قالت مجلة "نيوزويك" إن بصمات الأصابع المأخوذة من لويجي مانجيوني، المتهم بقتل بريان طومسون، الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد" للرعاية الصحية، تتطابق مع تلك الموجودة على زجاجة مياه ملقاة بالقرب من مكان إطلاق النار.
ووفقًا لمصادر في جهات إنفاذ القانون، تم العثور على زجاجة المياه والهاتف المحمول في أحد أزقة مدينة نيويورك حيث يُزعم أن مانجيوني هرب بعد إطلاق النار؛ وهذه المطابقة الجنائية هي الرابط المباشر الأول الذي يربط مانجيوني بمسرح الجريمة.
كما كشف محامي لويجي مانجيوني، توماس ديكي، أن مكتبه تلقى عروضًا غير مرغوب فيها من "أفراد من عامة الناس" على استعداد لدفع تكاليف الإجراءات القانونية لموكله.
وقال ديكي لمراسلة شبكة CNN عندما سُئل عن الأمر: "وفقًا لفهم موظفيّ فإن الناس يفعلون ذلك"؛ مضيفًا أنه "على الأرجح" لن يقبل العروض.
ووجهت اتهامات إلى مانجيوني بالقتل، بعد أن ألقي القبض عليه يوم الاثنين بعد أن شوهد في أحد مطاعم ماكدونالدز في ألتونا بولاية بنسلفانيا.
ويقبع المشتبه به في سجن بولاية بنسلفانيا، حيث تم رفض طلب الإفراج عنه بكفالة، وهو يقاوم محاولات تسليمه إلى نيويورك لمواجهة المحاكمة، وهي العملية التي قد تستغرق أسابيع.
وفي منشورات مؤرشفة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتب مانجيوني عن التأثيرات "المدمرة" و"الوحشية" للعيش بحالة مزمنة ومؤلمة في الظهر تتطلب إجراء عملية جراحية.
وكانت والدة مانجيوني قد أبلغت شرطة سان فرانسيسكو عن اختفاء ابنها في 18 نوفمبر؛ وقالت كاثلين مانجيوني للشرطة، أثناء الإبلاغ عن اختفائه، إنها لم تسمع عن ابنها منذ الأول من يوليو، حسبما ذكرت صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل".
وأعربت الأم عن اعتقادها بأن مانجيوني لا يزال يعمل في سان فرانسيسكو، وقالت إن آخر مرة تحدثا فيها كان يعمل في موقع لشراء السيارات؛ لكن كشفت التحريات أن الموقع تم إغلاقه قبل عام.
غضب في المحكمة
واشتبك مانجيوني مع رجال الشرطة لفترة وجيزة وصاح بغضب أثناء مرافقته إلى محكمة في بنسلفانيا، الثلاثاء، مع ظهور صورة أكثر وضوحًا لدوافعه بعد يوم من انتهاء مطاردة ضخمة بعد اعتقاله.
والتفت مانجيوني (26 عامًا) نحو مجموعة من المراسلين وصاح: "هذا أمر غير منطقي على الإطلاق ويشكل إهانة لذكاء الشعب الأمريكي" قبل أن يدفعه رجال الشرطة بعيدًا، ولم يكن من الواضح ما الذي كان يشير إليه؛ وفق "رويترز".
وفي جلسة المحكمة، قال محامي الدفاع للقاضي إن مانجيوني سيعارض تسليمه إلى نيويورك، حيث يواجه اتهامات بالقتل وجرائم أخرى. وقد يؤدي هذا القرار إلى تأخير العملية لأسابيع، لكن من غير المرجح أن يمنع نقله في نهاية المطاف؛ ففي الوقت الحالي، سيظل مانجيوني في السجن في بنسلفانيا، حيث يواجه اتهامات بحيازة الأسلحة والتزوير.
وقال محاميه توم ديكي في مؤتمر صحفي إن مانجيوني يعتزم الدفع ببراءته من التهم المنسوبة إليه.
وكانت المزيد من الأدلة حول دوافع مانجيوني المحتملة بدأت تظهر بعد عثور الشرطة على بيان كتبه بخط اليد يقدم نظرة ثاقبة لعقليته عندما ألقي القبض عليه.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تقريرًا داخليًا لشرطة مدينة نيويورك قام بتحليل الوثيقة، وخلص إلى أن مانجيوني اعتبر القتل "ردًا مبررًا" على ما يعتقد أنه فساد في صناعة الرعاية الصحية. وبحسب الصحيفة، جاء في البيان: "لقد كان لهذه الطفيليات ما تستحقه بكل بساطة".
وفي الدفتر الذي عُثر عليه معه، كتب مانجيوني عن رغبته في استهداف مدير تنفيذي في مؤتمر بمسدس، وأعرب عن أن مثل هذه الطريقة مفضلة على وسائل أخرى -مثل جهاز متفجر أو قنبلة- حتى لا يتعرض الآخرون للأذى؛ كما نقلت شبكة NBC News عن مصدرين مطلعين على التحقيقات.