طوت الفصائل السورية صفحة حكم بشار الأسد وعائلته التي استمرت لأكثر من خمسة عقود، وأعلنوا اليوم الأحد سقوط النظام السوري بعد تقدم عسكري مباغت وغير مسبوق قادهم إلى قلب العاصمة دمشق.
فبينما انطلقت الاحتفالات في الشوارع، كان العالم يترقب كيف تحوّل الحراك الشعبي عام 2011 إلى انتصار للفصائل السورية بعد سنوات من الحرب المتجمدة.
حلب تُشعل الشرارة
27 نوفمبر:
انطلقت شرارة الهجوم من محافظة حلب، حيث شنّت الفصائل السورية هجومًا مباغتًا على مواقع الجيش السوري. وقُتل أكثر من 130 شخصًا خلال 24 ساعة فقط، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وسيطرت الفصائل السورية تدريجيًا على أجزاء واسعة من إدلب، حلب، وحماة.
28 نوفمبر:
وسط سياق إقليمي مضطرب، مع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في لبنان المجاور، تمكنت الفصائل السورية من قطع الطريق السريع الاستراتيجي بين حلب ودمشق، مما شكل ضربة قوية لقوات الأسد.
حلب خارج قبضة النظام
29-30 نوفمبر:
بعد قصف مكثّف لمناطق سيطرة النظام في حلب، اجتاحت الفصائل السورية المدينة الشمالية في عملية خاطفة، وأُعلن أن حلب خرجت عن سيطرة النظام لأول مرة منذ أكثر من عقد، وسط غارات روسية هي الأولى من نوعها منذ عام 2016.
واستولت الفصائل السورية على أكثر من 80 بلدة وقرية في الشمال خلال 48 ساعة، ما أثار قلقًا دوليًا تجسد في اتصالات دبلوماسية مكثفة بين روسيا، إيران، وتركيا.
وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيريه الإيراني والتركي معربًا عن القلق إزاء التصعيد "الخطير" للأعمال العدائية، وتوجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دمشق للقاء الأسد، وقال قبل مغادرته إن طهران "ستدعم بقوة الحكومة والجيش السوريين".
دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى "خفض التصعيد"، وحثوا على حماية المدنيين والبنية التحتية في سوريا.
حماة وحمص.. طريق مفتوح نحو دمشق
2 ديسمبر
تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بتقديم "الدعم غير المشروط" لحليفهما، بحسب الكرملين.
5 ديسمبر: بعد معارك شرسة، سيطر الفصائل السورية على مدينة حماة، رابع أكبر مدينة في سوريا. وأعلن أبو محمد الجولاني، أن الهدف الأساسي هو إسقاط الأسد، مؤكدًا أن الهجوم لن يتوقف.
7 ديسمبر: شهدت مدينة حمص، الملقبة بـ"عاصمة الثورة"، سيطرة كاملة من قبل الفصائل السورية، ما جعل الطريق إلى دمشق مفتوحًا أمامهم. وأعلنت الأمم المتحدة نزوح 280 ألف شخص، محذرة من احتمال ارتفاع العدد إلى 1.5 مليون.
دمشق.. نهاية حقبة الأسد
8 ديسمبر: انسحبت القوات النظامية وقوات الأمن من مطار دمشق الدولي، وسط تقارير عن مغادرة الأسد للبلاد، مع دخول الفصائل السورية إلى العاصمة، أعلنوا رسميًا سقوط النظام.
خرج السكان إلى الشوارع للاحتفال، بينما صرّح رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي باستعداده للتعاون مع أي قيادة جديدة تُختار شعبيًا.
سقوط دمشق يفتح فصلًا جديدًا في التاريخ السوري، حيث يقف الشعب أمام تحديات بناء دولة من أنقاض حرب طويلة الأمد. هل ستكون هذه الخطوة بداية الاستقرار، أم أنها مجرد نقطة تحول في صراع مستمر؟