كشفت السلطات الفنلندية عن تفاصيل جديدة في حادثة انقطاع كابل كهرباء ضخم في قاع بحر البلطيق، بجانب كابلين للبيانات في السويد، يربط عدة دول أوروبية ببعض، حيث زعمت التحقيقات وجود أصابع روسية.
سحب المرساة
ومنذ عدة أيام، اكتشفت فنلندا انقطاع كابل الطاقة الخاص بها Estlink-2، الذي ينقل الطاقة من فنلندا إلى إستونيا عبر بحر البلطيق، وتبيّن تعرّضه لتمزق واضح، بحسب شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية.
وأكد المحقق الرئيسي في الواقعة سامي بايلا، أنهم من خلال البحث أسفل الماء عثروا على علامات سحب مرساة في قاع البحر، مرتبطة على ما يبدو بإحدى السفن زاعمًا أنها روسية، على الرغم من أنها ترفع علم جزر كوك.
تخريب وانتهاك
وتم ضبط السفينة واصطحابها إلى مرسى داخلي بالقرب من ميناء بورفو، حيث يجري التحقيق مع طاقمها، بموجب تهم جنائية بالتدخل المشدد في الاتصالات السلكية واللاسلكية والتخريب والانتهاك التنظيمي المشدد، مؤكدين أنها جزء من أسطول الظل الروسي من ناقلات الوقود.
وامتد أثر المرساة التابعة للسفينة لنحو 100 كيلومتر (62 ميًلا) وفقًا للتحقيقات التي أشارت إلى أن علامة السحب نفسها كشفت أنها تعود للسفينة المضبوطة "إيجل إس"، مشددين على أن "مسألة النية" من وراء ذلك هي قضية أساسية في التحقيق الأولي.
ملكية غامضة
وبالكشف على السفينة تبين أنها قديمة وذات ملكية غامضة، زاعمين أنه تم شراؤها للتهرب من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وسط الحرب في أوكرانيا وتعمل بدون تأمين نظرًا لقدمها.
وتشترك فنلندا في حدود بطول يزيد على 1338 كيلو مترًا (832 ميلًا) مع روسيا، وتخلت عن سياسة الحياد التي استمرت لعقود من الزمن وانضمت إلى حلف شمال الأطلسي في عام 2023، وسط حرب روسيا على أوكرانيا، وبدأ الناتو بعدها في القيام بدوريات في منطقة بحر البلطيق لفنلندا.
حرب هجينة
وفيما يتعلق بانقطاع أجزاء من كابلي البيانات، فقد كشفت التحقيقات، بحسب الشبكة الأمريكية، أن أجهزة التتبع أظهرت أن سفينة الشحن الصينية "يي بينج 3" كانت تبحر فوق الكابلين في الوقت نفسه تقريبًا الذي انقطعت فيه الكابلات وتعرضها للتلف.
وتبين أن السفينة الصينية غادرت ميناء أوست لوجا النائي في شمال غرب روسيا في 15 نوفمبر الماضي، ثم اختفت وعُثر عليها لاحقًا راسية في المياه الدنماركية، حيث قامت وحدات من الجيش الدنماركي بحصارها دون الكشف عن تفاصيل أخرى حولها.
من جانبها ردّت روسيا على التكهنات التي وصفتها بالمبكرة التي أطلقها مسؤولون أوروبيون بأن الكابلات ربما تعرّضت للتلف كجزء من جهود موسكو في شن حرب هجينة، وشدّد الكرملين على أنه من السخافة الاستمرار في إلقاء اللوم على روسيا في كل شيء دون أي أساس.
وكانت السويد أعلنت، أواخر نوفمبر الماضي، عن تعرّض كابلين بحريين يربطاها بألمانيا للتلف، ما أثر على ربط شبكات الاتصالات في وسط أوروبا بفنلندا ودول الشمال الأوروبي الأخرى بطول 730 ميلًا.