الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بـ"سكوتر مفخخ".. كيف قتلت أوكرانيا رجل روسيا المهم في الحرب؟

  • مشاركة :
post-title
الدراجة البخارية المفخخة التي تسببت في اغتيال الجنرال الروسي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بينما تتصاعد التوترات الجيوسياسية وتتداخل العمليات الاستخباراتية في الصراع الروسي الأوكراني، كان مقتل الجنرال الروسي إيجور كيريلوف في موسكو حدثًا مفصليًا أثار تساؤلات واسعة حول طريقة تنفيذه وأهدافه السياسية والعسكرية.

"بي بي سي" ألقت الضوء على تفاصيل الانفجار من خلال تحليل مقاطع فيديو موثقة من وسائل التواصل الاجتماعي، لتكشف عن تعقيد الهجوم ودقته.

تفاصيل الانفجار

وفقًا لـ"بي بي سي"، وقع الهجوم في صباح اليوم الثلاثاء، عندما غادر الجنرال كيريلوف، الذي شغل منصب قائد قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية الروسية، منذ 2017، مبنى سكنيًا حديثًا في جنوب شرق موسكو، استهدفته عبوة ناسفة مخبأة داخل دراجة بخارية "سكوتر" متوقفة بالقرب من المدخل، ما أسفر عن مقتله ومساعده.

وأظهر لقطات موثقة، تحقق منها فريق BBC Verify، شخصين يغادران المبنى قبل وقوع الانفجار مباشرة، وتشير الصور إلى أن الملابس التي يرتديها الشخصان مطابقة لتلك التي ظهرت على الجثتين لاحقًا، ورغم وضوح بعض اللقطات، فقد حجب الحطام الناتج عن الانفجار الكثير من التفاصيل.

في مقاطع أخرى، يمكن رؤية بقايا الدراجة الكهربائية مُلقاة بين الحطام أمام مدخل المبنى. على الرغم من تعرضها لأضرار، إلا أن الدراجة بقيت سليمة إلى حد كبير، باستثناء المقود المفقود.

تحليل العبوة الناسفة

وصرّح خبراء في منظمة "جينز"، المتخصصة في التحقيقات الأمنية، بأن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة بدائية الصنع. 

وأضاف ديفيد هيثكوت، مدير الاستخبارات في شركة "ماكنزي إنتليجنس"، أن العبوة ربما تضمنت متفجرات عسكرية مثل "سيمتكس"، وليس متفجرات محلية الصنع فقط.

وأوضح أن التنفيذ تطلب "مستوى عاليًا من التخطيط والمراقبة"، مشيرًا إلى أن العبوة ربما كانت مزودة بجهاز تفجير عن بُعد يعتمد على إشارة لاسلكية مثل هاتف محمول أو مفتاح سيارة.

قوة الانفجار وتأثيره

وفقًا لتقديرات أممية، فإن 300 جرام من مادة متفجرة مثل "تي إن تي" يمكن أن تُحدث دمارًا يصل إلى تحطيم نوافذ صغيرة من مسافة 17 مترًا أو إلحاق أضرار بمبنى من الطوب من مسافة 1.3 متر، وأظهرت صور نشرها شاهد عيان أضرارًا امتدت إلى شقته الواقعة عبر الشارع.

وذكرت "بي بي سي" أن المشهد بعد الانفجار كان مليئًا بالفوضى، وتجمع حشد صغير حول الجثث المغطاة بالثلوج، بينما عملت فرق الطوارئ في الموقع.

ردود الفعل وتحليل الأبعاد الأمنية

الهجوم أثار اهتمامًا واسعًا نظرًا للطريقة الدقيقة التي نُفذ بها. كما أن التكهنات حول العبوة الناسفة ودقتها تشير إلى وجود فريق محترف يقف خلف العملية، ما يبرز تعقيد الحرب الاستخباراتية بين روسيا وأوكرانيا.

وقال هيثكوت: "الهجوم أظهر تطورًا كبيرًا وربما استغرق شهورًا من التحضير، مع مراقبة دقيقة للهدف".

وبين ثنايا الانفجار الذي أودى بحياة الجنرال كيريلوف، تتشابك الخيوط العسكرية والسياسية، فالتحقيقات في الحادث تكشف تفاصيل مثيرة تعكس تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى مستويات جديدة من التعقيد والجرأة.