خاضت الفنانة الشابة مايان السيد تجربة فنية جديدة في مسيرتها من خلال تجسيدها شخصية "ريم" في فيلم "بضع ساعات في يوم ما"، الذي عُرض أخيرًا في دور العرض السينمائي المصرية. وقد شكّلت هذه الشخصية تحدِّيًا فنيًا وإنسانيًا كبيرًا، حيث قامت بدور فتاة مصابة بمرض نادر قد لا يكون معروفًا للكثيرين، وهو "متلازمة توريت".
ستظل شخصية "ريم" التي جسّدتها مايان السيد في "بضع ساعات في يوم ما" علامة فارقة في مسيرتها الفنية، إذ قدمت من خلالها ليس فقط دورًا فنيًا صعبًا، بل رسالة إنسانية قوية تتعلق بالتوعية بمرض نادر، هذه التجربة جعلت مايان تقدم أحد أدوارها المميزة في السينما المصرية، بعدما تمكنت من الجمع بين التحدي الفني والهدف الإنساني، ما جعل هذه الشخصية تحظى بتقدير كبير من جمهور السينما والنقاد على حد سواء.
تحدثت مايان السيد عن تجربتها في تجسيد هذه الشخصية الفريدة، لتقول في تصريح خاص لموقع "القاهرة الإخبارية" إنها تجسّد هذا الدور لأول مرة، مضيفة: "لم يقم أحد بتقديم هذا الدور من قبل في مصر، عندما بدأت في البحث، وجدت فيلمًا هنديًا واحدًا فقط يتناول قصة مدرسة تعاني من متلازمة توريت،و التحدي كان في تقديم شيء جديد ومختلف لأول مرة يسمع عنه الجمهور".
وأضافت: "كان الهدف الأساسي من هذا الدور هو أن يدفع الناس لفتح هواتفهم بعد مشاهدة الفيلم والبحث على الإنترنت للتعرف أكثر عن المتلازمة، كان الهدف فنيًا وتوعويًا في الوقت ذاته، كما قمنا بتوضيح طبيعة المتلازمة في الفيلم، وذكرت خلال أحداثه أن الأفعال غير الإرادية تُشعرني بالراحة عندما أقوم بها، وطلبت خلال الأحداث في أحد المشاهد فتح هواتفهم للتعرف على المزيد عن المرض".
سعت "مايان" من خلال شخصية "ريم" إلى توعية الجمهور بجانب إنساني بالغ الأهمية، وحول ذلك تقول: "أتمتع بجانب في شخصيتي يسعى إلى توعية الناس بأشياء جديدة، وقد بدأ ذلك معي من خلال دور 'خديجة' في مسلسل إلا أنا. هذا النوع من التوعية أصبح جزءًا من أسلوبي الفني".
وأضافت: "أقدّر الاختلافات في الناس، سواء كانوا يعانون من متلازمة معينة أو لديهم سمات تميزهم. هذا ليس أمرًا سلبيًا على الإطلاق، بل بالعكس، يجعلهم أكثر تميزًا وجمالًا. حتى إن مرض ريم لم يكن موضوعًا للسخرية سواء من الجمهور أو في إطار الأحداث، وكان هدفي هو أن يقبلنا الآخرون كما نحن".
وتابعت مايان: "الحمد لله، تفاعل جمهور السينما مع الدور بشكل إيجابي، ولم يسخروا منه، بل تفاعلوا معه بشكل جيد، ما يعكس نجاح الهدف الذي سعيْت لتحقيقه".
وأوضحت "مايان" أنها استعانت بمراجع طبية متخصصة للحصول على معلومات دقيقة حول مرض "متلازمة توريت"، حيث تواصلت مع طبيب أعصاب، الذي أخبرها أن "متلازمة توريت هي اضطراب عصبي لا يوجد له علاج نهائي، على الرغم من المحاولات العديدة لعلاجه، حيث يفشل العلاج في النهاية، مع إمكانية استخدام الأدوية المهدئة. هذا المرض وراثي ويزداد تفاقمًا مع الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشخص".
وتحدثت "مايان" عن تعاونها مع فريق العمل، مشيرة إلى أنها قد تعاونت سابقًا مع الفنان خالد أنور في مسلسل "كأنه امبارح"، الذي حقق نجاحًا كبيرًا. وقالت: "خالد أنور ممثل موهوب جدًا، وأستمتع بالعمل معه، بيننا كيمياء مشتركة تجعل العمل معًا ممتعًا".
أما بالنسبة للرواية التي استند إليها الفيلم، قالت مايان: "الرواية كانت مختلفة عن السيناريو الذي تم تقديمه. فقد قام الأستاذ محمد صادق بإجراء تغييرات كبيرة على النص، وكان دور ريم مختلفًا تمامًا في الفيلم مقارنة بالرواية الأصلية. كانت هذه التغييرات ضرورية لإضافة الطابع الدرامي المتناسب مع السينما. هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها شخصية مأخوذة من رواية، وقد تحدثت مع الكاتب محمد صادق كثيرًا، وكان دور ريم قريبًا من قلبه".
تسترجع مايان تجربتها في التحضير لهذا الدور قائلة: "تم الانتهاء من تصوير الدور قبل ثلاث سنوات تقريبًا، وكدت أنسى الشخصية، لكن عندما شاهدت العمل بعد عرضه، شعرت بفخر كبير وأعطاني ذلك دفعة للاستمرار في تقديم الأدوار الصعبة". وأضافت: "أتذكر بداية البروفات، حيث كانت الكلمات صعبة عليَّ، وكان من الصعب نطقها بشكل صحيح. والحمد لله، تمكنت من تجاوز هذا التحدي ووضعت الثقة في نفسي لتقديم هذا الدور".
وعن تأخر طرح الفيلم بعد مرور ثلاث سنوات على تصويره، قالت مايان: "لا يوجد سبب معين لهذا التأخير، فكل فيلم له موعده المناسب، وأحيانًا يظل في "الدرج" حتى يحين الوقت المناسب لطرحه. لكن عندما شاهدت الفيلم، شعرت بفخر شديد لأنني تمكنت من تقديم دور صعب بهذا الشكل. علمتني هذه التجربة أنني قادرة على تقديم أشياء جديدة ومختلفة وأن أتحدى نفسي".
وأعربت مايان عن سعادتها بردود فعل الجمهور، قائلة: "قال لي الناس إن الدور كان مميزًا جدًا وصعبًا. وبالفعل كان واضحًا للجميع أنه لم يكن دورًا سهلاً. تعامل الجمهور مع الشخصية بتعاطف، وهو ما كان هدفي منذ البداية. كنت أرغب في أن يتعرف الناس أكثر على هذه المتلازمة ويروا من يعانون منها بشكل مختلف".