تسعى بريطانيا لإعادة ضبط عملية خروجها من الاتحاد الأوروبي، في ظل سياسية رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي يتبنى سياسية جديدة تعتمد على التقارب الأوروبي، ما دفع إلى توجيه بوصلته صوب بروكسل.
ويتمتع رئيس الوزراء البريطاني بعلاقات طيبة مع زعماء الاتحاد الأوروبي، التي قد تعتبر خطوة أولى لمعالجة القضايا محل الخلاف مثل تأشيرات الدخول للشباب، والنزاعات حول الأسماك، و ملف مقاضاة المفوضية الأوروبية، بحسب بولتيكو.
سياسة الأمن
ومن المقرر أن يركز اجتماع منفصل في العاصمة البلجيكية في بداية فبراير على الأمن، في حين يخطط وزير العلاقات مع الاتحاد الأوروبى نيك توماس سيموندز للقاء نظيره في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش كل أسبوعين تقريبًا، مع دخول المفاوضات مرحلة جديدة.
واقتربت ألمانيا وبريطانيا من بعضهما البعض بشكل أوثق، وأخيرًا كان التعاون في مجال الدفاع، بعد التوقيع على اتفاقية "ترينيتي هاوس"، التي تعد الاتفاقية الأولى من نوعها بين البلدين.
وترغب ألمانيا وبريطانيا في العمل معًا بشكل أوثق في مجال الدفاع أكثر من أي وقت مضى، ويريد وزير الدفاع الاتحادي بوريس بيستوريوس ونظيره البريطاني جون هيلي تأكيد التعاون باتفاقية جديدة بين البلدين في لندن، وتعد اتفاقية "ترينيتي هاوس" (سُميت على اسم المكان الذي تم توقيعها فيه) تعبيرًا عن إعادة اصطفاف بريطانيا تجاه أوروبا خاصة في ضوء التهديد الروسي.
ومع حلول عام 2025، أثبتت الخطة الطموحة لإعادة ضبط العلاقة المتوترة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي أنها أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا، فقد تعثرت وعود ستارمر بإصلاح العلاقات مع بروكسل بسبب مزيج من المقاومة السياسية الداخلية والتحديات الدبلوماسية الخارجية.
تنقل الشباب
وتتمثل إحدى نقاط الخلاف الرئيسية في طلب الاتحاد الأوروبي وضع خطة لتنقل الشباب، والتي من شأنها أن تسهل على الشباب الحصول على تأشيرات مؤقتة للعمل والدراسة عبر القناة، وهو ما تخشاه حكومة ستارمر بأن يُنظر إليه على أنه تراجع عن وعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي بالحد من الهجرة.
وقال ستارمر في تصريح لإحدى الصحف المؤيدة للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي: "لقد كنت واضحًا منذ البداية أن حرية التنقل خط أحمر بالنسبة لنا".
مصايد الأسماك
كما أوضح زعماء الاتحاد الأوروبي أن توسيع حقوق الصيد للأساطيل الأوروبية سيكون شرطًا أساسيًا للتقدم، وفي الوقت نفسه، فإن تعهد ستارمر الانتخابي بالتفاوض على صفقة أفضل للمنتجات الزراعية معقد بسبب مطالب الاتحاد الأوروبي بإشراف محكمة العدل الأوروبية، وهو خط أحمر رئيسي لأنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ضغوط داخلية وخارجية
ويواجه ستارمر انتقادات مستمرة من زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوخ، التي اتهمته بالتخطيط للتخلي عن الحرية المكتسبة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه، يفقد مسؤولو الاتحاد الأوروبي في بروكسل صبرهم إزاء ما يرون أنه تردد من جانب لندن.
من المتوقع أن يخسر حليف ستارمر الرئيسي، المستشار الألماني أولاف شولتس، قريبًا، مما قد يترك بريطانيا بدون شريك متعاطف في قيادة أوروبا.
ويرى المناهضون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن تلك الخطوة كلفت الاقتصاد البريطاني 100 مليار جنيه إسترليني سنويًا في الناتج المفقود - أو 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ومن شأنه أن يترجم إلى خسارة 40 مليار جنيه إسترليني من عائدات الضرائب، لولا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لما كانت هناك حاجة إلى زيادة الضرائب.