الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترامب أم ماسك.. من الرئيس الحقيقي لأمريكا؟

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب وإيلون ماسك

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في مشهد سياسي يزداد تعقيدًا وتأثيرًا، يظهر اسم إيلون ماسك ليس فقط كرائد أعمال ومخترع، بل كرقم صعب في معادلة السلطة الأمريكية الجديدة. شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تسلط الضوء على دوره المتزايد في كواليس إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب؛ مما يفتح تساؤلات حول تأثير المال والنفوذ في صياغة السياسات.

ويحاول الديمقراطيون التأثير على غرور ترامب، ويشيرون بسخرية إلى أنه حتى بعد فوزه بولاية ثانية، فإنه لا يزال أقل قوة من قطب التكنولوجيا المولود في جنوب إفريقيا والذي وضعه ترامب مسؤولًا عن تقليص حجم الحكومة بمجرد تولي الرئيس المنتخب منصبه.

دور غير مسبوق لـ"ماسك"

تحدثت شبكة "سي إن إن" عن الدور الذي يلعبه ماسك، والذي وصفه البعض بأنه "رئيس الوزراء" الفعلي، في ظل إدارة ترامب، وأشارت الشبكة إلى دوره المحوري في تخريب حزمة الإنفاق التي أقرها مجلس النواب مؤخرًا، مما أدى إلى استبدالها بقانون أصغر يُبقي الحكومة مفتوحة حتى مارس.

المشرعون الجمهوريون لم يترددوا في الإشادة بماسك، حيث قال السيناتور بيل هاجرتي: "الحمد لله أن إيلون ماسك اشترى تويتر، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها معرفة ما يحتويه هذا القانون". وأضاف أن ماسك أطلق موجة من الاتصالات بمكاتب المشرعين بعد انتقاده لمشروع القانون.

استغلال غرور ترامب

الديمقراطيون، بدورهم، لم يفوتوا الفرصة للإشارة إلى تأثير ماسك في الإدارة القادمة، السناتور كريس كونز من ولاية ديلاوير، أشار إلى إمكانية تضاعف الفوضى التي اتسمت بها ولاية ترامب الأولى مع وجود ماسك، قائلًا: "لن يكون لدينا فقط ترامب يكتب تغريدات غاضبة في الرابعة صباحًا، بل أيضًا ماسك الذي يحقن عدم الاستقرار في القضايا الوطنية".

جاءت تعليقات كونز بعد أن تحدث العديد من الديمقراطيين عن "الرئيس ماسك" في الوقت الذي كانت فيه البلاد على وشك إغلاق الحكومة الأسبوع الماضي.

النائب الديمقراطي بريندان بويل وصف ماسك بأنه "الزعيم الحقيقي للحزب الجمهوري"، مشيرًا إلى تأثيره الحاسم في تعطيل الاتفاقيات المبرمة بين الأطراف السياسية.

تضارب المصالح وصراع النفوذ

بحسب "سي إن إن"، فإن وجود ماسك في قلب الإدارة الأمريكية يثير تساؤلات حول تضارب المصالح، حيث تستفيد شركاته من عقود حكومية ضخمة. كما أن دوره في تبسيط اللوائح التنظيمية قد يعود بالنفع المباشر على أعماله.

وعلى الرغم من أن ترامب سيؤدي اليمين الدستورية كأقوى رجل في العالم، فإن ماسك، بثروته الهائلة وصوته العالي عبر منصة إكس، يمثّل قوة غير حكومية ذات تأثير عالمي على السياسات والانتخابات والاقتصادات وحتى الحروب.

وقال ترامب لناشطين محافظين في فعالية Turning Point USA في فينيكس متحدثًا عن ماسك "لا، لن يصبح رئيسًا، هذا ما أستطيع أن أخبركم به"، وتشير تعليقات ترامب إلى أن التغطية المستمرة لدور ماسك لفتت انتباهه وأنه يستاء من فكرة أن صديقه الجديد هو القوة وراء العرش.

"إذلال" رئيسة مجلس النواب

أظهرت قوة ماسك جليًا عندما أسقط مشروع قانون الإنفاق المؤقت الأولى بعاصفة من التغريدات، مما دفع ترامب للحاق به في معارضة المشروع. ووصفت "سي إن إن" هذا التحرك بأنه غير مسبوق، حيث بدا وكأن ماسك يمارس السلطة على رئيس مجلس النواب مايك جونسون.

ماسك، بصفته مالك شركة تسلا وشبكة ستارلينك، يلعب دورًا محوريًا في قضايا دولية مثل الحرب في أوكرانيا. ولكن تصريحاته المثيرة، مثل دعمه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، قد تثير ارتباكًا حول السياسة الأمريكية.

النائبة روزا ديلاورو اتهمت ماسك بإفشال بند كان سيفحص الاستثمارات في الصين لحماية مصالحه في مصنع تسلا بشنغهاي؛ مما يثير تساؤلات حول أخلاقيات نشاطه السياسي.

مع تصاعد بروز ماسك في المشهد السياسي الأمريكي، يبقى التساؤل حول مدى قدرة ترامب على تحمل نفوذ ماسك المتزايد. فهل ستستمر العلاقة بينهما؟ أم إن صدامًا قد يكون وشيكًا بين "الرئيسين"؟