تجاهل الرئيس الأمريكي جو بايدن الإجابة عن سؤال بشأن اكتشاف وثائق سرية في مكتبه بـ"مركز بايدن للدبلوماسية والمشاركة العالمية" في العاصمة واشنطن، والتي كانت الوثائق موجودة منذ فترة عمله نائب للرئيس الأسبق باراك أوباما.
وقال البيت الأبيض، في إفادة صحفية، إن الوثائق اكتشفها محامو بايدن الشخصيون في مركز الدراسات في الثاني من نوفمبر الماضي، وتضمنت عددًا صغيرًا من الوثائق التي تحمل علامة (سري)، وجرى إخطار إدارة السجلات والمحفوظات، والأرشيف الوطني وحصلوا على الوثائق في اليوم التالي، وذلك بحسب شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية.
وقالت الشبكة الإخبارية الأمريكية إنه عندما سأل الصحفيون الرئيس الأمريكي عن رد ه بشأن الوثائق، لم يقدم أي إجابة، حيث سأل أحد المراسلين بايدن: "هل هناك أي رد بشأن اكتشاف وثائق سرية في مكتبك؟" بدا الرئيس وكأنه ينظر إلى الأسفل ويتجاهل السؤال.
ترامب يتدخل
وعقب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على اكتشاف الوثائق السرية في مكتب بايدن بالسؤال عما إذا كان الرئيس سيخضع لاستجواب من مكتب التحقيقات الفيدرالي، في إشارة واضحة إلى بحث الوكالة عن وثائق سرية في منزله في مارلاجو بولاية فلوريدا.
وكتب "ترامب على موقع "تروث سوشيال": "متى سيقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بمداهمة العديد من منازل جو بايدن ، وربما حتى البيت الأبيض؟" وأضاف: "لم يتم رفع السرية عن هذه الوثائق ".
يأتي ذلك بعد أن انتقد بايدن في وقت سابق الرئيس السابق ترامب بعد أن صادر مكتب التحقيقات الفيدرالي في أغسطس وثائق سرية من منزله في مارلاجو، بينما قال "ترامب" في مداخلة تلفزيونية العام الماضي: "كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ كيف يمكن لأي شخص أن يكون غير مسؤول إلى هذا الحد؟ إن وجود البيانات هناك قد تعرض المصادر وأساليب العمل للخطر؟"، وهذا تصرف غير مسؤول على الإطلاق".
وبحسب قانون السجلات الرئاسية، الأمريكي، يجب تسليم جميع الوثائق من إدارة الرئيس وموظفيه إلى الأرشيف الوطني.
وكان محامو بايدن، اعترفوا بأن العديد من الوثائق السرية من فترة عمل الرئيس جو بايدن كنائب للرئيس تم اكتشافها في الخريف الماضي في مكتب خاص، وطلب المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند من المدعي العام في شيكاغو التحقيق في الأمر ، حسبما قال مصدر لشبكة "سي إن إن"، كما وضع الجمهوريون في الكونجرس ذلك الحادث نصب أعينهم.
ويقول محامو بايدن إنهم عثروا على الوثائق الحكومية في نوفمبر الماضي أثناء إغلاق أحد المكاتب في العاصمة واشنطن، في "مركز بن بايدن للدبلوماسية والشراكة العالمية"، والذي استخدمه بايدن كجزء من عمله مع جامعة بنسلفانيا، حيث كان أستاذا فخريًا من 2017 إلى 2019.
وقال مصدر آخر لشبكة "سي إن إن" إنه تم العثور على أقل من اثنتي عشرة وثيقة سرية في مكتب بايدن، وليس من الواضح ما هي الوثائق، أو لماذا تم نقلهم إلى مكتب بايدن الخاص، كما أنه يُطلب من أصحاب المناصب الفيدرالية بموجب القانون، التخلي عن الوثائق الرسمية والسجلات السرية عند انتهاء خدمتهم الحكومية.
ونقل تقرير "سي إن إن "عن ريتشارد ساوبر، المستشار الخاص للرئيس بايدن، "البيت الأبيض يتعاون مع الأرشيف الوطني ووزارة العدل فيما يتعلق باكتشاف ما يبدو أنه سجلات إدارة "أوباما وبايدن"، بما في ذلك عدد صغير من الوثائق التي تحمل عنوان (سري)".
وتابع: "تم اكتشاف الوثائق عندما كان المحامون الشخصيون للرئيس يقومون بوضع الملفات الموجودة في خزانة مقفلة، من أجل تجهيزها لإخلاء مساحة في المكتب، داخل "مركز بايدن" في العاصمة واشنطن، حيث استخدم الرئيس هذا المكتب بشكل دوري من منتصف عام 2017 حتى بداية حملة عام 2020، وفي يوم هذا الاكتشاف، 2 نوفمبر 2022، أخطر مكتب مستشار البيت الأبيض الأرشيف الوطني، وقامت دار المحفوظات بالاستحواذ على المواد في صباح اليوم التالي ".
وأضاف ساوبر: "اكتشف محامو الرئيس هذه الوثائق، التي لم تكن موضوع أي طلب سابق أو استفسار من قبل الأرشيف، ومنذ هذا الاكتشاف، تعاون المحامون الشخصيون للرئيس مع إدارة المحفوظات ووزارة العدل في عملية لضمان حيازة سجلات إدارة أوباما وبايدن بشكل مناسب ".
وذكر تقرير "سي إن إن" أن الوثائق تضمنت مواد مصنفة تحت بند "سري للغاية" مع "معلومات حساسة"، والتير يرمز إليها باسم SCI، والتي تستخدم للمعلومات الحساسة للغاية التي تم الحصول عليها من مصادر استخباراتية، وقال مصدر للشبكة الأمريكية إنه بعد الاكتشاف اتصل محامو بايدن على الفور بإدارة المحفوظات والسجلات الوطنية ، التي بدأت النظر في الأمر، وقال المصدر إن فريق بايدن تعاون مع إدارة المحفوظات، التي أصبحت فيما بعد تنظر إلى الوضع على أنه خطأ بسبب الافتقار إلى ضمانات للوثائق.