على الرغم من الحروب والتوترات العالمية والكوارث البيئية التي عاشها العالم خلال 2024، إلا أنه بالنسبة للعلماء كان عامًا استثنائيًا بسبب عشرات الاكتشافات الجديدة لأنواع مختلفة من الحيوانات البرية والبحرية وحتى النباتات والفطريات.
وتنوعت الأماكن التي اكتشف فيها العلماء الأنواع الجديدة داخل ست قارات وثلاثة محيطات، بحسب شبكة "سي بي إس نيوز"، وبالأخص منطقة بيرو والأمازون الإكوادوري ومنطقة ميكونج الكبرى في جنوب آسيا وخليج جنوب إفريقيا.
عملية علمية
ولا يمكن إحصاء الأنواع الجديدة التي تم تحديدها في عام 2024 داخل قائمة واحدة، حيث تكمن الصعوبة في أن العديد من الاكتشافات يمكن أن يقوم بها أي شخص في أي مكان، لكن وصف وتحديد نوع جديد يتطلب عملية علمية.
في البداية يعرض الباحثون نتائجهم في أوراق بحثية مختلفة ومؤتمرات داخل المجتمع العلمي، التي تتضمن دراسة وافية للعينة الجديدة والكائنات الحية المشابهة، ثم إعطاء النوع إسمًا جديدًا، وفي بعض الأحيان لا يتم وصف النوع الجديد إلا بعد سنوات.
المناخ والبيئة
وبحسب العلماء، كان التنوع في الاكتشافات بين النباتات والحيوانات البرية والبحرية والفطريات متنوعًا للغاية خلال 2024، حتى إن الأسماء الجديدة للاكتشافات بعضها مستوحى من السياسيين والمشاهير بسبب دورهم البيئي.
ومن بين تلك الاكتشافات، تمت تسمية نوع جديد من النبات على اسم نائبة الرئيس كامالا هاريس، ونوع آخر على اسم هاريسون فورد، كما أُطلق اسم الممثل والمدافع عن البيئة ليوناردو دي كابريو على نوع جديد من الثعابين عُثر عليه في جبال الهيمالايا، وذلك لالتزامهما بعلم المناخ والحفاظ على البيئة.
مصاص الدماء
وبحسب تقرير صادر عن الصندوق العالمي للحياة البرية، تم تحديد 234 نوعًا من الكائنات الحية هذا العام في منطقة ميكونج الكبرى، التي تشمل كمبوديا ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام، من بينها القنفذ مصاص الدماء Hylomys macarong.
أما حصان الأنابيب القزم، فعثر عليه العلماء على بُعد ميل قبالة سواحل جنوب إفريقيا، وسط ظروف غوص صعبة من الطقس القاسي والأمواج الشديدة، حيث تم رصد النوع الجديد خلف بعض الإسفنج في قاع المحيط الرملي، وأطلق عليه اسم C. nkosi التي تعني الرئيس.
التنوع البيولوجي
من بين ثمانية أنواع جديدة من الأسماك تم تحديدها في منطقة ألتو مايور في بيرو هذا العام، كان النوع الأكثر إثارة للصدمة للعلماء هو "الأسماك ذات الرأس الكروي"، وهي المنطقة التي قالوا إنها لا تزال تحتوي على 27 نوعًا جديدًا لم يتم دراستها بعد، بجانب 49 نوعًا من الأسماك المهددة بالإنقراض.
ومن بين الأسماك الجديدة التي تم رصدها "سمكة ذات رأس منتفخ"، وهي المرة الأولى لعلماء الأسماك التي يعثروا فيها على سمكة ذات رأس منتفخ يشبه الكرة، وبحسب الباحثون فإن وظيفة هذا الهيكل على رأسها مازال لغزًا.
ويرى العلماء أنهم حتى الآن لم يحددوا فقط سوى عُشر جميع الأنواع من الحيوانات والنباتات والفطريات على وجه الأرض، التي يمثل اكتشافها بالنسبة لهم أمرًا حيويًا لفهم التنوع البيولوجي على كوكب الأرض وحمايته من المزيد من الخسائر في المستقبل.