تترقب دور العرض السينمائية في مصر دُفعة جديدة من الأفلام لتُحدث انتعاشه ثانية في موسم منتصف العام الدراسي الذي يشهد حاليا تنافسًا بين الفنان محمد هنيدي بفيلمه "نبيل الجميل أخصائي تجميل"، والفنان كريم محمود عبد العزيز بفيلم "شلبي"، في ظل سيطرة الأول على إيرادات شباك التذاكر وملاحقة الثاني له.
تنتمي الأفلام الجديدة لنفس تيمة الأعمال الخفيفة، التي تدور في إطار كوميدي، إضافة إلى فيلم واحد رومانسي، ليتناسب مع طبيعة موسم منتصف العام، ومن بين هذه الأفلام "أخي فوق الشجرة" الذي يلعب بطولته الفنان رامز جلال، الذي يعود من خلاله بعد غياب عامين منذ آخر أفلامه "أحمد نوتردام"، ومن المقرر طرح الفيلم يوم 18 يناير الجاري.
محمود كريم: واجهنا تحدي تقديم توأم في الفيلم
يقول محمود كريم مخرج فيلم "أخي فوق الشجرة"، لموقع "القاهرة الإخبارية" إن قصة العمل تدور أحداثها حول شخص يكتشف أن لديه شقيق توأم يعيش في الخارج، وبعد محاولات منه يتمكن من الوصول إليه والتعرّف عليه، ولكن الظروف تضعهما في مواقف كوميدية تؤثر على حياة كل شخص منهما بشكل إيجابي، تدفعهما للتغيير إلى الأفضل.
يشير المخرج إلى أن الفيلم يُقدم رامز جلال بشكل جديد لأول مرة، إذ يُجسد شخصيتين لتوأم، مؤكدًا أنه استطاع أن يُتقن الدورين رغم أن كل شخصية لها تفاصيلها التي تميزها، وهو ما وضعهم أمام تحدي كبير.
وحول الفرص والتحديات في موسم منتصف العام أمام هذا الفيلم يرى مخرج العمل أنه موسم مناسب لعرض العمل، مؤكدًا أن طبيعة الأعمال الكوميدية صعبة لأن إضحاك الجمهور ليس سهلًا، بينما من السهل أن نجعله يبكي، وإضافة إلى ذلك تبقى هناك صعوبة في تقديم شخصيتين لكل منهما طبيعته الخاصة، لكنه استطاع التغلب على هذه الصعوبات والتحديات في ظل التزام الفنان رامز جلال الذي يمتلك حسًا كوميديًا، لافتًا أن الكواليس معه كانت مُمتعة.
كريم فهمي: "أنا لحبيبي" مُختلف عن طبيعة الأعمال المنافسة
ينضم للمنافسة أيضًا الفيلم الرومانسي "أنا لحبيبي" بعد سلسلة من التأجيلات المُتكررة، قبل أن يقرر صنّاع العمل طرحه في الفترة الحالية.
يؤكد الفنان المصري كريم فهمي لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن فيلم "أنا لحبيبي" يختلف تمامًا عن طبيعة الأعمال المتنافسة في موسم منتصف العام، حيث يظهر في شخصية رومانسية من خلال قصة حب تجمعه بالفنانة ياسمين رئيس، إضافة إلى الشكل المختلف الذي يقدمه الفيلم على مستوى التأليف والسيناريو والإخراج.
يرجع كريم فهمي التأجيل المتكرر لطرح العمل إلى الجهة المُنتجة التي فضّلت اختيار الموعد الأنسب للعرض بعد الانتهاء من تصوير الفيلم منذ فترة طويلة.
وكان كريم فهمي قد بدأ تصوير العمل منذ عام 2020، وتغير اسم العمل من "جارة القمر" إلى الاسم الحالي، وهو العمل الرومانسي الوحيد في موسم رأس العام.
مؤلف فيلم "المطاريد": فرقة كرة قدم تواجه أزمة بيع النادي
ينضم فيلم "المطاريد" لدفعة الأفلام الكوميدية التي ستطرح في موسم منتصف العام، ويلعب بطولته الفنان أحمد حاتم وإياد نصار وتارا عماد، حيث يظهرون جميعًا بشكل جديد، وهو ما تجلى من خلال البوستر الرسمي للعمل.
يقول السيناريست صلاح الجهيني مؤلف الفيلم إن العمل يُشبه نوعية الأفلام القديمة، والذي يتم الاعتماد فيه على كوميديا الموقف، بحسب ما أكده لموقع "القاهرة الإخبارية".
يشير "الجهيني" إلى أن العمل يعتمد على ممثلين غير تقليديين ومختلفين تمامًا عن الفنانين الذين يتم الاعتماد عليهم في مثل هذه النوعية من الأفلام، حيث قال: "يُقدم العمل فنانون يظهرون في شخصيات كوميدية بشكل جديد، خاصة أن أحمد حاتم وتارا عماد وإياد نصار ليسوا نجومًا كوميديين لكنهم ممثلون مميزون قادرون على تقديم كوميديا الموقف".
وأوضح أن الفيلم يتحدث عن شخص يُدعى "صلاح" قادم من الخارج ليقرر أن يبيع النادي الذي ورثه عن أبيه، لكنه يدخل في مغامرة ويرتبط بالناس من حوله وبوطنه، مشيرًا إلى أن تشابه اسم بطل العمل مع اسم اللاعب المصري العالمي محمد صلاح جاء بالمصادفة، وقال: "السيناريست عزت أمين الذي شاركني في الكتابة كان وراء تسمية هذا الاسم، وكان من المفترض أن نغيره، لكن المشاركين في العمل تعاملوا مع الشخصية على أنه محمد صلاح، رغم أن فرقة كرة القدم في الفيلم، ليس لها علاقة نهائيًا بما يقدمه محمد صلاح في الحقيقة".
وعن الشكل المختلف الذي يظهر به الفنان الأردني إياد نصار في الفيلم يقول "الجهيني" إنه يظهر في شخصية رجل عصابات تائب، ويقدم الدور بشكل كوميدي مختلف، وهو ممثل رائع ونجح في الظهور بشكل جديد.
مشكلات الأمهات مع الأبناء في "جروب الماميز"
من بين الأعمال المتنافسة في الموسم أيضًا، فيلم "جروب الماميز"، الذي يشارك في بطولته روبي، يسرا اللوزي، دارين حداد، محمد ثروت محمود حافظ، تأليف إيهاب بليبل وغادة عبد العال، وإخراج عمرو صلاح.
يتناول الفيلم مشكلات الأمهات مع أبنائهن من خلال ثلاث أمهات ينتمين لثلاث طبقات مختلفة، لنرى من خلال العمل كيف يتعاملن مع أبنائهن من خلال "جروب الماميز".
موزع سينمائي: عرض الأفلام بالدول العربية أحدث انتعاشة
يرى الموزع السينمائي المصري، محمود الدفراوي، أنه يشعر بارتياح وتفاؤل بموسم منتصف العام، مرجعًا ذلك إلى أن فيلم "نبيل الجميل أخصائي تجميل" حصد أعلى إيرادات، رغم أن موسم منتصف العام بدأ مبكرًا ليُسجّل تفوقه على فيلم "شلبي" لكريم محمود عبد العزيز الذي جاء في المرتبة الثانية، مشيرًا إلى أن الأعمال المطروحة يغلب عليها اللون الكوميدي وهي الأنسب لهذا الموسم، موضحًا أنه في السابق كانت تُطرح أفلام رعب.
يضيف: الفترة المقبلة ستشهد طرح أفلام "أخي فوق الشجرة" يوم 18 يناير، يليه فيلم "المطاريد"، ثم فيلمي "أنا لحبيبي"، و"جروب الماميز" والمقرر طرحهما في اليوم نفسه.
يشير الموزع السينمائي إلى أن فيلم "مغامرات كوكو" كان مُخصصًا له يوم 2 فبراير للطرح، لكن لم يتأكد الموعد المقرر لطرحه مع احتمالية خروجه من السباق.
وعن التوزيع الخارجي في الدول العربية للأفلام في هذا الموسم يقول: "كل الأفلام التي طرحت أو ستطرح في موسم منتصف العام، سيتم توزيعها في السعودية والإمارات، مع الأخذ في الاعتبار أن طرح الأفلام يكون على التوالي وليست في توقيت واحد، حتى يحصل كل فيلم على حظه من المشاهدة، لذلك هناك فارق من أسبوع إلى أسبوعين بين كل فيلم، مثل طرح "أخي فوق الشجرة" لرامز جلال، ثم يليه "المطاريد" ثم باقي الأفلام".
يشير "الدفراوي" إلى أن التوزيع الخارجي يُساعد في جلب تكلفة الفيلم وهو مهم للعمل، ولكن علينا التأكيد أن التوزيع داخل مصر هو الأساس، ولا يمكن الاستغناء عنه، ولا يمكن أن نُنكر في الوقت نفسه أن توزيع الأفلام في الدول العربية ومنها السعودية أعطي انتعاشه للأفلام المصرية.
وحول توقعاته أكد أن الموسم بدأ بإيرادات جيدة من خلال "نبيل الجميل أخصائي تجميل"، مُتفائلًا بالأفلام التي ستطرح خلال الأيام المقبلة، ويقول: "أتوقع أن تحظى الأفلام بمشاهدة عالية لأن مستواها جيد، ومنها فيلم "شلبي" الذي أتوقع أن يكون له نصيب كبير من المشاهدة، ولكن لم يظهر بعد رد فعل الجمهور عليه بسبب انشغال الأسر والجمهور بامتحانات منتصف العام".
وعن سبب تأجيل الأعمال الفترة الماضية قال: "الهدف من ذلك هو ألا تطرح الافلام دفعة واحدة حتى نعطي فرصة للجمهور لمشاهدتها، فمثلًا فيلم "أخي فوق الشجرة" لرامز جلال كان من المفترض أن نطرحه قبل هذا الوقت، ولكن لا نريد أن يتداخل موعد عرضه مع توقيت عرض فيلم محمد هنيدي الجديد، ليأخذ كل فيلم وقته من المشاهدة".
تابع قائلًا: "الحالة الوحيدة التي لا يجوز أن نعمل لها استثناء هي أفلام موسم العيد سواء الفطر أو الأضحى لضيق الموسم، لأن كل الأفلام الكبيرة تطرح سويًا، كما أن الجمهور يكون لديه استعداد للنزول، خاصة أن موسمي عيد الفطر والأضحى يحصدان كعكة الإيرادات، ويكون لكل الأفلام فرصة لتحقيق إيرادات كبيرة".