لا يزال المشتبه به باغتيال بريان تومسون، الرئيس التنفيذي لمجموعة التأمين الأمريكية الكبرى يونايتد هيلثكير، طليقًا بعدما تمكن من قتله خارج فندق هيلتون في وسط ولاية مانهاتن، قبل مؤتمر للمستثمرين، أمس الأربعاء.
وتجرى الآن عملية مطاردة واسعة لملثم مانهاتن من قبل العملاء الفيدراليين والشرطة الأمريكية، وبحسب شبكة "إي بي سي نيوز"، يبدو أن المحققين في القضية اقتربوا من تحديد هويته، بعدما قاموا بعمليات تفتيش واسعة لعدة مبانٍ.
تفاصيل الجريمة
كان المجني عليه براين تومسون، يستعد للمشاركة في مؤتمر للمستثمرين داخل الفندق الذي قتل أمامه، وتبين من التحقيقات أن المسلح الملثم كان يتربص بالضحية وحضر قبله بـ5 دقائق فقط، وانتظره أمام المبنى.
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه شبكة "سي إن إن"، لحظة اقتراب ملثم مانهاتن من تومسون في تمام الساعة 6:40 صباحًا، ثم وجّه مسدسه نحوه قبل أن يطلق النار عليه في صدره، ما دفع الضحية للسقوط على الفور، واقترب منه الملثم وأطلق عليه دفعة أخرى من الطلقات ولاذ بعدها بالفرار.
تحقيقات الشرطة
وكشف رئيس قسم التحقيقات في شرطة نيويورك لشبكة "سي بي إس نيوز" عن أن الجاني فر سيرًا على الأقدام إلى زقاق بعد إطلاق النار، إذ عُثر على هاتف خاص به، ثم فر على متن دراجة كهربائية، وشوهد آخر مرة وهو يقود دراجته إلى سنترال بارك.
ومن ضمن الأدلة التي عثروا عليها تمكنهم من استعادة زجاجة مياه وغلاف حلوى من المنطقة التي كان ينتظر فيها الضحية، ويتعاون الآن مكتب التحقيقات الفيدرالي مع محققي الشرطة لاسترجاع بيانات الهاتف الذي يعتقد أنه يعود للملثم.
وعثر المحققون أيضًا في وقت لاحق على كتابات على أغلفة الرصاص التي عُثر عليها في مكان الحادث الذي قُتل فيه تومسون، ومكتوب عليها "ينكر" و"يدافع" و"يعزل"، إذ يعملون الآن على تحديد ما إذا كانت هذه الكلمات بمثابة رسالة من مطلق النار وتلميحًا إلى دوافعه من عدمه.
ليس محترفًا
وتعد النظرية السائدة بين المحققين في الوقت الحالي، هي أن إطلاق النار تم بواسطة شخص ليس قاتلًا محترفًا لأنه ارتكب أخطاء كثيرة، مشيرين إلى أن المأجورين لا يحملون عادةً هواتف محمولة إلى أهدافهم، وأن الطلقات أُطلقت من مسافة تعتبر "بعيدة للغاية" عن الضحية، بحسب بي بي سي نيوز.
وتركز السلطات الأمريكية على صورة لملثم مانهاتن التقطتها كاميرا مراقبة في فرع ستاربكس بالمنطقة قبل إطلاق النار مباشرة، وعلى الرغم من أن القناع يغطي معظم وجهه، إلا أن ما يظهر في الصورة يكفي لجعل المحققين يستخدمون برنامج التعرف على الوجه لمحاولة العثور على تطابق.
صراع شخصي
وفي هذه المرحلة، يحاول المحققون تحديد ما إذا كان تومسون مستهدفًا بسبب نوع ما من الصراع الشخصي أو نتيجة لعمله كمدير تنفيذي لشركة تأمين، وبحسب الشرطة يبدو أن القاتل كان لديه بعض المعرفة بجدول تومسون، وأنه سيصل فندق هيلتون قبل وقت طويل من بدء اجتماع الشركة.
ويعمل المحققون الآن أيضًا على تحديد المحادثات والتحركات الأخيرة التي أجراها تومسون، كما فتشوا الغرفة التي كان يقيم فيها، ويقومون الآن بإجراء مقابلات مع زملاء تومسون وعائلته بشأن أي تهديدات محددة محتملة.
من جانبها؛ كشفت أرملته لشبكة "إي بي سي نيوز"، أن بريان تومسون، كان يتلقى تهديدات من بعض الأشخاص تتعلق بضعف التغطية الطبية، وأكدت أسرته في بيان أنهم شعروا بالصدمة، بسبب وفاته المأساوية، إذ كان يعرف بأنه رجل مستقيم وأب محب لأبنائه.
ادعاءات الاحتيال
وبدأ تومسون عمله في شركة التأمين الصحي، عام 2004، وشغل العديد من الأدوار القيادية، بما في ذلك منصب الرئيس التنفيذي لقسم البرامج الحكومية في الشركة، قبل أن يرتقي إلى منصب الرئيس التنفيذي، أبريل 2021.
وحقق أكثر من 10 ملايين دولار للشركة العام الماضي، وفي عام 2022، حقق 9.8 مليون دولار، بينما في عام 2021 حقق 9.6 مليون دولار، وكان تومسون يواجه اتهامات بعدما رفع صندوق معاشات دعوى قضائية جماعية ضده.
وزعمت القضية المرفوعة، مايو 2024، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، أنه باع 15 مليون دولار من أسهمه بطريقة احتيالية عندما علم أن الشركة تخضع للتحقيق، وبحث المسؤولون ما إذا كانت الشركة قد انتهكت قانون مكافحة الاحتكار الأمريكي.