في صباح يوم الثامن من ديسمبر 2024 كُتبَ في التاريخ السوري فصل جديد، بعدما اجتاحت مشاهد غير مسبوقة وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر سكان دمشق يدخلون قصر الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بحرية لم تكن متاحة لهم من قبل.
ومع أصوات التكبير وإطلاق النار في الخلفية في مشاهد وثقتها كاميرات وسائل الإعلام المختلفة، بدت هذه اللحظة تجسيدًا لانتصار الفصائل السورية، إذ تحولت قصور السلطة المطلقة إلى معالم لحكايات ترسم نهاية حكم دام أكثر من خمسة عقود، وتكشف مشاهد تعبّر عن تحولات سياسية واجتماعية عميقة.
اقتحام القصر الرئاسي
مع سيطرة الفصائل السورية على العاصمة دمشق، بدأ السكان المحليون يتدفقون إلى القصر الرئاسي الشهير في جبل المزة، الذي طالما كان رمزًا لهيمنة عائلة الأسد.
صور عائلية ملقاة على الأرض، سيارات فاخرة مكدسة في الموقف، وغرف استقبال محروقة؛ كلها مشاهد تختزل انهيار نظام كان يبدو راسخًا لسنوات.
من بين أروقة القصر، سُمعت هتافات "الله أكبر"، بينما كان البعض يوثق اللحظة، وآخرون يبحثون عما يمكنهم حمله معهم، وكأنهم يستردون رموزًا مسلوبة من حياتهم اليومية.
إعلان سقوط النظام
في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، أعلنت الفصائل السورية السيطرة على دمشق وسقوط نظام الأسد، في بيان متلفز أثار دهشة المراقبين. تضمن الإعلان الإفراج عن السجناء السياسيين الذين كان يُحتجزون في ظروف قاسية.
وفي لحظة درامية، ظهر رئيس الوزراء السوري مؤكدًا استعداده للتعاون مع القيادة الجديدة، بينما يُقتاد من مقر إقامته من قِبل مسلحين.
وبدأت الأحداث المتسارعة منذ أكثر من أسبوع، عندما شنت الفصائل السورية هجومًا مفاجئًا على مناطق سيطرة النظام في محافظة حلب. كان هذا الهجوم الأكبر منذ أربع سنوات، حيث فقد جيش النظام السيطرة على مدينة حلب بالكامل.
قصور الأسد.. رموز تتهاوى
لم يكن القصر الرئاسي في دمشق الوحيد الذي سقط بيد الفصائل السورية فقد شهدت الأيام الماضية اقتحام العديد من قصور الأسد في مدن سورية أخرى. أبرزها قصر الضيافة في حلب، الذي تحول إلى رمز آخر لانهيار سلطة الأسد.
بعد إعلان سقوط النظام، يبقى المشهد السوري مفتوحًا على احتمالات واسعة. كيف ستتشكل القيادة الجديدة؟ وهل ستتمكن الفصائل السورية من الحفاظ على وحدة البلاد وسط تحديات سياسية وإنسانية هائلة؟
فدمشق اليوم تستعد لصفحة جديدة من تاريخها، حيث يتنفس شعبها الصعداء، وسط تساؤلات عما يحمله المستقبل.