تتوالى الضربات على الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، منذ أن أعلن الأسبوع الماضي، ترشحه لخوض سباق الرئاسة الأمريكية في 2024. وأحدث ضربة تلقاها ترامب، من المحكمة الأمريكية العليا، التي أفسحت الطريق أمام دائرة الإيرادات الداخلية "الضرائب الأمريكية"، لتسليم السجلات الضريبية للرئيس السابق إلى لجنة في مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون.
وذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أن تلك الخطوة من قبل المحكمة العليا الأمريكية، بمثابة خسارة كبيرة لترامب، الذي سعى لسنوات لإخفاء عائداته الضريبية، ويخضع حاليا لتحقيقات عديدة.
وأوضحت "سي. إن. إن" أن ترامب رفض الكشف عن بياناته الضريبية أثناء وجوده في منصبه وتوجه إلى القضاء لعرقلة طلب الكونجرس. ووصلت المعركة القانونية على ما يبدو إلى خواتيمها يوم الاثنين الماضي، عندما قضت المحكمة العليا دون تعليق بأنه يتعين تسليم العائدات الضريبية إلى لجنة الطرق والوسائل بمجلس النواب.
وسعت اللجنة للحصول على إقرارات ضريبية من ترامب، والكيانات التجارية المرتبطة به للفترة من 2015 إلى 2020. وتسليم المستندات للجنة لا يعني بالضرورة كشفها للجمهور.
وتأتي هذه الخطوة قبل أسابيع قليلة من انتهاء ولاية الكونجرس الحالي وسيطرة الجمهوريين على مجلس النواب في يناير، بعد فوزهم بغالبية ضئيلة في انتخابات منتصف الولاية التي جرت في الثامن من الشهر الجاري.
التحقيقات جارية في "وثائق مارالاجو" و"6 يناير"
وتلقى ترامب ضربة أخرى قبل يومين، حين ذكرت "سي. إن. إن" أن المحقق الخاص جاك سميث الذى تم تعيينه مؤخرًا، للتحقيق في قضيتي "وثائق مارالاجو" و اقتحام الكونجرس المعروفة بـ "6 يناير" سيبدأ عمله، في ظل غياب أي مؤشرات على أن التحقيقين المتعلقين بترامب سيتباطآن، على الرغم من وجود سميث حاليا في هولندا.
وأبلغت وزارة العدل الأمريكية محكمة الاستئناف أن سميث مشارك الآن في قضية وثائق مارالاجو، وأن وثائق تمت مشاركتها تظهر أنه تلقى توجيهًا من وزير العدل ميريك جارلاند وأدى القسم الخاص بمهمته الجديدة.
في نفس الوقت، فإن المدعين الذين يعملون تحت قيادة سميث لم يجروا تغييرات واسعة للجدول الزمني الخاص بالأسابيع القليلة المقبلة فيما يتعلق بأخذ شهادات الشهود وجمع الوثائق بموجب استدعاء، وفقا لأشخاص مطلعين على التحقيق.
ولا يزال سميث موجودًا في هولندا، لكنه بدأ في تولي التحقيقين المتعلقين بترامب. وكانت رسالة سميث لفريقي التحقيق هي أن وصوله لا ينبغي أن يؤخر العمل الذي يجري بالفعل.
ويتولى سميث قيادة التحقيقين اللذين اتُخذ فيهما إجراءات قوية بالفعل نحو جمع المعلومات المحيطة بترامب نفسه، سواء المرتبطة بتصرفاته بعد انتخابات 2020، والتعامل مع الوثائق الرئاسية في مقر إقامته في فلوريدا بعد مغادرته البيت الأبيض، مما يشير إلى أن سميث ربما يستعد لاتخاذ قرارات سياسية بدلًا من البدء في جمع الأدلة من الصفر.