ما إن أنهى عبد الله إجراءات تقاعده في سن الستين، حتى انطلق في رحلة خاصة متجولًا في شوارع منطقة الجمالية بالقاهرة، ليتجه إلى مسجد الحسين حاملًا أوراقه الشخصية ومستحقاته، حيث يصادف منزلًا كان يحلم به منذ طفولته، وينجذب إلى حي الجمالية، ومن ثم ينغمس في الحشود الصاخبة، إلى أن يلتقي في رحلته بأفراد يغيرون وجهات نظره حول الحياة وهويته الخاصة، من هذا المنطلق دارت أحداث الفيلم الروائي "عبد الله"، للمخرج المصري أحمد غمري.
يقول أحمد غمري لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، إن ما حمسه لتقديم فيلم "عبد الله"، هو أنه مبني على قصة واقعية، إذ يتطرق الفيلم إلى العلاقة الروحية العميقة التي تربط المصريين بمعتقداتهم وتراثهم الديني، وشغفهم بالطقوس والاحتفالات الدينية.
يضيف: "عندما عرض علي المؤلف سامي شاكر هذه القصة، أعجبتني للغاية لأنني كنت أتمنى تقديم قصة واقعية تلامس الناس وتُصوَّر في أماكن حقيقية، لذا لم أتردد في قبول العمل وبدأت في التنفيذ وتطوير السيناريو والتعديل عليه، ثم معاينة الأماكن مثل حي الجمالية، ثم اختيار الممثلين.
وتابع: "الفيلم كفكرة وتنفيذ استغرق نحو 9 أشهر، فكانت رحلة طويلة ولكنها ممتعة في الوقت نفسه، وتجربة عزيزة على قلبي خصوصًا أنها الأولى لي".
عقبات الشارع
يشير مخرج فيلم "عبد الله"، إلى أنه واجه تحديات لخروج فيلمه إلى النور، إذ يقول: "صعوبات وتحديات كثيرة واجهتني في هذا العمل منها العوامل الإنتاجية، وخصوصًا أنها أولى تجاربي وكان من الصعب أن أجد ممولًا للمشروع، وبعدها تواصل معي صديقي ليشاركني إنتاج الفيلم، لكنه لم يكن التحدي الوحيد، حيث واجهنا صعوبات التصوير في الشوارع، لذا فضلت اختيار توقيت يوم الجمعة الساعة السادسة صباحا للبدء في تصوير المشاهد".
ويضيف المخرج المصري أن هناك معايير اعتمد عليها في اختيار الشخصيات منها قوة الأداء والشكل الجسماني المناسب للشخصية وهو ما وجده في الفنان ناصر شاهين لتجسيد شخصية عبد الله، وشخصية المجذوب التي قدمها الفنان محمد دياب وكانت من أصعب الشخصيات في العمل".
الراحة النفسية
وحول الرسالة التي يسعى العمل إلى تقديمها للمشاهد يقول أحمد غمري: "عبد الله الذي يستحق المكافأة عن نهاية خدمته وشقائه في سنوات الحياة، عن اجتياحه لكل رياح الصعاب التي قابلته في حياته، يستحق مكافأة الراحة النفسية، أن يخلو في مكان فيه أمثاله، من يلتفون حول حلقات الذكر، ومن يُطعمَون ويُطعِمون من فضل الله ببساطة، فكلنا عبد الله، وكلنا يحتاج إلى السفر للنقاهة بالتجلي الروحاني، وشحن قلبه بما يجعله في حالة من الراحة من متاعب الحياة.
مهرجان الأقصر
يشارك الفيلم الروائي القصير "عبد الله"، في القسم الرسمي خارج المسابقة في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الـ 14، وحول ذلك يقول مخرجه: "فخور بمشاركة فيلمي لأول مرة في مصر ضمن مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية وأعتبرها مشاركة مميزة للغاية كونه مهرجانًا دقيقًا في اختياراته للأفلام ويهتم بالسينما الإفريقية، وأتمني أن ينال إعجاب جمهور هذا المهرجان المميز".