الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"شوكة في خاصرة أوربان".. تسجيل يتهم مقربين من رئيس الوزراء المجري بالفساد

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بعد أن كان من المقرر أن تقود وزيرة العدل المجرية جوديت فارجا حزب "فيدس" اليميني، الذي يتزعمه رئيس الوزراء فيكتور أوربان، إلى الانتخابات الأوروبية، استقالت فجأة الشهر الماضي؛ تاركة الحزب دون أحد أشهر السياسيين المجريين في بروكسل، ونجومه البارعين في التعامل مع وسائل الإعلام.

ولكن مع تراجع "فارجا" عن الأضواء، برز زوجها السابق بيتر ماجيار، وهو المسؤول السابق في حزب "فيدس" أيضًا، باعتباره "شوكة حقيقية في خاصرة أوربان"، وفق تعبير النسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو".

فبعد أسابيع من مهاجمة أوربان على الإنترنت وفي العلن، أصدر ماجيار، اليوم الثلاثاء، تسجيلًا صوتيًا لزوجته السابقة فارجا، يزعم فيه وجود فساد، يبدو أنه يُدين أعضاء الدائرة الداخلية لأوربان.

وزعم "ماجيار" أن التسجيل، الذي تبلغ مدته دقيقتين -الذي تم تسجيله العام الماضي- يثبت أن أنتال روجان، رئيس ديوان مجلس الوزراء القوي، قد تلاعب بوثائق تتعلق بنزاع فساد مترامي الأطراف يتعلق ببال فولنر، وزير الدولة السابق في وزارة العدل عندما كانت زوجته وزيرة.

وكان "فولنر" استقال في عام 2021 بعد أن اتهمه المدعون بتلقي رشاوى.

لحظة معارضة

يُعّد التسجيل، الذي قدّمه "ماجيار" إلى مكتب المدعي العام في بودابست أمام بحر من الكاميرات، أحدث تطور في الدراما التي أذهلت المجر، وقدمت لحظة نادرة من المعارضة ضد قبضة أوربان الحديدية على النظام السياسي في البلاد.

ونقلت "بوليتيكو" عن السياسية المعارضة كاتالين تشيه، العضو المجري في البرلمان الأوروبي، قولها: "هذا يظهر أن النظام القضائي يخضع للنفوذ السياسي، وأن شخصيات رئيسية تلاعبت بالتحقيقات، وأن فارجا كانت على علم بذلك".

وأضافت: "هذا دليل واضح للغاية على أن نظام العدالة المجري ليس حرًا وغير مستقل".

ولفتت إلى أن ما حدث "إحدى الحالات النادرة التي تحدث فيها شخص من الدائرة الداخلية لأوربان علنًا".

في المقابل، نفى المتحدث باسم الحكومة المجرية، زولتان كوفاكس، مزاعم ماجيار؛ واتهم مسؤول حزب "فيدس" السابق بمضايقة زوجته السابقة.

كما أصدرت فارجا، التي أعلنت في فبراير الماضي تقاعدها من الحياة العامة، بيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، قالت فيه إنها "شعرت بالفزع" من نشر ماجيار للشريط، واتهمت زوجها السابق بالابتزاز والعنف المنزلي.

وقالت وزيرة العدل المجرية السابقة إنها "تعرضت للترويع" من قِبل زوجها آنذاك، وأنها أخبرته بما كان يريد سماعه في التسجيل.

بيتر ماجيار المسؤول السابق في حزب "فيدس"
عدو أوربان

كان ماجيار، المحامي والعضو السابق في حزب "فيدس" الحاكم، معروف بأنه زوج فارجا السابق، وكثيرًا ما كان يُنظر إلى الزوجين، اللذين لديهما ثلاثة أطفال، على أنهما نموذج للأسرة اللامعة في بلد تقدر حكومته القيم العائلية "التقليدية".

وفي وقت سابق، تحدث ماجيار، الذي عمل في مجالس الدولة، وعمل في أدوار مختلفة للإدارة، بما في ذلك في بروكسل خلال رئاسة المجر الأخيرة للاتحاد الأوروبي، عن التنحي عن حياته المهنية لرعاية أطفالهما الصغار، عندما كانت مسيرة فارجا المهنية في طريقها للانطلاق.

وبعد طلاقهما العام الماضي، كان من المتوقع أن تنتقل فارجا إلى بروكسل كعضو في البرلمان الأوروبي بعد الانتخابات الأوروبية.

لكن انهارت الخطط جميعها في أعقاب الاستقالة المزدوجة لفارجا والرئيسة السابقة للبلاد كاتالين نوفاك في فبراير الماضي.

وعلى الرغم من ظهور ماجيار السريع كقوة سياسية، فشلت المعارضة المجرية حتى الآن في إضعاف قبضة أوربان على سياسة البلاد.

وفي الانتخابات البرلمانية الأخيرة في أبريل 2022، احتشدت قوى المعارضة المتباينة حول شخصية واحدة، وهو بيتر ماركي زاي، الذي خاض الانتخابات ببرنامج مناهض لحزب فيدس.

لكن رغم هذا، عاد حزب أوربان في النهاية لولاية رابعة على التوالي.