الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاقتلاع كل شيء ويقتل الفنانين والصحفيين
حقق الفيلم الفلسطيني "من المسافة صفر" إنجازًا جديدًا على الساحة الدولية، حيث تم اختياره للوصول إلى القائمة المختصرة في فئة "أفضل فيلم أجنبي" في جوائز الأوسكار، وفقًا لما أعلنته أكاديمية الفنون وعلوم الرسوم المتحركة.
يسّلط هذا الإنجاز الضوء على المعاني الفنية التي يتمتع بها الفيلم في نقل معاناة الشعب الفلسطيني للعالم، والتمكن من صناعة هذا المشروع الكبير في خضم الحرب وتحت نيران القصف ليكون وثيقة للتاريخ وشهادة حية من أبناء غزة على ما مروا به من تدمير، وتقديمهم جوانب لقصص لم تُرو من قبل إلا بعيون أهلها.
رؤى سينمائية عن أوجاع غزة
تضم تجربة "من المسافة صفر" 22 مخرجًا فلسطينيًا من قطاع غزة، حيث يروي كل منهم تجربة شخصية ومعاناته اليومية من خلال عدسة كاميراته، ليعكس الواقع الصعب الذي عاشه سكان غزة جراء العدوان المتواصل، من هدم منازل وقتل العائلات وفقدان الأحبة.
وأطلق المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي هذا المشروع القصير، استجابةً للأحداث المأساوية التي تلت السابع من أكتوبر 2023، ليروي حكايات من غزة كما عاشها أهلها، متحدين قسوة الواقع بأمل في غد أفضل.
وتعليقًا على وصول الفيلم إلى القائمة المختصرة للأوسكار، أعرب المخرج الفلسطيني خميس مشهراوي، شقيق المخرج رشيد مشهراوي، والمشرف على إنتاج السلسلة في غزة، عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز، إذ قال لـ موقع "القاهرة الإخبارية": "فرحة كبيرة جدًا أن تصل هذه الأفلام للعالمية، وأن تعرض معاناة الشعب الفلسطيني، ونُظهر الوجه الحقيقي للعدوان على غزة، فالفلسطينيون ليسوا مجرد أرقام أو أعداد من الشهداء، بل هم شعب صاحب حق، وهناك أطفال يتطلعون إلى غدٍ أفضل في وطن حر".
يؤكد خميس مشهراوي، مخرج فيلم "جلد ناعم"، الذي كان جزءًا من سلسلة "من المسافة صفر"، والمشرف على مؤسسة مشهراوي لتنفيذ الأفلام في غزة، أن هذه الخطوة مهمة للغاية، وانتصار عظيم في ظل وضع صعب ومع قلة الإمكانيات المستخدمة، قائلًا: "الأوسكار هو حلم كل مخرج، وأنا سعيد أن أكون جزءًا من هذا المشروع، ورغم أن التقنيات المستخدمة قد تكون بسيطة، لكن الأفكار كانت كبيرة وجميلة".
تحديات الوصول
وحول تأثير التدخلات السياسية على فرص الفيلم في الترشح للأوسكار، أكد مشهراوي أن السياسة غالبًا ما تتدخل في مثل هذه المواقف، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بقضية الفلسطينيين، حيث قال: "عدونا لا يتردد في قتل الصحفيين والفنانين الفلسطينيين، ويسعى لاقتلاع كل شيء، من الحجر إلى الشجر إلى البشر".
وأضاف: رغم كل هذا نؤمن أن الرسائل التي يحملها الفيلم ستصل، وإن كان هذا إنجازًا كبيرًا في حد ذاته".
تأهل الفيلم لهذه الخطوة يحمل في طياته آمال كبيرة معلقة أن يحقق هذا المشروع إنجازًا كبيرًا على المستوى الدولي وأن تنتصر هذه الجائزة للإنسانية في حالة اقتناصها، إذ أعرب مشهراوي عن أمله في أن يحقق المشروع المزيد من النجاحات، قائلاً: "وصولنا اليوم إلى القائمة المختصرة، يعني أن فلسطين موجودة في الأوسكار، وإن شاء الله نصل إلى النهائيات".