في تحول كبير يعكس تقلبات المشهد السياسي الأمريكي، تبدل موقف المحافظين في الكونجرس من المعارضة الشديدة إلى الدعم القوي لرئيس مجلس النواب مايك جونسون، قبل أسابيع من التصويت المرتقب على رئاسة المجلس، يناير المقبل، في حين أن هذا التحول، الذي كشفت عنه صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، يأتي في وقت تستعد فيه البلاد لمرحلة جديدة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ما يرسم ملامح مشهد سياسي جديد في واشنطن.
من المعارضة إلى التأييد
شهدت الأشهر الـ7 الماضية تحولًا كبيرًا في موقف المحافظين تجاه جونسون، الذي بدا منصبه مهددًا في وقت سابق من العام، إذ كشفت "بوليتيكو" عن جهود حثيثة قام بها جونسون خلف الكواليس لكسب ثقة معارضيه السابقين، فقد نجح في تحقيق ثلاثة إنجازات رئيسية غيرت المشهد بشكل جذري، هي استيعاب المنشقين والاستماع إلى مخاوفهم بشكل مباشر، تأجيل معركة التمويل الحكومية الكبرى إلى مطلع العام المقبل، والأهم من ذلك كله، تأمين دعم الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وهذه الخطوات الاستراتيجية مهدت الطريق لتحول تاريخي في موقف أبرز معارضيه المحافظين.
وأشارت الصحيفة إلى تحول النواب الذين كانوا في طليعة معارضي جونسون من أشد المدافعين عنه اليوم، فعلى سبيل المثال، أعلن النائب آندي بيجز، الذي سبق أن قاد تحديات رمزية ضد كيفن مكارثي لرئاسة المجلس وصوّت لصالح محاولة إقالة جونسون في وقت سابق من العام الجاري، دعمه الكامل له.
ونقلت "بوليتيكو" عنه تصريحات تعكس هذا التحول الكبير، إذ قال: "سأصوت له اليوم. لقد أصبح أكثر انفتاحًا للحوار والاستماع إلى مخاوفنا وشكاوانا"، كما أن اثنين من أصل ثلاثة جمهوريين حاولوا إقالته، مايو الماضي، هما النائبان مارجوري تايلور جرين وبول جوسار، أعلنا دعمهما له.
دور ترامب المحوري والتحديات المتبقية
لعب دعم الرئيس المنتخب دونالد ترامب دورًا محوريًا في هذا التحول الدراماتيكي، إذ عمل جونسون على تعزيز علاقته مع ترامب على مدى أشهر، مدركًا أهمية هذا الدعم في توحيد صفوف المحافظين.
وبمجرد إعلان ترامب تأييده لجونسون، نوفمبر الماضي، بدأت المعارضة تتلاشى تدريجيًا، إذ أصبح المحافظون المتشددون مترددين في تحدي رغبة الرئيس المنتخب.
وتؤكد "بوليتيكو" أن جونسون وترامب يحافظان على اتصال مستمر، ما سيكون له تأثير كبير ليس فقط على مستقبل رئيس مجلس النواب، لكن أيضًا على الأجندة التشريعية الطموحة للحزب الجمهوري في المرحلة المقبلة.
ورغم هذا النجاح الكبير، لا تزال هناك تحديات يتعين على جونسون مواجهتها، فهو لا يستطيع تحمل أكثر من صوت جمهوري معارض، يناير المقبل، نظرًا لأنه لن يحصل على أي دعم من الديمقراطيين.
مستقبل واعد وتوقعات إيجابية
وتشير الصحيفة إلى أن المستقبل يبدو واعدًا لجونسون، إذ يرى العديد من المراقبين والمشرعين أن موقفه أقوى من أي وقت مضى.
وأكد النائب آندي أوجلز، في تصريحات لـ"بوليتيكو"، أنه "لا يتوقع وجود سباق على منصب رئيس مجلس النواب.. في الوقت الحالي، يتمتع جونسون بدعم ساحق وهو يدعم ترامب"، مضيفًا أنه سيتطلب "شيئًا فظيعًا للغاية" لكي يفقد جونسون منصبه.
وأشار النائب رالف نورمان، الذي فتح الباب لمعارضة جونسون في وقت سابق من هذا العام، إلى أن الجمهوريين بمجلس النواب "مستعدون للمضي قدمًا، لا أعتقد أن هناك رغبة في خوض معركة على منصب رئيس المجلس. الناس يحبون مايك".
ويبدو أن جونسون واثق من موقفه، إذ صرّح في مقابلة مع "بودكاست بريت باير": "لدينا مؤتمر موحد. لقد تحدثت مع كل فرد بشكل مطول.. أعتقد أننا سنشهد انتقالًا سلسًا وانتخابًا سلسًا لرئاسة المجلس"، هذه الثقة تعززت مع حصوله على دعم بالإجماع من حزبه ليكون مرشح الجمهوريين لمنصب رئيس المجلس "إنجاز كان يبدو مستحيلًا قبل أشهر قليلة".