أثار قرار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، تأجيل قرار تمديد عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، إلى حين تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، المخاوف بشأن التراجع عن دعم كييف في حربها مع موسكو.
وفرض الاتحاد الأوروبي 15 حزمة عقوبات ضد روسيا يجب تمديدها كل 6 أشهر، ومن المقرر أن يتم ذلك في نهاية شهر يناير المقبل، أي بعد 11 يومًا من تولي ترامب الحكم.
ويتطلب تمديد القيود قرارًا بالإجماع من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ويمكن لأوربان أن يستخدم حق النقض "فيتو".
وسيتم تنصيب ترامب، حليف أوربان الذي استقبل رئيس الوزراء المجري في مقر إقامته في فلوريدا في 9 ديسمبر، في 20 يناير المقبل، فيما يتوقع رئيس وزراء المجر أنه سينهي الحرب سريعًا.
وقالت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي الإيطالي المعارض إيللي شلاين، اليوم الجمعة، إنه "بدون مبادرة دبلوماسية أوروبية نواجه خطر أنْ نترك البتَّ بشأن أوكرانيا لرئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترامب ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان".
وذكرت "شلاين"، لصحيفة "لا ريبوبليكا"، أن "الخطر يكمن في السماح لممثلين زائفين للقضية الأوكرانية مثل ترامب وأوربان، بالخضوع للمصالح الخاطئة"، مضيفة أنه "لا يمكن لأوروبا أن تجلس على طاولة السلام كمجرد ضيف".
وعلقت "شلاين" على تقييم الناتو والاتحاد الأوروبي والهدنة المحتملة في أوكرانيا: "نحن ندعم كييف، لقد تعرضت لهجوم غير عادل من قبل روسيا".
وأضافت: "وفي ذات الوقت، ندين منذ فترة طويلة غياب أية مبادرة دبلوماسية وسياسية أوروبية لإقامة هدنة وبناء السلام".
ونشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، عن مصادر لم تسمها، أن "أوربان فاجأ زملاءه في نهاية قمة الاتحاد الأوروبي التي عقدت في بروكسل أمس الخميس، قائلاً إنه غير مستعد لتمديد العقوبات ضد روسيا".
وأكد "أوربان" أن الوضع على الجبهة يتغير بشكل ملحوظ لصالح روسيا يوميًا، وأن القادة الأوروبيين أصبحوا أكثر انفتاحًا على تقبّل التغيير.
كما أكد أوربان في تصريحات لمجلة "ماندينر" أن المجر كانت تعول على ترامب الذي وعد بمعالجة الحرب الروسية الأوكرانية بعد توليه منصبه.
وعبر أوربان عن ثقته بأن القيادة الأمريكية الجديدة ستواجه النخبة المؤيدة للحرب في قمة الاتحاد الأوروبي ببروكسل بشأن الحرب في أوكرانيا.
وقال "أوربان"، خلال مؤتمر صحفي عقب قمة الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، إنَّ بلاده اضطرت للسعي بشكل مستقل لتسوية الصراع الأوكراني باستخدام الدبلوماسية الثنائية.
وتسبب عودة ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض القلق في كييف وأوروبا، حيث ألمح الرئيس الأمريكي المنتخب إلى تقليص الدعم لأوكرانيا وتعهد بإخراج بلاده من الحرب، وفقًا لـ"بلومبرج".
يأتي هذا التحول وسط التقدم المطرد لروسيا في ساحة المعركة في شرق أوكرانيا، ومن المتوقع أن يدعو ترامب الشركاء الأوروبيين إلى تحمل مسؤولية أكبر لضمان السلام في أوكرانيا