اتهمت السلطات البريطانية مترجمًا عَمِلَ في وزارة الخارجية لعقود من الزمن بإدارة موقع إلكتروني متهم بأنه جزء من شبكة عالمية تدفع بأجندة الحزب الشيوعي الصيني.
كان تشين شيرونج مترجمًا للزيارات الرسمية التي قام بها رؤساء صينيون إلى المملكة المتحدة منذ عام 1999، كما عمل كصحفي ومعلق على الشؤون الصينية في خدمة "بي بي سي" العالمية.
لكن تقريرًا من المقرر أن يُنشر الأسبوع المقبل من قِبل منظمة الشفافية البريطانية الصينية، يتهم المترجم بتشغيل موقع على شبكة الإنترنت يشكل جزءا من شبكة "الدعاية" الصينية، والقدرة على الوصول إلى واحدة من أقوى الإدارات الحكومية البريطانية.
يأتي ذلك الاتهام وسط مخاوف بشأن اختراق الحزب الشيوعي الصيني لأعلى مستويات الحياة العامة البريطانية، في أعقاب مزاعم بأن الأمير أندرو -شقيق الملك تشارلز الثالث- شكّل علاقة عمل وثيقة مع جاسوس صيني مزعوم يخضع للتحقيق من قِبل جهاز المخابرات البريطاني MI5.
شبكة صينية
حسب ما ذكر تقرير لصحيفة "التليجراف"، يستند التقرير إلى أدلة من شركة "مايكروسوفت"، التي اتهمت موقع Foremost4Media الإخباري -الذي يمتلكه تشين بمفرده- بأنه يشكل جزءًا من "شبكة عالمية مخفية لمواقع الأخبار التابعة للحزب الشيوعي الصيني" في عام 2023.
كما أشار قسم استخبارات التهديدات في الشركة إلى ذلك في تقرير عن "التهديدات الرقمية من شرق آسيا".
وتم تسمية موقع "تشين" على الإنترنت -الذي لم يعد متاحًا عبر الشبكة- من قبل شركة "مايكروسوفت" كجزء من شبكة تضم أكثر من 50 موقعًا إخباريًا غالبيتها باللغة الصينية "التي تدعم الهدف المعلن للحزب الشيوعي الصيني في أن تكون الصوت الموثوق لجميع وسائل الإعلام باللغة الصينية في جميع أنحاء العالم".
في تقريرها، قالت شركة البرمجيات العملاقة إن المواقع الخمسين أثارت ناقوس الخطر "لأنها تبدو وكأنها تشترك في نفس عناوينIP، وأكواد HTML، وتعليقات مطوري الويب، وواجهات برمجة التطبيقات، وكذلك نظام إدارة المحتوى من شركة تابعة مملوكة بالكامل لشركة China News Service".
وجاء في تقريرها: "نعتقد بثقة عالية أن هذه المواقع الإلكترونية تابعة للجبهة المتحدة التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني".
و"الجبهة المتحدة" هي منظمة حكومية صينية تهدف إلى زيادة نفوذ بكين في مختلف أنحاء العالم، غالبًا من خلال الاستعانة بالمغتربين؛ وتُوصف أحيانًا بأنها الذراع الخارجية للحزب الشيوعي الصيني.
نفي قاطع
في حين لم يُتهم "تشين" بارتكاب جرائم أو مخالفات، قال سام دونينج، من منظمة الشفافية البريطانية الصينية: "يسلط هذا الضوء على الحاجة الملحة للمملكة المتحدة إلى فهم أفضل للحزب الشيوعي الصيني، واليقظة بشأن عملياته في المملكة المتحدة".
كما وجدت المنظمة أن "تشين" مُدرج باعتباره "محررًا استشاريًا" في إصدارات China Report، وهي وسيلة إخبارية تنشرها China News Service؛ وفي عام 2019، حضر المنتدى العالمي للإعلام باللغة الصينية، وهو حدث نظمته وكالة أنباء الصين، في شيجياتشوانج.
وقال تشين لصحيفة "التليجراف" إنه كان على اتصال سابق بمكتب شؤون الصينيين المغتربين؛ لكنه ينفي وجود أي اتصال مع المكتب بعد اندماجه مع إدارة عمل الجبهة المتحدة عام 2018.
وأضاف: "لم يكن لدي أي اتصال مباشر مع أي شخص هناك منذ إعادة الهيكلة. لقد عشت في هذا البلد لأكثر من 34 عامًا. لقد أتيت إلى هنا في عام 1990 لتعلم الوسائط المتعددة في التعليم، ثم تم توظيفي من قِبل هيئة الإذاعة البريطانية العالمية. أعتبر المملكة المتحدة موطني الثاني".
وتابع: "كلما قمت بأعمال الترجمة الفورية لصالح وزارة الخارجية، فإنني أعمل كمترجم مستقل. وأنا ملتزم بسلوك جميع المترجمين. لقد بدأت هذا العمل عندما كنت أعمل لصالح هيئة الإذاعة البريطانية. وما أقوم به كمترجم لغوي منفصل عن أي شيء آخر أقوم به، فأنا أؤدي واجب المترجم الفوري".
ونفى المترجم الصيني علمه بأية إشارة من جانب شركة مايكروسوفت إلى موقعه "أنا أنفي ذلك تمامًا. لقد تم تسجيل مؤسستي في المملكة المتحدة، وأنا أعمل لحسابي الخاص. ولا علاقة لها بأية مؤسسات خارجية أو دول أخرى".