الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معركة البقاء في رئاسة مجلس النواب الأمريكي.. جونسون يواجه تحديا مصيريا

  • مشاركة :
post-title
رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يقف رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، على مفترق طرق مصيري، في أول اختبار سياسي كبير للكونجرس الأمريكي منذ فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر 2024، في هذا الصدد تكشف صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن تفاصيل المشهد السياسي المتوتر، حيث يواجه جونسون معركة شرسة للحفاظ على منصبه، في ظل انقسامات عميقة داخل الحزب الجمهوري وأغلبية هشة لا تتحمل أكثر من صوت معارض واحد.

التوازنات الدقيقة في المعركة السياسية

في تفاصيل المشهد السياسي المعقد، يبدأ الكونجرس التاسع عشر بعد المائة أعماله وسط توازنات دقيقة للغاية، حيث يسيطر الحزب الجمهوري على المجلس بفارق ضئيل يبلغ 219 مقعدًا مقابل 215 مقعدًا للديمقراطيين.

وقد كشفت مصادر برلمانية لصحيفة "بوليتيكو" عن تحرك سياسي مفاجئ، تمثل في إعلان النائب الجمهوري توماس ماسي من ولاية كنتاكي معارضته الصريحة لجونسون، مما يضع الأخير في موقف حرج للغاية.

وتزداد المخاوف من احتمالية انضمام المزيد من النواب الجمهوريين المترددين إلى معسكر المعارضة، خاصة مع وجود نحو اثني عشر نائبًا لم يحسموا موقفهم بعد من التصويت المرتقب.

المعارضة الداخلية وتحديات الحزب الجمهوري

يواجه جونسون تحديًا كبيرًا يتمثل في مجموعة من النواب الجمهوريين البارزين الذين يتخذون مواقف متحفظة من دعمه.

وتبرز في هذا السياق النائبة فيكتوريا سبارتز من ولاية إنديانا، التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية بقرارها المفاجئ في منتصف ديسمبر، برفض المشاركة في اجتماعات الحزب الجمهوري واللجان البرلمانية.

وقد أوضحت سبارتز، في تصريحات لبرنامج "فوكس آند فريندز"، أنها تنتظر رؤية واضحة من جونسون حول كيفية تنفيذ أجندة الحزب قبل اتخاذ قرارها النهائي.

كما يبرز النائب تشيب روي من تكساس كأحد أبرز المترددين في دعم جونسون، حيث ظل ثابتًا على موقفه المتحفظ رغم تهديدات الرئيس السابق دونالد ترامب بدعم منافس له في الانتخابات التمهيدية للحزب.

وقد ذهب "روي" إلى حد اقتراح أسماء بديلة لرئاسة المجلس، مثل النائبين بايرون دونالدز من فلوريدا وجيم جوردان من أوهايو، رغم أن المراقبين يرون أن فرصهما ضئيلة في الحصول على الأصوات الكافية.

مساعي التوافق وتحديات المرحلة المقبلة

في محاولة لتجاوز هذه الأزمة، يقود جونسون مفاوضات مُكثفة مع مختلف الأطراف داخل الحزب الجمهوري، إذ تشير مصادر مطلعة لـ"بوليتيكو" إلى أن رئيس المجلس يبدي مرونة غير مسبوقة في التعامل مع مطالب النواب المحافظين، الذين يسعون للحصول على تنازلات مقابل دعمه.

وقد أكد جونسون نفسه انفتاحه على مناقشة التغييرات المطلوبة في الإجراءات التشريعية، في إشارة واضحة إلى سعيه لبناء توافق داخل الحزب.

ومع ذلك، تظل التحديات قائمة، خاصة مع موقف الحزب الديمقراطي الذي يتوقع حضورًا كاملًا لأعضائه في جلسة التصويت، مع عدم وجود أي نية لتقديم دعم لجونسون، حتى من أكثر أعضائه محافظة.

آفاق المستقبل والتداعيات السياسية

تكتسب هذه المعركة السياسية أهمية استثنائية، كونها تأتي في أعقاب فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر 2024، مما يجعلها اختبارًا حاسمًا لقدرة الحزب الجمهوري على إدارة أغلبيته الضئيلة في المجلس.

وفي هذا السياق، جاء تصريح زعيم الأغلبية القادم في مجلس الشيوخ، جون ثون، ليضيف بعدًا جديدًا للمشهد، حيث أبدى تفاؤله بإمكانية حسم الأمور لصالح جونسون.

غير أن هذا التفاؤل يصطدم بواقع مُعقد، خاصة مع استمرار غموض موقف عدد من أعضاء تجمع "فريدوم كوكس" المحافظ، الذين يمتلكون القدرة على تغيير مسار الأحداث.

وتُشير التقديرات السياسية إلى أن نتيجة هذه المعركة ستحدد ليس فقط مستقبل جونسون السياسي، بل أيضًا قدرة الحزب الجمهوري على تحقيق التوازن بين تيارات مُختلفة وإدارة أجندته التشريعية في ظل الأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها في المجلس.