الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أسبوع احتفالات باريس.. نوتردام تفتح أبوابها للعالم من جديد

  • مشاركة :
post-title
الأضواء تزين كاتدرائية نوتردام استعدادا لانطلاق مراسم حفل الافتتاح

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

بعد خمس سنوات من المُعاناة والعمل المُتواصل، تستعد العاصمة الفرنسية باريس لاستعادة قلبها النابض، كاتدرائية نوتردام، التي شهدت حريقًا مدمرًا في أبريل 2019".

لحظة تاريخية بحضور دولي مهيب

وتبدأ مراسم إعادة افتتاح الصرح التاريخي العريق، الذي يمتد عمره لأكثر من 860 عامًا، اليوم ، حيث تشهد الكاتدرائية حدثًا استثنائيًا يجمع نخبة من قادة العالم.

وبسبب الأحوال الجوية غير المواتية، تقرر نقل جميع فعاليات الافتتاح إلى داخل الكاتدرائية، في تغيير للخطط الأصلية التي كانت تتضمن عروضًا على الساحة الخارجية، بحسب صحيفة "إكسبريس".

يبدأ المشهد بلحظة رمزية قوية، حيث يتقدم رئيس أساقفة باريس، لوران أولريش، نحو الباب المغلق للكاتدرائية، حاملًا عصاه الرعوية.

وفي طقس تقليدي مؤثر، يقوم بطرق الباب، لتنطلق من داخل الكاتدرائية بعض الصلوات، في حين يتكرر هذا المشهد ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة، تُفتح الأبواب الضخمة، مُعلنة عودة الحياة إلى هذا الصرح المقدس.

وتكشف إكسبريس عن قائمة مذهلة من الحضور الدولي، تضم 35 من رؤساء الدول والحكومات، بينهم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وملك بلجيكا فيليب، ورئيسا جمهوريتي الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأمير موناكو ألبير الثاني.

يضاف إليهم مجموعة من كبار المسؤولين والمانحين الذين ساهموا في عملية الترميم.

ليلة استثنائية

في مشهد يعكس خصوصية العلاقة بين الدولة والكنيسة في فرنسا، يلقي الرئيس إيمانويل ماكرون كلمته خارج الكاتدرائية، متحدثًا عن "فن أن تكون فرنسيًا" في لحظة تمتزج فيها السياسة بالثقافة والتاريخ.

وتسبق كلمته قراءة نص أدبي للشاعر الفرنسي لوي أراجون، يقدمه الممثل المسرحي إيريك روف، تليها مقطوعة موسيقية يؤديها الأخوان رينو وجوتييه كابوسون.

وتتوج الليلة بحفل موسيقي ضخم يبدأ في التاسعة والنصف مساءً، تنظمه القناة التلفزيونية الفرنسية وإذاعة فرنسا.

ويجمع الحفل نخبة من المواهب العالمية، يتقدمهم عازف البيانو الصيني الشهير لانج لانج، إلى جانب فنانين بارزين مثل كلارا لوسياني وفياني وجارو وأنجيليك كيدجو، في مزيج فريد يجمع بين الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة.

بداية عهد جديد

يشكل يوم الثامن من ديسمبر منعطفًا تاريخيًا آخر، إذ يقام أول قداس عام في الكاتدرائية المرممة.

وتنقل إكسبريس تفاصيل هذا الحدث الاستثنائي الذي يجمع 170 أسقفًا من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى ممثل عن كل أبرشية من أبرشيات باريس البالغ عددها 106، وممثلين عن الكنائس الكاثوليكية الشرقية السبع.

ويمتد برنامج الاحتفالات على مدار أسبوع كامل، يتضمن فعاليات متنوعة تعكس الأهمية الروحية والثقافية للكاتدرائية، ففي الحادي عشر من ديسمبر، تفتح الكاتدرائية أبوابها لاستقبال سكان الحي والتجار المحليين، قبل أن تحتفل في اليوم التالي بعيد سيدة جوادالوبي.

أما الثالث عشر من الشهر، فيشهد لحظة روحية مميزة مع عودة تاج الشوك المقدس إلى موقعه في الكاتدرائية.

النظام الجديد

وفقًا لإكسبريس، تبدأ الكاتدرائية في استقبال الزوار بشكل منتظم اعتبارًا من السادس عشر من ديسمبر، حيث تفتح أبوابها يوميًا من الساعة 7:45 صباحًا حتى السابعة مساءً.

غير أن الستة أشهر الأولى ستشهد نظامًا خاصًا للزيارات، حيث يقتصر الدخول على الزوار الأفراد والمصلين، بينما يتعين على المجموعات السياحية الانتظار حتى ما بعد عيد العنصرة في التاسع من يونيو 2025.

وتؤكد المصادر الفرنسية أن جميع المواعيد المخصصة للزيارات خلال فترة الافتتاح نفدت خلال ساعات من إتاحتها، مما يعكس الاهتمام العالمي الكبير بهذا الحدث التاريخي.

وستستمر الاحتفالات والفعاليات الخاصة في الكاتدرائية حتى يونيو 2025، لتشكل سلسلة متواصلة من الأنشطة الثقافية والدينية التي تحتفي بعودة هذا المعلم التاريخي العظيم.