أثارت التقارير التي نشرتها صحف أمريكية حول فقدان مواد مشعة في نيوجيرسي تساؤلات بشأن وجود علاقة بينها وبين الطائرات بدون طيار (الدرون) التي تملأ سماء شرق الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار عمدة مدينة بيلفيل، مايكل ميلهام، إلى أن الطائرات التي تحلّق في نمط يشبه الشبكة فوق المدينة قد تكون "تبحث عن شيء ما"، ربما تلك المواد المشعة المفقودة.
وقال "ميلهام" في تصريحاته لبرنامج "Good Day New York" على قناة فوكس: "ما الذي قد يبحثون عنه؟.. ربما تكون مادة مشعة".
وفي 2 ديسمبر، أصدر مجلس تنظيم الطاقة النووية الأمريكي تحذيرًا بشأن فقدان جهاز طبي يستخدم في فحوصات السرطان أثناء شحنه من مركز للسرطان في مقاطعة جلوستر، جنوب نيوجيرسي.
هذا الجهاز يحتوي على مادة الجرمانيوم 68 المشعة، تم شحنه في حاوية تضررت أثناء النقل، ما أدى إلى اختفائه. وقد أثار هذا الحادث حالة من الذعر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تداول البعض فرضية أن الطائرات بدون طيار قد تكون تحلق في السماء بحثًا عن النفايات المشعة.
5 آلاف بلاغ
من جانبه، دعم جون فيرجسون، الرئيس التنفيذي لشركة أنظمة الطائرات عن بُعد في كانساس، هذه الفرضية، مشيرًا في مقطع فيديو إلى أن الطائرات قد تكون "تحاول شم" تسربات من مواد مشعة. رغم ذلك، أكد فيرجسون أنه لا يعتقد أن الطائرات تشكل تهديدًا للجمهور.
وتزايد القلق بين المواطنين والمشرعين في الولايات المجاورة، خاصة بعد أن سجّل مكتب التحقيقات الفيدرالي أكثر من 5 آلاف بلاغ حول مشاهدات الطائرات بدون طيار في الأسابيع الأخيرة. ووفقًا للتحقيقات، فإن معظم هذه المشاهدات تعود إلى طائرات بدون طيار تجارية أو لأغراض قانونية، إضافة إلى طائرات مأهولة وطائرات مروحية.
أكثر من مليون
في ظل هذه المشاهدات المتزايدة، سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن لتهدئة المخاوف قائلًا: "لا يوجد شيء شرير على ما يبدو، لكنهم يتحققون من كل شيء". وأضاف أن الطائرات بدون طيار لا تشكل خطرًا على السلامة العامة أو الأمن القومي، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من مليون طائرة بدون طيار مسجلة لدى إدارة الطيران الفيدرالية (FAA). وأكد أن "الكثير من الطائرات بدون طيار المرخصة موجودة في المنطقة، وقد بدأ البعض في استخدامها، وأراد الجميع الانضمام".
لتهدئة الوضع، قررت الحكومة الفيدرالية إرسال ثلاثة أنظمة رادار متنقلة إلى المنطقة، مجهزة بتكنولوجيا أفضل لتتبع الأجسام الطائرة المختلفة. وأوضح المسؤولون أن مراقبي السماء قد يخلطون بين الطائرات التجارية والنجوم والطائرات بدون طيار.
غياب الشفافية
وفيما يتعلق بمخاوف المواطنين، أشار عمدة بيلفيل إلى أن الطائرات بدون طيار قد تكون مرتبطة بالمادة المشعة المفقودة، لكن دون وجود دليل قاطع على ذلك. وأضاف أنه من غير المرجح أن تكون هناك مؤامرة أجنبية وراء هذه المشاهدات، رغم الشائعات التي انتشرت على الإنترنت. وأضاف: "نحن نعلم يقينًا أنه لا يتعلق الأمر برجال خضر صغار – يقصد الكائنات الفضائية-".
على الصعيد السياسي، عبّر العديد من المسؤولين المنتخبين عن استيائهم من غياب الشفافية والتفسير الرسمي من الحكومة الفيدرالية. وقال النائب الديمقراطي جوش جوتهايمر: "الأمر كله يتعلق بالمعلومات والإحاطات، وهو ما كان مصدر إحباطي الكامل". وأشار إلى أنه طالب من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي تقديم إحاطة عامة للمواطنين.
في الوقت نفسه، تم تداول نظريات غير موثوقة حول العلاقة المحتملة بين الطائرات بدون طيار وسفن لدول معادية، دون أن يقدم أي دليل يدعم هذه الفرضيات. كما انتقد الرئيس السابق دونالد ترامب غياب الشفافية في التعامل مع هذه القضية، قائلاً: "الحكومة تعرف ما يحدث، جيشنا يعرف من أين انطلقت الطائرات".
وفي النهاية، أكد جون كيربي، مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، أن الطائرات بدون طيار لا تمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي أو السلامة العامة، وأن الحكومة تتابع هذه الظاهرة عن كثب باستخدام أحدث تقنيات المراقبة.