الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من بذرة إلى فنجان على الطاولة العالمية.. قصة نجاح القهوة الفيتنامية

  • مشاركة :
post-title
تتألق فيتنام كإحدى القوى الكبرى في إنتاج القهوة عالميًا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في عالم القهوة، حيث تُعتبر كل حبة حكاية، تتألق فيتنام كإحدى القوى الكبرى في إنتاج القهوة عالميًا، بدأت القصة قبل قرون في مرتفعات إثيوبيا، ومرت برحلة طويلة حتى أصبحت فيتنام اليوم ثاني أكبر منتج للقهوة في العالم.

هذه القصة ليست مجرد فصول من زراعة البن، بل هي شهادة على كيفية تحويل مورد زراعي إلى عامل رئيسي في الاقتصاد الوطني، وحسب تقرير لصحيفة "سريلانكا جارديان" يوضح عمق صناعة القهوة الفيتنامية.

جذور تاريخية لصناعة القهوة

بدأت زراعة القهوة في فيتنام في القرن التاسع عشر، حينما أدخل المستعمرون الفرنسيون إلى المنطقة صنف قهوة أرابيكا، التي ازدهرت بفضل المناخ الملائم والتربة الخصبة في المرتفعات الوسطى للبلاد. ومع مرور الزمن، برز صنف قهوة روبوستا كخيار أكثر انتشارًا، نظرًا لقدرته على تحمل الظروف المناخية القاسية وإنتاجيته العالية.

ورغم التحديات التي صاحبت الحقبة الاستعمارية في فيتنام، تطورت صناعة القهوة لتصبح رمزًا للفخر الوطني في البلاد، فقد تحولت فيتنام من مستهلك محلي للبن إلى لاعب أساسي في السوق العالمية، مع مساهمتها بنحو 95% من الإنتاج العالمي لقهوة روبوستا.

فرص للأسواق الناشئة

تمثل المرتفعات الوسطى، وبالأخص مقاطعة داك لاك، مركز صناعة القهوة الفيتنامية، وبفضل الجودة العالية والنكهة الجريئة، أصبحت قهوة روبوستا الفيتنامية الخيار المفضل للعديد من العلامات التجارية العالمية.

تقدم تجربة صناعة القهوة في فيتنام، دروسًا للدول النامية، من خلال التركيز على إضافة القيمة إلى المنتجات الزراعية، وتبني التكنولوجيا الحديثة، واستهداف الأسواق العالمية، يمكن تحقيق تقدم اقتصادي ملحوظ.

نجحت فيتنام في تحويل قهوة روبوستا، التي كانت تُعتبر أقل جودة مقارنة بأرابيكا، إلى منتج يتمتع بسمعة عالمية. يبرز هذا أهمية الاستثمار في الجودة وتطوير منتجات مبتكرة تواكب تطلعات الأسواق العالمية.

إن رحلة القهوة الفيتنامية من بذرة في التربة إلى فنجان على طاولة عالمية، تعكس الإمكانات الهائلة للزراعة عندما تُدار برؤية واستراتيجية، وتشكل الشركات في تلك الدولة دليلاً على أن الابتكار والجودة قادران على تحويل مورد محلي إلى منتج عالمي، وبالنسبة للدول التي تسعى إلى تطوير قطاعاتها الزراعية، تقدم تجربة فيتنام نموذجًا ملهمًا لتحقيق التنمية المستدامة والتنافسية العالمية.