هاجمت السياسية البريطانية ديان أبوت رئيس الوزراء كير ستارمر، متهمة إياه بأنه "ليس لديه أي إحساس بالسياسة أو حزب العمال"؛ ووصفته وفريقه الحاكم بأنهم "يفتقرون إلى المهارات اللازمة لإدارة المملكة المتحدة".
وكانت أبوت، السياسية اليسارية المخضرمة، قد تم تعليق عضويتها في حزب العمال في أبريل الماضي بعد أن زعمت أن اليهود لم يتعرضوا للعنصرية "طوال حياتهم" قبل أن تسحب تصريحاتها وتقدم اعتذارها.
وفي حديثها لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، قالت أبوت ساخرة إن "أحد الأشياء التي ينساها الناس أو لم يعرفوها أبدًا عن كير ستارمر هو أنه كان عضوًا في حزب العمال لفترة قصيرة جدًا قبل أن يصبح زعيمًا".
وأضافت: "إنه (ستارمر) لا يملك أي حس بحزب العمال والسياسة بشكل عام. قد يقول الناس "لقد سحق كل هؤلاء اليساريين"، لكن هذه هي مجموعة المهارات التي يتمتع بها الأشخاص من حوله. أما إدارة البلاد، فهي ليست كذلك".
وتأتي هذه التعليقات بعد شهر من قول أبوت، في مقابلة مع صحيفة "الإندبندنت"، إنها لم تتحدث إلى ستارمر منذ أربع سنوات، منذ أن عمل كلاهما في حكومة الظل بقيادة جيريمي كوربين.
وفي ذلك الوقت، خلال حديثها لـ "الإندبندنت"، اتهمت رئيس الوزراء العمالي بـ "بمحاولة إجبار اليسار على الخروج من حزب العمال"، وقالت إن قرارها بالترشح لإعادة انتخابها أنقذ زملاءها اليساريين "لأنه لولا ذلك لانقلب عليهم".
ليس جيدًا
عندما سُئلت عن الأشهر الستة الأولى من حكم ستارمر، قالت أبوت: "سيتعين علينا أن نرى كيف ستسير الأمور. ما سأقوله هو أنني لم أفكر أبدًا في قول كلمة طيبة عن توني بلير. لكن هناك شيء واحد كان توني بلير جيدًا فيه وهو "التعاطف"، بينما ستارمر ليس جيدًا جدًا في التعاطف.
وقالت: "يعتقد الناس من حوله أنهم أذكياء للغاية لأنهم فازوا بأغلبية ساحقة. في الواقع، أعتقد أن نسبة تصويته تبلغ 33%، صغيرة نسبيًا، وأعتقد أنه من الخطأ الاعتقاد بأننا فزنا بأغلبية ساحقة، وبالتالي يمكننا الإفلات من العقاب. هذا لن ينجح".
ووصفت "الإندبندنت" أبوت بأنها "شوكة في خاصرة ستارمر منذ الانتخابات العامة، حيث انتقدت رئيس الوزراء بشكل متكرر عبر دورها البارز باعتبارها أكبر عضو في مجلس العموم، أو "أم المجلس".
وفي الأسبوع الماضي، اتهمت أبوت رئيس الوزراء العمالي بـ "خرق وعده" للنساء المتضررات من التغييرات التي طرأت على سن التقاعد في البلاد، عندما استبعد دفع تعويضات لـ 3.8 مليون امرأة.
تزايد الانتقادات
في الوقت الحالي، تتزايد الانتقادات ضد رئيس الوزراء البريطاني المنتمي لحزب العمال؛ حتى أن أغنية تحمل اسم "Freezing this Christmas"، استخدمت لحن أغنية "Lonely this Christmas " التي حققت نجاحًا كبيرًا عام 1974، للسخرية من تخفيضات رئيس الوزراء البريطاني بشأن ثمن الوقود اللازم للتدفئة في الشتاء.
وبعد إصدارها في وقت سابق من ديسمبر الجاري، وصلت الأغنية المناهضة لستارمر إلى قمة قائمة iTunes.
قبلها، في أكتوبر الماضي، تعرض ستارمر لانتقادات شديدة بسبب قراره بتسليم "جزر تشاجوس" إلى موريشيوس، وهي الخطوة التي تم الإعلان عنها خلال العطلة البرلمانية، ودون أن يحصل على رأي النواب في مجلس العموم. بينما تتطلب عملية التسليم صدور قانون من البرلمان، حسب صحيفة "التليجراف".
وفي سبتمبر، كشف استطلاع رأي أجرته شركة "أوبنيوم" لأبحاث السوق، لصالح صحيفة "الأوبزرفر"، أن تصنيف الموافقة على أداء ستارمر انخفض إلى ما دون رئيس الوزراء السابق زعيم حزب المحافظين ريشي سوناك، إذ عانى زعيم العمال من انخفاض كبير بلغ 45 نقطة منذ يوليو.
وبينما وافق 24% من الناخبين على الوظيفة التي يقوم بها، فإن 50% لا يوافقون، ما يمنحه تصنيفًا صافيًا بنسبة -26%. وأوضحت الصحيفة أن تصنيف سوناك الصافي أفضل بنقطة واحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ليس وحده الذي يعاني من انخفاض كبير في الدعم الشخصي منذ الانتخابات، إذ شهدت راشيل ريفز، وزيرة الخزانة، التي خفضت مدفوعات الوقود الشتوي لجميع المتقاعدين باستثناء أفقرهم ووعدت باتخاذ قرارات صعبة بشأن الرعاية الاجتماعية والضرائب في الميزانية المقبلة، انخفاضًا بمقدار 36 نقطة في صافي موافقتها منذ يوليو.