بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، التزود بمنظومات تكنولوجية لنشرها بالضفة الغربية المحتلة، وسط تقارير عن استعدادات لتنفيذ عملية عسكرية أعمق في المنطقة، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، أن المنظومات التكنولوجية الجديدة التي يعتزم جيش الاحتلال الاستعانة بها في الضفة الغربية، تحتوي على أبراج مراقبة وآليات تسمح بإطلاق النار عن بعد، وأضافت أن المنظومات سينشرها جيش الاحتلال على مداخل المستوطنات ونقاط التماس لمنع التسلل إليها.
ويبدو أن جيش الاحتلال يسعى إلى تأمين المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، لعدم تكرار "عملية طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في المستوطنات بغلاف غزة في 7 أكتوبر 2023.
ويأتي ذلك وفق تقارير إسرائيلية كشفت أن جيش الاحتلال يعتزم شن عملية عسكرية أعمق للقضاء على حماس والجهاد في الضفة الغربية أيضًا، كما يحدث في غزة.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية، إن جيش الاحتلال يتوعد بملاحقة حماس في الضفة الغربية، وفقًا لاستراتيجية نتنياهو، التي بموجبها يتم تدمير كل تهديد بعد التهديد الذي يليه، موضحة: "يبدو أن جبهة الضفة ستصبح الجبهة الرئيسية في الحرب.. هناك مؤشرات على تصعيد وشيك محتمل".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، كثف جيش الاحتلال الاقتحامات العسكرية لمدن وقرى الضفة الغربية، تزامنًا مع تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين هناك، والتي أسفرت -وفق أحدث الإحصائيات- عن استشهاد أكثر من 600 فلسطيني في الضفة الغربية إلى جانب اعتقال المئات.
ويعمل المستوطنون واليمين المتطرف في إسرائيل، بقيادة وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، جاهدين على تنفيذ مخطط ضم الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل، من خلال التوسع في مصادرة أراضي الفلسطينيين والبناء الاستيطاني، إلى جانب إلغاء "الإدارة المدنية" وهي هيئة التنسيق مع السلطة الفلسطينية التي أنشأتها دولة الاحتلال في الضفة عام 1981.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، أعلن سموتريتش، مصادرة 23 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية المحتلة، في أكبر خطوة بهذا الحجم منذ اتفاقات أوسلو في العام 1993.
وتجدر الإشارة إلى أن سموتريتش هو الوزير الإسرائيلي المسؤول عن المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وقال في نوفمبر الماضي، إنه أصدر تعليماته إلى وزارته لبدء الاستعدادات لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المستوطنات في الضفة الغربية.
وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم"، مؤخرًا، عن خطة شاملة يعمل عليها مجموعة من القادة السياسيين ورؤساء المستوطنات الإسرائيلية، بهدف ضم كامل الضفة المحتلة وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من إسرائيل.
وتأتي هذه الخطة التي أعدها المجلس الإقليمي للمستوطنات "يشع" وأعضاء الكنيست اليمينيون في إطار استغلال ما يقولون إنه "نافذة الفرص" التي توفرها إدارة الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب، وتشمل إقامة 4 مدن جديدة، وتوسيع السيطرة الإسرائيلية على مناطق شاسعة، وتحويل المجالس المحلية إلى سلطات إقليمية.
وفقًا للقانون الدولي، فإن إسرائيل هي القوة المحتلة في كل أنحاء الضفة الغربية، والتي استولت عليها من الأردن في عام 1967. وقسمت اتفاقيات أوسلو المنطقة إلى ثلاث مناطق، تحدد مساحة السيطرة البلدية والأمنية التي تمارسها الحكومتان الإسرائيلية والفلسطينية. ويعيش نحو نصف مليون إسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية.