تتجه أنظار العالم نحو العاصمة الفرنسية باريس، التي تستعد لاستضافة حدث تاريخي بارز غدًا السبت 7 ديسمير، إذ تفتح كاتدرائية نوتردام التاريخية أبوابها من جديد، في حفل مهيب يجمع نخبة من قادة العالم وأبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية العالمية.
وكشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن تفاصيل هذا الحدث الاستثنائي الذي يشهد مشاركة أكثر من 1500 شخصية مرموقة، في مشهد يعكس الأهمية العالمية للكاتدرائية التاريخية.
المشهد السياسي والدبلوماسي
كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية- وفقًا للصحيفة- عن ترتيبات استثنائية لاستقبال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في أول زيارة خارجية له منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية.
ويصطحب ترامب معه وفدًا ضخمًا يضم 150 شخصية أمريكية بارزة، ما يضع تحديات لوجستية وبروتوكولية غير مسبوقة أمام المنظمين.
وفي المقابل، اعتذرت السيدة الأولى الأمريكية جيل بايدن عن تمثيل زوجها الرئيس جو بايدن الذي سبق أن اعتذر عن عدم الحضور.
وفي سياق متصل، تشير التوقعات إلى احتمال كبير لحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطوة تعكس البعد السياسي للحدث.
وأكدت المصادر الدبلوماسية للصحيفة أنَّ زيلينسكي "لديه رغبة قوية في الحضور، والاحتمالات تشير إلى مشاركته في الحفل".
ويأتي هذا في وقت أعلنت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اعتذارها عن عدم الحضور، في غياب لافت للنظر.
حضور ملكي
يشهد الحدث حضورًا ملكيًا وأميريًا لافتًا، إذ يشارك ملك وملكة بلجيكا وملك إسبانيا، إلى جانب ملكة النرويج سونيا هارالدسن والأمير ألبرت الثاني.
وفي المقابل، سجل الحدث غيابًا مؤثرًا للملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة كاميلا التي تعاني من التهاب رئوي فيروسي، بحسب الصحيفة.
ويمثل العائلة الملكية البريطانية الأمير ويليام منفردًا، إذ أعلن قصر كينسينجتون أن زوجته كيت لن ترافقه في هذه المناسبة.
ومن العالم العربي، يبرز حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما سيمثل المملكة المغربية الأمير مولاي رشيد، شقيق الملك محمد السادس.
ويضاف إلى قائمة الحضور الملكي هنري دوق لوكسمبورج وزوجته ماريا تيريزا، في تأكيد على الطابع العالمي للحدث.
إيلون ماسك وقصة الجدل
أثار حضور الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، جدلًا واسعًا في الأوساط الفرنسية، إذ كشفت "لوفيجارو" أن ماسك -المعروف بدعمه القوي لترامب- سيكون ضمن الوفد الأمريكي المرافق للرئيس.
وسبق أن أثار ماسك استياء القصر الرئاسي الفرنسي بنشره صورًا غير مصرح بها من داخل الكاتدرائية على منصته "إكس"، في خرق واضح للبروتوكول المتبع وقبل ساعات فقط من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للموقع.
الحضور الإفريقي والأوروبي
يشهد الحدث مشاركة واسعة من القارة الإفريقية، إذ تأكد حضور كل من الرئيس ديني ساسو نجيسو من جمهورية الكونغو برازافيل، والرئيس فيليكس تشيسيكيدي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، والرئيس بريس أوليجي أنجيما من الجابون.
وعلى الصعيد الأوروبي، يشارك الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، بالإضافة إلى رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي والرئيس البولندي أندريه دودا.
ويمثل هذا التجمع العالمي في قلب باريس لحظة تاريخية فارقة في مسيرة الحفاظ على التراث العالمي، إذ تعود كاتدرائية نوتردام، التي تعرضت لحريق مدمر في عام 2019، إلى الحياة من جديد.
ويعكس حجم المشاركة الدولية وتنوعها الأهمية الاستثنائية التي تحظى بها الكاتدرائية كرمز ثقافي وحضاري عالمي، وقدرة المجتمع الدولي على التعاون في حماية وإحياء التراث الإنساني المشترك.
وتواجه السلطات الفرنسية تحديات غير مسبوقة في تنظيم هذا الحدث الضخم، خاصة مع الحجم الكبير للوفود المشاركة والإجراءات الأمنية المشددة المطلوبة لتأمين هذا العدد الكبير من الشخصيات المهمة.