الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معتصم طه: "في قاعة الانتظار" يكشف مآسي الفلسطينيين تحت وطأة الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
لقطة من فيلم "في موعد الانتظار"

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

استوحى المخرج الفلسطيني معتصم طه أحداث فيلمه "في قاعة الانتظار"، من الواقع الأليم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني على يد المحتل الإسرائيلي، إذ تناول العمل قصة شاب فلسطيني يدعى "حسين"، يصطحب والدته الأرملة "رشيدة" ذات السبعين عامًا، إلى موعدها الطبي في أحد المستشفيات الإسرائيلية، وأثناء انتظارهما تبحث الأم المُسنة "رشيدة" الخروج من عزلتها التي تعاني منها، فتتفاعل مع المرضي الآخرين باللغة العبرية المحدودة التي تتقنها، بينما يبحث الابن عن الانعزال عن الناس من خلال التركيز في البحث الذي ينجزه.

العمل الذي حصد جائزة الجمهور في مهرجان أيام قرطاج السينمائية الذي انتهت فعالياته مساء أمس السبت، يقول عنه مخرجه معتصم طه لموقع "القاهرة الإخبارية": "استوحيت فكرة الفيلم أثناء مرافقتي لأمي إلى المستشفى بشكل متكرر بعد وفاة والدي وصعوبتها في التواصل مع الآخرين، واعتمدت في حكي القصة المؤثرة إضفاء شكل كوميدي وطريف؛ لأن بعض هذه الأحداث واقعية بناء على شخصية الأم التي تتسم بخفة الظل والعمق الذي يمكن أن تنتجه الكوميديا في القصص التي تحمل خلفيات حزينة نوعًا ما".

لقطة من فيلم "في قاعة الانتظار"

ويضيف: "كان التركيز في العمل على الرغبات البسيطة التي يمكن أن تواجه الشخصيات في حياتهم اليومية، وتأثير هذه الرغبات على علاقة حسين الابن بأمه رشيدة، التي تكشف الواقع السياسي والاجتماعي الذي فُرض بواقع الاحتلال الإسرائيلي ومنها فَرض اللغة العبرية على الفلسطينيين وصعوبة التحدث بها خصوصًا الجيل الأول للنكبة، وتحديدًا النساء كونهن لم يخرجن من قراهن الفلسطينية للعمل في ذلك الوقت كالرجال، ومن المهم ذكر أن الفيلم لا يتطرق إلى هذه الموضوعات بشكل مباشر وإنما يركز على علاقة الابن والأم، لكن كانت هذه الموضوعات دائمًا جزء من الدافع لصناعة الفيلم".

وحول السبب وراء تسمية الفيلم "في قاعة الانتظار"، يقول معتصم طه: "سُمي الفيلم بهذا الاسم، لأن أغلب أحداثه في قاعة الانتظار بالمستشفى، ولأنه يرمز إلى الانتظار وخصوصًا تمحور حياة الجيل الكبير كالأم رشيدة في الجلوس والانتظار إلى دور أو فحص".

لقطة من فيلم "في قاعة الانتظار"
رحلة صعبة

واجه المخرج الفلسطيني تحديات خروج فيلمه إلى النور، إذ قال عنها: "واجهنا مصاعب تمثلت في إيجاد مستشفى وقبوله تصوير الفيلم به، وأيضًا امتلاء المستشفى بالناس لخدمة المَشاهد التي تحدث في اليوم نفسه، وهو ما اضطرنا لتقسيم غالبية المشاهد التي نرى بها الناس في المستشفى إلى قسمين وتصويرها في يوم واحد، ومن ثم تصوير القسم الثاني لذات المشاهد الخالية من الناس في يوم آخر".

ويضيف: "صوّر الفيلم بشكل مستقل وبمساعدة الكثير من صنّاع الأفلام الفلسطينيين المستقلين، حيث استغرق نحو ثمانية أشهر من بدء مرحلة الكتابة حتى خروجه إلى النور، ورغم ما تحمله هذه الرحلة من مشقّة، لكنني فخور بالنتيجة النهائية وتوصيل رسالتي".

المخرج الفلسطيني معتصم طه
جائزة الجمهور

أعرب مخرج "في قاعة الانتظار"، عن سعادته البالغة لحصول فيلمه على جائزة الجمهور في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، إذ قال: "تمثل جائزة الجمهور في أيام قرطاج السينمائية رمزية مهمة لنا كصنّاع أفلام فلسطينيين، ووجودنا في مختلف المهرجانات العربية والدولية آملين أن تساهم في الانتاجات الفلسطينية المقبلة، وتسليط الضوء على السينما الفلسطينية".

ويضيف: "للفن والسينما دور كبير في دعم القضية الفلسطينية، لذا يحاول الاحتلال إسكات كل ما هو فلسطيني حتى آلامهم وجزء من هذا الإسكات يطال الفنانين الفلسطينيين، وأحيانًا يحاول سرقة هذه القصص والسرديات السينمائية ونسبها إليه وهذا ببساطة في كونه احتلالًا فهو يمارس طبيعته الاستعمارية".

وحول مشروعاته المقبلة، يقول معتصم طه: "أكمل حاليًا دراستي للماجستير في الإخراج السينمائي في أكاديمية فامو في براج بجمهورية التشيك وأعمل على فيلم قصير جديد، إضافة إلى كتابة سيناريو لفيلمي الطويل الأول".