تتمتع الفنانة المصرية بشرى بمواهب متعددة، إذ تجمع بين التمثيل والغناء والإنتاج وتأسيس المهرجانات الفنية والمشاركة فيها كعضو لجنة تحكيم، واستطاعت أن تثبت نفسها في كل مهمة تسند إليها.
بين التمثيل وإدارة المهرجانات
على الرغم من تنوع مهامها، تؤكد بشرى أنها تشعر بتحدي التوفيق بين مسؤولياتها كممثلة، وبين دورها في إدارة وتأسيس مهرجانات فنية. قائلة لموقع "القاهرة الإخبارية" إن إدارة المهرجانات تستنزف الكثير من وقتها وجهدها، مشيرة إلى أن مهرجان الجونة السينمائي أخذ منها سبع سنوات من حياتها. لكن مع ذلك، ترى أن هذه المبادرات جزء من مسؤوليتها تجاه الفن المصري، وإن لم نقم بها، فمن سيفعلها؟!".
استعدادات لرمضان
وعن مشاريعها الفنية المقبلة، كشفت بشرى عن تحضيرها لعمل درامي جديد في موسم رمضان، موضحة أنها تتردد بين عملين دراميين لم تحسم اختيارها بعد. وقالت: "أنا متحمسة للتمثيل وأفاضل بين اثنين من السيناريوهات ولكن لم أحسم موقفي منهما".
مشروع لتوثيق التراث
ومع سعيها المستمر لخدمة الفن المصري، تُواصل بشرى التركيز على مشروعات كبيرة تهدف إلى الحفاظ على التراث الفني وتوثيقه للأجيال القادمة. في هذا السياق، أطلقت مؤخرًا مشروعًا طموحًا يهدف إلى أرشفة تراث الفنانين المصريين، في ظل التحديات التي تفرضها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
أوضحت بشرى أن المشروع يسعى لتوثيق أرشيف الفنانين من مختلف الأجيال، بهدف حفظه للأجيال القادمة. وقالت: "هذا المشروع ليس مجهود فرد واحد، بل هو نتاج تعاون عدد كبير من الفنانين والمبدعين الذين دعموا هذه الفكرة معنويًا وماديًا. أنا مجرد ترس في آلة كبيرة".
وتابعت: "المشروع يحظى بدعم واسع من نجوم بارزين مثل إلهام شاهين، خالد الصاوي، محمود حميدة، وأشرف عبد الباقي ولقاء سويدان، بالإضافة إلى شخصيات بارزة من خلف الكاميرا مثل المخرج يسري نصر الله". وأكدت: "هناك أكثر من 25 شخصية فنية ساهمت بمحتوى أرشيفها، وهو ما يعكس حجم التفاعل مع الفكرة وأهميتها، لحفظ تراث الفنانين من الاندثار في ظل دخول الذكاء الاصطناعي".
توضح بشرى أن المشروع يشمل توثيق الأرشيف الشخصي لعائلات الفنانين والمبدعين، لضمان شمولية التوثيق ودقته، قائلة: "أنا مهتمة بشكل خاص بأرشفة تراث والدي، وأعتبر ذلك جزءًا من مسؤوليتي الشخصية".
كما وجهت دعوة للشباب والطلاب للمشاركة في المشروع، قائلة: "أدعو الجميع لدعم هذا الحلم الوطني والمساهمة في توثيق تاريخ الفن المصري. الشباب هم من سيكملون هذه المسيرة".
تعاون مع خالد حميدة
في سياقٍ متكاملٍ، يعمل خالد حميدة على المشروع نفسه. إذ أوضح: "الفكرة ليست جديدة، لكننا بدأنا في تنفيذها مؤخرًا، معتمدين على التعاون مع خبراء دوليين لضمان أعلى جودة، مشيرًا إلى أن "المشروع لا يقتصر على ترميم الأفلام فقط، بل يشمل توثيق السجلات الشخصية للفنانين والمبدعين، وهو ما يتيح مرجعًا شاملًا للجمهور".
يوضح حميدة، أن فكرة ترميم الأفلام موجودة منذ فترة طويلة، ولكن الجديد هو تطبيقها الآن، ويقول: "يتطلب الترميم تمويلًا وأجهزة متخصصة، إضافة إلى التعاون مع خبراء دوليين، مثل الإيطاليين الذين يعملون في هذا المجال منذ عقود، هو جزء من خططنا لضمان تقديم جودة عالية".
وأشار إلى أن المشروع لم يتوقف على ترميم الأفلام فحسب، بل يشمل الأرشيف الشخصي للفنانين والمبدعين. وأضاف: "نحن الآن نركز على جمع وتوثيق السير الذاتية بشكل دقيق منذ بدايتها وحتى اليوم، لتكون مرجعًا متكاملًا للفنانين والجمهور، لدينا منصة رقمية جاهزة لأرشفة الفنانين عليها".
يؤكد حميدة أن مشروع الأرشفة شهد تفاعلًا كبيرًا من قبل عدد من الشخصيات البارزة، حيث انضم إليه نحو 25 حتى الآن، من بينهم المخرجان المصريان يسري نصر الله وعلي إدريس. كما أعرب عن في انضمام المزيد من الأسماء، مثل الفنان حميد الشاعري.