للمرة الرابعة في أسبوع، اضطُر العديد من المواطنين في إسرائيل إلى دخول الملاجئ، نتيجة للهجوم الصاروخي الذي أُطلق من اليمن. ورغم أن الصاروخ الباليستي قد تم اعتراضه بنجاح، إلا أن حركة الحوثيين ما زالت تعزز وجودها كتهديد رئيسي لإسرائيل، وذلك بعد التهدئة في الشمال وتفكيك قدرات حركة حماس في الجنوب.
وقد أسهمت هذه الهجمات، التي تستخدم مزيجًا من الصواريخ والطائرات المسيرة، في إطلاق صافرات الإنذار بشكل متكرر، حتى في ساعات الليل.
الرد الإسرائيلي المنتظر
في إسرائيل، يعتقد الكثيرون أن الهجوم الثالث للطيران الإسرائيلي على أهداف في اليمن قد دفع الحوثيين إلى الاستمرار في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة. فقد قاموا بتوسيع مسارات الهجوم التي كانت تستخدمها سابقًا عبر البحر الأبيض المتوسط، وصولًا إلى سواحل اليمن، ومن ثم إلى قطاع غزة ثم إلى جنوب إسرائيل.
في الوقت نفسه، لا يزال المسؤولون في إسرائيل في حالة جدل بشأن الخيار الأفضل، هل يتم ضرب إيران كما اقترح رئيس جهاز الموساد، أم أن الخيار الأفضل هو ضرب الحوثيين في اليمن كما يعتقد الجيش الإسرائيلي، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وخلال جلسة للمجلس الوزاري الأمني والسياسي الإسرائيلي، اقترح دادي برنيع، رئيس جهاز الموساد، أن الهجوم على إيران قد يساعد في الضغط على الحوثيين من خلال تحفيز طهران على تقييد دعمها لهم.
القضاء على الحوثيين
ومن جهة أخرى، يرى كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي أن تأثير إيران على الحوثيين لا يُقارن بتأثيرها على حزب الله، وأن الحوثيين لا يتصرفون كـ "أداة في يد إيران"، بل هم "أطفال مستقلون ومرتبكون".
ولذلك، يرى المسؤول العسكري الإسرائيلي أن الهجوم على إيران قد لا يحقق الهدف المرجو من ردع الحوثيين، بل قد يفتح جبهة جديدة مع إيران، مما يزيد من تعقيد الوضع.
ورغم ذلك، يتوقع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي أن تكون إيران مترددة في اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بعد الهجوم الأخير، خاصة في ظل التوترات الدولية الحالية ومع قرب دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي هذا السياق، كرر وزير الدفاع الإسرائيلي التأكيد على أن إسرائيل ستواصل الهجوم على الحوثيين بشكل مباشر ولن تركز على إيران في المرحلة الحالية.
التصعيد العسكري في اليمن
وفي تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تم الكشف عن أن الحوثيين قد رفعوا حالة التأهب إلى أقصى درجاتها، ونقلوا معظم قواتهم إلى المناطق الحدودية. كما أصدرت جماعة "الحوثي" أوامر لشركات الشحن بإخلاء مخازنها في ميناء الحديدة استعدادًا لرد فعل إسرائيلي محتمل.
وأفادت التقارير أيضًا أن الحوثيين قد قاموا بتوجيه تحذيرات لسكان المناطق التي تعرضت للهجمات الإسرائيلية والأمريكية، داعين إياهم إلى الامتناع عن الحديث عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي حول الأماكن التي تم تدميرها أو استهدافها.