الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فيلمان مصري ولبناني الأوفر حظا.. العرب في انتظار إعلان القائمة الطويلة للأوسكار

  • مشاركة :
post-title
الأوسكار

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

طارق الشناوي: الدهشة واللغة السينمائية الحديثة مفتاح النجاح
ماجدة موريس: الفيلمان المصري واللبناني الأقرب لتمثيل العرب

تترقب الأوساط السينمائية العربية والدولية الإعلان الرسمي، غدًا الثلاثاء، عن القائمة الطويلة للأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم دولي، في دورتها الـ97، إذ تكشف أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن 15 فيلمًا من إجمالي 85 قدمتها دول مختلفة للمنافسة على الجائزة. وتشهد القائمة وجود 6 أفلام عربية، وسط توقعات وآمال بأن تحجز أحدها مكانًا في المنافسة النهائية.

أفلام عربية مرشحة بقوة

تضم القائمة الطويلة 6 أفلام عربية متنوعة، منها فيلم "رحلة 404" من مصر للمخرج هاني خليفة، بطولة منى زكي، الذي حصد عدة جوائز في مهرجانات سينمائية دولية. 

ومن لبنان يبرز فيلم "أرزة" للمخرجة ميرا شعيب، الذي يستعرض قضايا الهوية والوطن بأسلوب فني مبتكر، بينما يقدم المغرب فيلم "الجميع يحب تودا" للمخرج نبيل عيوش، المعروف بتقديمه قضايا مجتمعية بأسلوب جريء.

أما فلسطين فتشارك بفيلم "من المسافة صفر" للمخرج رشيد مشهراوي، وتونس بفيلم "المابين" للمخرجة ندى المازني، والجزائر بفيلم "الجزائر" للمخرج شكيب طالب بن دياب. وتُظهر هذه الأفلام تنوعًا ثقافيًا وفنيًا يعكس حالة السينما العربية ورغبتها في تحقيق حضور دولي.

رهان على التميز

تحدثت الناقدة المصرية ماجدة موريس عن توقعاتها بخصوص الأفلام العربية المرشحة للقائمة الطويلة لجوائز الأوسكار لعام 2024، قبل الإعلان الرسمي المرتقب، غدًا الثلاثاء، مؤكدة أن الأفلام المصرية واللبنانية تمتلك فرصًا قوية، خاصة "رحلة 404" المصري و"أرزة" اللبناني.

وقالت موريس إن الفيلمين يتميزان بعناصر إبداعية قوية تجعل منهما مرشحين بارزين، إذ أوضحت لموقع "القاهرة الإخبارية" أن فيلم "رحلة 404" يطرح أفكارًا جريئة تتحدى المفاهيم التقليدية حول المرأة، مشيرة إلى أن العمل يقدم تصورًا فريدًا لحياة المرأة في المجتمع، ويعرض قضاياها بشكل غير نمطي.

وأضافت أن الفيلم اللبناني يتميز بجودة الإخراج وأصالة الفكرة، فضلًا عن تناوله لقضايا الهوية والوطن عبر رمزية شجرة الأرز.

معايير الاختيار

وأشادت موريس بفيلم "أرزة" اللبناني، مؤكدة أنه يقدم عناصر إبداعية مميزة تجعله قريبًا من تحقيق تفاعل عالمي، خاصة إذا حظي بتوزيع سينمائي دولي واسع النطاق. 

وأشارت إلى أن التوزيع أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في حظوظ الأفلام العربية بسباق الأوسكار، إذ يساعد الانتشار الدولي على إيصال الفيلم إلى المصوتين من مختلف أنحاء العالم.

وأوضحت موريس أن معايير اختيار الأفلام لجوائز الأوسكار لا تعتمد فقط على جودة العمل الفني، بل تتطلب أيضًا أن يكون الفيلم متاحًا بشكل واسع في الأسواق العالمية، ليتمكن من الوصول إلى أكبر عدد من المصوتين. 

وأكدت أن غياب التوزيع الدولي الواسع قد يقلل من فرص الأعمال العربية في المنافسة مهما كانت قوتها الفنية.

وفي ختام حديثها، أعربت موريس عن أملها في أن يحظى أحد الأفلام العربية بمكانة بارزة في قائمة الأوسكار، مؤكدة أن تواجد فيلم عربي في هذا السباق العالمي يعد إنجازًا كبيرًا يعكس تطور السينما بالمنطقة.

السينما العربية تواجه تحديات

أعرب الناقد الفني طارق الشناوي عن رأيه حول فرص الأفلام العربية في الوصول إلى القائمة الطويلة لجوائز الأوسكار لعام 2024، قائلًا "إن السينما العربية قدمت أعمالًا استطاعت في الماضي تحقيق إنجازات مهمة على مستوى القائمة القصيرة، إلا أن هذا العام يبدو مختلفًا بسبب عدد من التحديات".

الأفلام الأوفر حظًا

وحول ترشيحات هذا العام، أعرب الشناوي عن أمله في أن يتمكن الفيلم المصري "رحلة 404" للمخرج هاني خليفة من تحقيق تواجد ضمن القائمة الطويلة، فيما رأى أن فيلم "أرزة" اللبناني يتمتع بفرص قوية للتواجد في القائمة الطويلة، بفضل مستواه الفني المميز والقضايا التي يتناولها، معتبرًا أنه الأقرب لتمثيل السينما العربية عالميًا.

وأشار إلى أن الفيلم المغربي "الجميع يحب تودا" للمخرج نبيل عيوش، عمل آخر يملك فرصة بارزة في المنافسة.

الجميع يحب تودا

أكد طارق الشناوي أن المعيار الأساسي لاختيار الأفلام في جوائز الأوسكار يعتمد بشكل رئيسي على الفن ذاته، مشيرًا إلى أن العمل الفني يجب أن يحمل رؤية مبدعة ومفاجئة قادرة على لفت أنظار لجنة التحكيم الدولية في الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون.

وأوضح الشناوي أن المحكم الأجنبي يبحث دائمًا عن عنصر الدهشة في الفيلم، وهو ما يدفعه للانحياز إلى عمل فني معين، مؤكدًا أن هذه الدهشة تتحقق عندما يقدم العمل رؤية حميمية ومتفردة ترتبط بواقع الدولة ومجتمعها، مع القدرة على نقل هذه الحالة عبر لغة سينمائية عالمية.

وأشار إلى أن السينما العربية تعاني من مشكلة في الجانب اللغوي السينمائي، إذ وصف السرد المستخدم في 90% من الأفلام العربية بأنه "قديم وعجوز"، مضيفًا أن أبجدية اللغة السينمائية تغيرت عالميًا، ما يتطلب من السينمائيين العرب تبني أساليب سرد حديثة ومبتكرة إذا أرادوا المنافسة على الساحة الدولية.

الأمل في الجيل الجديد

ورغم ذلك، أشاد الشناوي بوجود جيل جديد من المخرجين العرب الذين يقدمون أفلامًا تعكس نبضًا حديثًا في اللغة السينمائية. 

وأعرب عن تفاؤله بقدرة هؤلاء المخرجين على تغيير الصورة النمطية للسينما العربية وتحقيق نجاحات في المحافل الدولية، مثل جوائز الأوسكار، إذا استطاعوا تقديم أعمال تنبض بالجدة والإبداع، مؤكدًا أن السينما ليست مجرد سرد قصصي، بل هي لغة فنية متكاملة يجب أن تواكب التطورات العالمية. 

وأشار إلى أن مستقبل السينما العربية يكمن في قدرتها على تقديم أعمال تعبر عن واقعها برؤية إبداعية تحمل عنصر المفاجأة وتستخدم أبجدية سينمائية حديثة.