حذرت دراسة جديدة من الإفراط في تناول العديد من المشروبات الشائعة، لارتباطها بمخاطر السكتة الدماغية.
وبينت الدراسة التي أجريت في جامعة جالواي بأيرلندا، أن تناول الكثير من المشروبات الغازية وعصير الفاكهة والقهوة يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل كبير، بحسب ما نقلته مجلة "نيوزويك".
وقال البروفيسور أندرو سميث، عالم الأوبئة في جالواي، لـ"نيوزويك"، إن أهم النتائج التي توصلوا إليها –في الدراسة- هي الروابط بين زيادة احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية مع تناول كميات كبيرة من القهوة أو المشروبات الغازية أو عصائر الفاكهة، بشكل متكرر.
وتحدث السكتات الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ، ما يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، وفي 87% من الحالات يكون ذلك بسبب جلطة دموية، تسمى السكتة الدماغية، ولكن يمكن أن يكون أيضًا بسبب نزيف في الدماغ، يُعرف باسم النزف داخل المخ.
ووجد الباحثون أن تناول الصودا –سواءً المُحلّاة بالسكر أو صناعيًا- يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 22%، ويزداد هذا الخطر بشكل حادٍ إذا شرب الشخص اثنين أو أكثر من المشروبات الغازية يوميًا.
ووجدوا أيضًا أن مشروبات الفاكهة ارتبطت بزيادة بنسبة 37% في فرصة الإصابة بنزيف داخل المخ، واثنان من هذه المشروبات يوميًا تضاعف هذا الخطر ثلاث مرات.
وقال "سميث" في بيان: "ليست جميع مشروبات الفاكهة متساوية.. عصائر الفاكهة الطازجة من المرجح أن تحقق فوائد، ولكن المشروبات المصنوعة من المركزات، مع الكثير من السكر والمواد الحافظة المضافة، قد تكون ضارة".
يبدو أن النساء يتأثرن بشكل خاص بعصير الفاكهة ومشروبات الفاكهة، إذ ارتبطن اللواتي تناولن المزيد من هذه المشروبات بزيادة خطر الإصابة بنزيف داخل المخ مقارنة بالرجال.
ووجد الباحثون أن الشاي والقهوة يرتبطان أيضًا بالتغيرات في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، حيث ارتبط شرب أكثر من أربعة فناجين من القهوة يوميًا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بأكثر من الثلث، ومع ذلك لم يرتبط تناول كمية أقل من القهوة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وقال سميث: "نحن نشجع الناس على الحد من تناول القهوة إلى أقل من أربعة فناجين يوميًا، أو تقليل تناول المشروبات الغازية وعصير الفاكهة أو المشروبات، وعند اختيار مشروب بارد، اختيار الماء قدر الإمكان".
ولم تكن جميع المشروبات التي درسها العلماء مرتبطة بزيادة فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية، بينما كان العكس صحيحًا بالنسبة للشاي، الذي ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنحو 20%.
وارتبط شرب ثلاثة إلى أربعة أكواب من الشاي الأسود يوميًا بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بـ29%، ونفس الكمية من الشاي الأخضر مع انخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 27%.
ومع ذلك، يبدو أن أولئك الذين أضافوا الحليب إلى الشاي يعوقون هذه الفائدة، إذ وجد الباحثون أن الشاي مع الحليب لا يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وكانت هناك أيضًا اختلافات اعتمادًا على المكان الذي يعيش فيه المشاركون في الدراسة، إذ -على سبيل المثال- كان الارتباط بين المشروبات الغازية ومخاطر السكتة الدماغية أقوى في شرق ووسط أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وفي الوقت نفسه، ارتبط الشاي بانخفاض فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية في الصين وأمريكا الجنوبية، لكنه ارتبط بفرصة أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية في جنوب آسيا.