45 مشروعًا في مصر قيد التنفيذ بتكلفة 294 مليون دولار في 4 سنوات
50 مشروعًا و132 محطة طاقة شمسية لتعزيز قضايا المناخ خلال 5 سنوات
- نحتاج 120 تريليون دولار خلال 30 عامًا لتحقيق صفر انبعاثات
أكد أليساندرو فرا كاسيتي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، أن الخطة الحالية تركز على ثلاثة مجالات رئيسية: النمو الشامل والابتكار، تغير المناخ والبيئة؛ الإدماج الاجتماعي والتنمية المحلية.
وأشار في حواره مع "القاهرة الإخبارية" إلى أن موافقة المجلس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أحدث وثيقة للبرنامج في مصر للفترة 2023-2027، يعطي نظرة مستقبلية على دورة البرنامج الجارية والدورات الممتدة.
وإلى نص الحوار:
** ما دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر؟
يعمل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة من خلال شبكة واسعة من الخبراء والشركاء في 170 دولة، لمكافحة إنهاء الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ، ونساعد الدول على بناء حلول متكاملة ودائمة للمواطنين.
لأكثر من 50 عامًا حتى الآن، دعمنا الحكومة المصرية في مساراتها التنموية، وفي إطار البرنامج الحالي، نركز على ثلاثة مجالات رئيسية: النمو الشامل والابتكار، تغير المناخ والبيئة؛ الإدماج الاجتماعي والتنمية المحلية، أولوياتنا الرئيسية هي خلق فرص العمل ومعالجة التفاوتات، ونحن فخورون بموافقة المجلس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أحدث وثيقة للبرنامج في مصر لدينا للفترة 2023-2027، مما يعطي نظرة مستقبلية على دورة البرنامج الجارية والدورات الممتدة، يتم ذلك من خلال خطة عمل تتمحور حول تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وخضراء وإدارة فعالة للموارد الطبيعية.
قدمت الحكومة المصرية دعمًا كبيرًا، بصفتها شريكنا الاستراتيجي، في دفع أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 إلى الأمام، لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر 45 مشروعًا قيد التنفيذ في 27 محافظة بتكلفة 294 مليون دولار بين 2018 و2021.
** عَلاَمَ يركز البرنامج؟
ركزنا في الفترة الماضية على تغير المناخ ودعمنا فريق رئاسة COP27 في تقديم المؤتمر الدولي، وكذلك دعم شرم الشيخ في تحولها الأخضر الطموح، كان التركيز الكبير في عملنا على تحضير شرم الشيخ لتكون المدينة المضيفة لمؤتمر COP27.
كما دعمنا شرم الشيخ في هدفها الطموح بأن تصبح المحرك الرئيسي لانتقال الطاقة في مصر، من خلال المساعدة في تقليل انبعاثات الكربون والتعزيز السريع للأنظمة الكهروضوئية في الفنادق ومركز المؤتمرات والمطار.
وأدى مشروعنا "مصر للطاقة الكهروضوئية" على مدى عدة سنوات من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة التجارة والصناعة ومركز تحديث الصناعة ووزارة الكهرباء ومرفق البيئة العالمية إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
بين عامي 2018 و2022، تم إنشاء 50 مشروعًا، ونفذت شركة مصر الكهروضوئية بنجاح 132 محطة لأنظمة الطاقة الشمسية في 16 محافظة، بقدرة إجمالية قدرها 11 ميجاوات في الساعة، وتوفير إجمالي للكهرباء يبلغ 17.6 جيجاوات ساعة / سنويًا.
كانت مصر من أوائل الدول في العالم التي انضمت إلى برنامج المنح الصغيرة، وهو البرنامج الذي يجسد جوهر التنمية المستدامة ومبدأ "التفكير عالميًا والعمل محليًا"، من خلال توفير الدعم المالي والتقني للمشروعات التي تدعم حماية البيئة مع تحسين حياة الناس وسبل عيشهم في نفس الوقت، ومنذ عام 1994 نفذنا 355 مشروعًا صغيرًا تقدر قيمتها بنحو تسعة ملايين دولار.
اعتبر برنامج المنح الصغيرة في مصر أحد أكثر البرامج نجاحًا على مستوى العالم، ويسعدني جدًا أن أكون قادرًا على القول إن برنامج المنح الصغيرة ساهم بشكل كبير في زيادة الوعي بين المجتمعات المحلية حول القضايا البيئية العالمية.
** ماذا عن دور القطاع الخاص ببرامج التنمية في مصر؟
القطاع الخاص شريك رئيسي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، نعمل بشكل وثيق مع القطاع الخاص في مصر لإيجاد حلول لتحديات التنمية، الاستفادة من حلول التمويل والشراكات المبتكرة لتعبئة رأس المال الخاص لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتيسير المناقشات بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني حول موضوع إنمائي محدد أو قطاع صناعي، وتعبئة الموارد المالية والعينية من أجل حلول التنمية المستدامة.
نحتاج 120 تريليون دولار في الثلاثين عامًا المقبلة لتحقيق صافي صفر من الانبعاثات، و80٪ منها يجب أن يأتي من القطاع الخاص، فهناك العديد من الدعوات للاقتصادات الناشئة والبلدان النامية وخاصة في إفريقيا لأداء عملية تحول الطاقة الخاصة بهم، ومع ذلك فإن الاستثمارات لا تتدفق بالتساوي. على سبيل المثال، من أصل 2.8 تريليون دولار أمريكي تم استثمارها في مصادر الطاقة المتجددة على مستوى العالم بين عامي 2000 و2020، ذهب 2٪ فقط إلى إفريقيا.
** كيف غيرت جائحة كورونا خطة العمل في البرنامج؟
أدى كوفيد-19 إلى تفاقم أوجه عدم المساواة القائمة وخلق حالات جديدة، مما أصاب بشدة الأشخاص الأكثر ضعفًا واستجابةً للوباء، وعملنا على قيادة حوارات السياسة الدولية حول قضايا مهمة بعد كوفيد-19، مثل مستقبل استخدام البيانات الضخمة في صنع السياسات القائمة على الأدلة، ومستقبل المهارات في العصر الرقمي ودور التقنية والمهنية التعليم (TVET).
كما دعمنا توفير المعدات الصحية كمدخل أساسي لاستجابة الحكومة لـ COVID-19، وأيضًا وزارة التضامن الاجتماعي من خلال الاستفادة من الشبكات الواسعة لبرنامج"Waai" للدعوة إلى السلوك الصحيح في مواجهة جائحة COVID-19 في المجتمعات الأكثر حرمانًا.
ولدعم المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة التعافي بشكل أسرع وأقوى من الوباء، عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على بناء قدرات المستفيدين من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر من خلال مواد التعلم الإلكتروني، مما يضمن الانتقال الفعال لمنتجاتهم وخدماتهم عبر الإنترنت.
كما أجرى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر أيضًا أكبر مسح وطني حول تأثير COVID 19 على المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وتم إرسال تحليل البيانات والتوصيات إلى وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لإبلاغ عملية صنع سياسات ما بعد كوفيد - 19 القائمة على الأدلة للتخفيف من تأثير الوباء على الأكثر ضعفًا.
** ما أهم المبادرات التي يعمل عليها البرنامج لدعم الشباب المصري؟
الشباب هم عوامل التغيير الحاسمة وقادة الغد، وتتمثل إحدى الطرق الرئيسية لإشراك الشباب في ضمان حصولهم على مقعد على الطاولة للمشاركة في قرارات صنع السياسات كشركاء متساوين، والتعبير بنشاط عن مخاوفهم ومشاركة أفكارهم وحلولهم لبناء مستقبل أكثر شمولًا واستدامة لهذه المنطقة بأكملها.
ومن أهم الأمثلة لدعم الشباب في مصر مبادرة "سفراء أهداف التنمية المستدامة"، والتي ساعدت طلاب الجامعات على القيام بدور نشط في زيادة الوعي بين أقرانهم حول أهداف التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين والشمول المالي.
وكذلك برنامج "هي من أجل غد رقمي"، والذي أدى إلى زيادة الوعي الرقمي والمالي بين موظفات الحكومة المصرية، بالإضافة إلى زيادة وعيهن بأهداف التنمية المستدامة وكيف يمكن أن يساهمن في تحقيق هذه الأهداف.
وفى شراكة مع إحدى الجامعات الكبرى في مصر لتعزيز مشاركة الشباب والحوار حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في مصر، نظمنا أكبر سباق لتغير المناخ مع أكثر من 8000 مشارك واختتمنا نموذج محاكاة COP 27 الدولي الذي تم تنظيمه تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، والدكتور محمود محيي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية، ومهدت المحاكاة الطريق لدور الشباب في العمل المناخي.
كما شارك نحو 170 مشاركًا من 52 دولة و120 جامعة مصرية ودولية وتم تدريبهم من قبل باحثين وممارسين متميزين حول موضوعاتCOP27 من خلال برنامج محاكاة بناء القدرات، شارك الشباب بنشاط في جلسات التفاوض، والجلسات الفنية، والمعارض والأجنحة.
** كيف يدعم البرنامج المرأة المصرية وخاصة في الصعيد؟
المرأة هي العمود الفقري للمجتمعات والاقتصادات، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، ندعم تنفيذ مكون الحماية الاجتماعية للمرأة في برنامج "تكافل وكرامة" للتحويلات النقدية، والذي من المتوقع أن يزيد من وصول الفئات الضعيفة وتنفيذ قضايا النوع الاجتماعي والحماية الاجتماعية.
وفي عام 2021، دعمنا التوظيف وريادة الأعمال للفئات الأكثر ضعفًا في جميع المحافظات من خلال توفير 97660 فرصة عمل للنساء، 4037 منها للنساء من صعيد مصر.
نحن نعمل أيضًا مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لتعميم مبادئ المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة عبر سياسات وبرامج الجهاز.