يتعرّض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لانتقادات شديدة بعد فشله في ذكر "وباء العنف ضد المرأة" في خطاب رئيسي كان يهدف إلى إعادة إطلاق حكومته المتعثرة، كما أشارت صحيفة "الإندبندنت".
كان رئيس الوزراء، خلال حملته الانتخابية، قطع وعدًا أمام ناخبيه بضمان تقليص المشكلة إلى النصف خلال عقد من الزمان؛ كما كرّر التعهد نفسه في مقابلة مع الصحيفة نفسها، حيث تعهد ببناء ملجأ للنساء والأطفال الفارين من العنف المنزلي.
ضد العنف المنزلي
نقل تقرير "الإندبندنت" عن مؤسسة "ريفوج" الخيرية، الرائدة في مجال مكافحة العنف الأسري في إنجلترا، أنها تشعر بخيبة أمل لأن رئيس الوزراء فشل في معالجة مستويات الإساءة "المرتفعة بشكل مروع"، وتحديد "أهداف واضحة" لمعالجتها في خطابه لإعادة ضبط حكومته المتعثرة، بعد خمسة أشهر من توليه منصبه.
بدلًا من هذا، تناول ستارمر -في الخطاب الذي ألقاه الخميس الماضي- مجموعة جديدة من "ستة معالم" مصممة لإقناع الناخبين بأن حزب العمال يحل بعض أكبر المشكلات التي تواجه البلاد.
كان مجلس الوزراء البريطاني أعلن أن الشركاء السابقين الغيورين، الذين يقتلون أو يخنقون ضحاياهم، سوف يتلقون أحكامًا بالسجن أكثر صرامة، كجزء مما قال إنه حملة مستمرة على العنف ضد المرأة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في "داونينج ستريت" الاهتمام بالعنف ضد النساء والفتيات، والتعهد بخفضه إلى النصف، في وثيقة صدرت إلى جانب الخطاب، تحت عنوان "الشوارع الأكثر أمانًا"؛ باعتبار أن المشكلة لا تزال "تؤرق المجتمع" وأنها "جزء لا يتجزأ" من مهمة الحكومة.
وقال متحدث باسم الحكومة إنها حددت "هدفًا طموحًا" لخفض العنف ضد النساء والفتيات إلى النصف في غضون 10 سنوات، مضيفًا أنها "ثابتة في تصميمها على تحقيقه".
خفض الدعم
ينقل التقرير عن أبيجيل أمبوفو، الرئيسة التنفيذية المؤقتة لمنظمة "ريفوج"، إن منظمتها رحّبت بوعد الحكومة بخفض العنف ضد النساء والفتيات إلى النصف خلال العقد المقبل. لكنها "شعرت بخيبة أمل".
وقالت إن خطاب ستارمر "فشل ليس فقط في معالجة الوباء المروع للعنف ضد النساء والفتيات والعنف المنزلي الذي نعيشه، لكن أيضًا في تحديد أي أهداف واضحة حول كيفية تحقيق تعهد الحكومة".
وأضافت "أمبوفو": "إذا كانت الحكومة جادة في خفض العنف ضد النساء والفتيات إلى النصف، فنحن بحاجة إلى خطة عمل الآن، بما في ذلك تحسين التمويل لخدمات إنقاذ حياة ضحايا العنف المنزلي".
كما حذّرت من أن "العديد من الناس لن يتمكنوا من مواصلة عملهم الحيوي إذا لم تتحرك الحكومة" لتوفير تمويل محدد على مدى عدة سنوات للمنظمات المتخصصة.
يأتي هذا الخطاب بعد بداية صعبة شهدت فضائح متعلقة بـ"الهدايا المجانية" التي حصلت عليها إدارة ستارمر، وخسارة رئيس هيئة الأركان ووزير في الحكومة.
وتأتي الانتقادات الموجهة إلى "خطته للتغيير" بعد ردود فعل عنيفة سابقة من جانب المتخصصين في الرعاية الصحية ومراكز الفكر.
كما انتقدت المنظمة الخيرية خطط الحكومة لقطع التمويل عن خدمات الدعم لضحايا الجريمة، بما في ذلك ضحايا العنف المنزلي والعنف الجنسي.
وحذّرت منظمة دعم الضحايا من أن خفض تمويل خدمات الضحايا في جميع أنحاء إنجلترا وويلز بنسبة 4.2% يتزامن مع معاناة الجمعيات الخيرية من ضغوط مالية كبيرة ناجمة عن زيادة الحكومة في مساهمات التأمين الوطني.