الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"السيدة بيتس".. جسر العلاقات "المقطوع" بين الصين وبريطانيا

  • مشاركة :
post-title
بيتس خلال حملة حزب المحافظين عام 2017

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قطعت زوجة أحد أعضاء مجلس اللوردات البريطاني في حزب المحافظين علاقتها مع العديد من المنظمات الصينية؛ بسبب مخاوف من ارتباطها بجهود الحزب الشيوعي الصيني للحصول على نفوذ دولي، وذلك بعد أن شغلت مناصب عليا في عدد من المجموعات المرتبطة بالصين، وكانت في الوقت نفسه تتمتع بمكانة في قلب المؤسسة السياسية البريطانية.

وفي العقد الذي سبق عام 2020 -عندما انتهى "العصر الذهبي" للعلاقات بين المملكة المتحدة والصين بشكل فعّال- ظهرت "السيدة بيتس" -كما لقبتها صحيفة "التليجراف"- في فعاليات لقاء كبار أعضاء العائلة المالكة، بما في ذلك الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في عام 2011 والملك تشارلز -أمير ويلز آنذاك- في العام التالي.

كما ظهرت السيدة أيضًا مع ديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون، رؤساء الوزراء المحافظين السابقين، في مناسبات وفعاليات مختلفة خلال نفس الفترة.

قالت السيدة للصحيفة، أمس السبت، إنها أوقفت كل ارتباطها بالمجموعات الصينية في عام 2020، بعد أن أدركت المخاوف" -حسب تعبيرها- في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بين رؤساء أجهزة المخابرات البريطانية، بشأن اختراق بكين لمجموعات القوة الغربية.

وكانت بيتس قد دافعت عن إحدى المجموعات المثيرة للجدل التي ارتبطت بها، قائلة إنها "منظمة مجتمعية في المملكة المتحدة تقوم بالكثير من العمل الجيد في المجتمع الصيني البريطاني".

سلاح سحري

 ولدت السيدة بيتس باسم لي شيويلين في الصين، ووصلت إلى لندن في عام 1989 مباشرة من جامعة تشجيانج، ويقال إنها كانت تحمل 50 جنيهًا إسترلينيًا باسمها وكانت لديها معرفة محدودة باللغة الإنجليزية.

بعد ذلك، أصبحت مليونيرة ومانحة رئيسية لحزب المحافظين ولديها علاقات وثيقة مع قلب المؤسسة البريطانية.

وبعد أن التقت باللورد مايكل بيتس، وهو عضو في حزب المحافظين ووزير سابق، في عشاء خاص في عام 2011، تزوجته في العام التالي في كنيسة قصر وستمنستر.

ومنذ ذلك الحين، تم تصويرها في عشرات المناسبات التجارية والاجتماعية ومناسبات جمع التبرعات مع شخصيات بارزة في السياسة البريطانية -آنذاك- بالإضافة إلى كبار أفراد العائلة المالكة.

تنقل "التليجراف" عن تشونج تشينج كوونج، المحلل البارز في التحالف البرلماني الدولي بشأن الصين، مزاعمه أن بيتس كانت "من بين أبرز الشخصيات المعروفة" في بريطانيا المرتبطة بإدارة أعمال "الجبهة المتحدة (UFWD)"، وهي ذراع للدولة الصينية، تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية وتجنيد العملاء وشراء النفوذ في الخارج.

مع هذا، لا يوجد ما يشير إلى أن بيتس كانت متورطة في أنشطة لتقويض المملكة المتحدة، ورغم أن "الجبهة المتحدة" جاءت في قلب قضية التجسس الصينية الأخيرة التي تورط فيها رجل أعمال صيني، استبعدته وزارة الداخلية من دخول المملكة المتحدة العام الماضي.

وقد اتُهم رجل الأعمال بالعمل لصالح "الجبهة المتحدة"، الذي وصفه الرئيس الصيني الراحل ماو تسي تونج، بأنه "أحد الأسلحة السحرية للحزب الشيوعي الصيني"؛ واعتبره جهاز المخابرات البريطاني MI5 "عميلًا متورطًا في نشاط سري ومخادع لصالح الحزب الشيوعي الصيني".

الجبهة المتحدة

 في خطاب مشترك لرئيسي جهاز المخابرات البريطاني MI5 ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI في عام 2022، قالا إن "الجبهة المتحدة" تقود حملات "صبورة وممولة جيدًا وخادعة لشراء النفوذ وممارسة النفوذ".

وأضافا: "من خلال شبكات من هذا النوع، تهدف الجبهة المتحدة إلى تضخيم الأصوات المؤيدة للحزب الشيوعي الصيني، وإسكات الذين يشككون في شرعية الحزب أو سلطته. وهذا له عواقب حقيقية للغاية في المجتمعات هنا في المملكة المتحدة، يجب تحديه".

وكانت بيتس، في الفترة من عام 2015 إلى 2019، تشغل منصب نائبة رئيس "جمعية الصينيين المغتربين البريطانيين لتعزيز الوحدة الصينية"، ثم أصبحت رئيستها التنفيذية في عام 2019.

والمنظمة هي فرع المملكة المتحدة للمجلس الصيني لتعزيز إعادة التوحيد الوطني السلمي، والذي يضم أكثر من 90 فرعًا في جميع أنحاء العالم ويديره اتحاد الجبهة المتحدة للمرأة.

وفي وقتٍ سابقٍ، وصفت بيتس هذه المجموعة بأنها "منظمة مجتمعية في المملكة المتحدة، تقوم بالكثير من العمل الجيد في المجتمع الصيني البريطاني".

وفي عام 2020، كان فرع الولايات المتحدة واحدًا من منظمتين فقط تم تصنيفهما على أنهما "بعثات أجنبية" من قبل الحكومة الأمريكية، والتي قالت إنها "خاضعة لسيطرة الجبهة المتحدة".