الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"سينما تدور".. الفن السابع بالمجان على ظهر شاحنة تطوف قرى تونس

  • مشاركة :
post-title
شاحنة تابعة لمشروع "سينما تدور" في تونس

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

مديرة المشروع: ظافر العابدين عرابًا للمبادرة.. ونهدف لتقديم عرض شهري في كل قرية

بينما تشهد تونس تقلصًا في عدد قاعات السينما، ظهر مشروع "سينما تدور" كفكرة مبتكرة تُعيد الروح إلى الفن السابع وتنشره في القرى والأحياء الشعبية. هذه المبادرة الثقافية الاستثنائية تعتمد على شاحنة متنقلة مجهزة بمقاعد وشاشة عرض لتقديم الأفلام مجانًا للمناطق المهمشة والمحرومة من فرصة مشاهدة السينما في قاعاتها التقليدية. "سينما تدور" ليست مجرد مشروع، بل هي نافذة أمل وتجربة فريدة تسعى إلى توسيع دائرة الثقافة السينمائية في كل زاوية من تونس.

شاحنة متنقلة بدلًا من قاعات السينما

لا يتجاوز عدد قاعات السينما 15 قاعة في أنحاء البلاد، جاءت فكرة "سينما تدور" لتكون حلًا عمليًا وسريعًا لإيصال الأفلام إلى الجمهور في المناطق النائية.

غفران، مديرة المشروع، تحدثت عن هذه المبادرة قائلة لموقع "القاهرة الإخبارية": "الشاحنة مجهزة بمئة مقعد، تحاكي قاعات السينما، وتتنقل بين المناطق المهمشة لعرض الأفلام على جمهور يعاني من قلة الأنشطة الثقافية".

وأضافت غفران: "بدأ المشروع استجابة للحاجة الملحة إلى قاعات عرض سينمائي، خاصة في المناطق البعيدة عن العاصمة، حيث يوجد تعطش كبير للثقافة والفن".

رحلة نحو المناطق المهمشة

طافت شاحنة "سينما تدور" عدة مناطق في تونس، مثل قابس، توزر، نفطة، وقفصة، وصولًا إلى حي هلال في العاصمة، أحد أكبر الأحياء الشعبية. ووصفت غفران ردود أفعال الجمهور قائلة: "غالبية من حضروا العروض لم يسبق لهم دخول قاعة سينما من قبل. المشاعر كانت مدهشة، إذ عبّر الحاضرون عن فرحتهم وكأنهم في قاعة سينما حقيقية".

وأضافت: "بلغ عدد الحضور أكثر من 15 ألف شخص، بينهم نحو 7200 شخص في منطقة نفطة وحدها، وغالبية العروض قُدمت مجانًا للمحتاجين".

مجانية العروض والتحديات المالية

أكدت غفران، أن "سينما تدور" تقدم معظم عروضها مجانًا أو مقابل رسوم رمزية لا تتجاوز 5 دنانير. ورغم النجاح الكبير، يواجه المشروع تحديات مالية كبيرة، إذ لا يحصل على أي دعم من وزارة الثقافة التونسية أو الجهات الحكومية، ويعتمد على التمويل الذاتي بالكامل. وتقول غفران: "نتمنى أن نحظى بدعم حكومي يساهم في توسعة نطاق المبادرة للوصول إلى مزيد من المناطق".

أفلام للجميع ورسائل هادفة

لا تقتصر العروض على الأفلام التونسية، بل تشمل أيضًا أفلامًا عالمية قديمة وحديثة تناسب جميع الفئات العمرية. وتوضح غفران: "هدفنا إيصال السينما إلى كل بيت وكل قرية، لنمنح الجميع فرصة للتفاعل مع هذا الفن الساحر".

ظافر العابدين.. داعم المبادرة

الفنان التونسي ظافر العابدين، المعروف بدعمه للمبادرات الثقافية، تبنى مشروع "سينما تدور" كعرّاب، حيث يروج له ويساهم في نشره دون تقديم دعم مادي مباشر، كشفت عن دوره قائلة: "ظافر العابدين هو عرّاب المشروع. هو لا يقدم تمويلًا ماديًا، لكنه يدعم الفكرة ويروّج لها بين مختلف الفئات. وجوده معنا ساعد في نشر المشروع بشكل أكبر".

سينما للجميع.. حلم مستمر

اختتمت غفران حديثها لموقع "القاهرة الإخبارية" مؤكدة أن الهدف النهائي للمشروع هو تقديم عرض سينمائي شهري في كل قرية تونسية، وتقول: "نتنقل يوميًا، باستثناء يوم الاثنين، لنمنح الجميع فرصة الانغماس في عوالم السينما، بغض النظر عن الظروف".

"سينما تدور" ليست مجرد شاحنة متنقلة؛ إنها رمز للأمل والتغيير الثقافي، تسعى إلى كسر العزلة عن الفن السابع، وتُثبت أن الإبداع قادر على الوصول حتى إلى أبعد المناطق، مانحًا الجميع فرصة تجربة السينما بكل جمالها وسحرها.