليفة لا تقلل من تقديره" وتحمل "طموحًا واقعيًا" بشأن العلاقة عبر الأطلسي، وذلك قبل أسبوعين من عودة الجمهوري إلى البيت الأبيض.
وذكر ماكرون خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين "بين 2016 و2020 أحسنت فرنسا العمل مع الرئيس ترامب"، مضيفًا "إن قررنا أن نكون ضعفاء وانهزاميين، فإن الفرص ضئيلة في أن نحظى باحترام الولايات المتحدة الأمريكية في عهد ترامب". وأضاف "يعود لنا أن نعرف كيف نتعاون مع الخيار الذي أقدم عليه الشعب الأمريكي".
وشدد الرئيس الفرنسي أن على الأوكرانيين "خوض محادثات واقعية حول الأراضي"؛ لأنهم "الوحيدون القادرون على القيام بذلك"؛ بحثًا عن تسوية للنزاع.
وأردف ماكرون في كلمة ألقاها بمناسبة الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين في باريس إن "على الولايات المتحدة الأمريكية مساعدتنا لتغيير طبيعة الوضع وإقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات"، في حين يتحتم على الأوروبيين "إيجاد ضمانات أمنية" لأوكرانيا، معتبرًا أن ذلك من "مسؤوليتهم بالمقاوم الأول".
رأى ماكرون أن على الأوروبيين "المضي بشكل أسرع وأقوى" لتعزيز صناعاتهم الدفاعية بوجه تصاعد التهديدات.
واستطرد ماكرون في خطاب ألقاه بمناسبة الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين في باريس إن "المسألة تكمن في معرفة ما إذا كان الأوروبيون يريدون أن ينتجوا خلال السنوات العشرين المقبلة ما سيحتاجون إليه لأمنهم أم لا"، محذرًا من أنه "إذا كنا نعول على القاعدة الصناعية والتكنولوجية للدفاع الأمريكي، عندها سنكون أمام معضلات صعبة وتبعيات استراتيجية خاطئة".