الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عفو رئاسي استباقي.. هل يحمي بايدن خصوم ترامب من الملاحقة؟

  • مشاركة :
post-title
جو بايدن ودونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن مداولات جدية يشهدها البيت الأبيض حاليًا لدراسة إمكانية إصدار الرئيس جو بايدن عفوًا رئاسيًا استباقيًا لمجموعة من الشخصيات البارزة التي انتقدت الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى حمايتهم من أي ملاحقات محتملة بعد توليه مقاليد السلطة في يناير المقبل.

ونقلت الصحيفة، عن مصادر مطلعة، أن هذه المشاورات تأتي وسط مخاوف متزايدة من توجه انتقامي محتمل للإدارة الأمريكية القادمة.

عفو استباقي

تفيد التفاصيل التي كشفت عنها صحيفة "ذا هيل" بأن النقاشات حول العفو الاستباقي المحتمل تجري على أعلى المستويات في البيت الأبيض، ويشارك فيها كبار المستشارين وفريق المكتب القانوني للرئاسة الأمريكية.

وأوضحت المصادر أنَّ بايدن نفسه تطرق إلى هذا الموضوع في اجتماعات مع فريقه الرئاسي، ما يعكس جدية التوجه نحو دراسة هذا الخيار غير المسبوق في تاريخ السياسة الأمريكية المعاصر.

وتجدر الإشارة إلى أنه رغم عدم وجود قائمة رسمية نهائية بالأسماء المرشحة للعفو الاستباقي، إلا أن البيت الأبيض يتلقى طلبات متزايدة من شخصيات تعبر عن مخاوفها من استهدافها مستقبلًا، خاصة في ظل التصريحات العلنية لمقربين من ترامب حول نيتهم "تصفية الحسابات" مع معارضيه.

شخصيات بارزة

وفقاً لـ"ذا هيل"، تضم قائمة الشخصيات المحتمل شمولها بالعفو الرئاسي الاستباقي عددًا من الأسماء البارزة في المشهد السياسي الأمريكي، على رأسهم السيناتور الديمقراطي المنتخب آدم شيف، الذي قاد جهود مساءلة ترامب في الكونجرس، والنائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني، التي عارضت بشدة مزاعم ترامب حول تزوير انتخابات 2020، إضافة إلى الدكتور أنتوني فاوتشي، المستشار الطبي السابق للبيت الأبيض، الذي دخل في مواجهات علنية مع ترامب خلال أزمة جائحة كورونا.

ويزداد القلق في الأوساط السياسية الأمريكية مع إعلان ترامب عن نيته تعيين شخصيات مقربة منه في مناصب حساسة، مثل ترشيح كاش باتيل لرئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالي، وبام بوندي لمنصب وزير العدل.

وأثارت هذه الترشيحات مخاوف جدية نظرًا لتصريحات هؤلاء المرشحين السابقة حول رغبتهم في "محاسبة" معارضي ترامب.

إجراء نادر

ويأتي التفكير في العفو الاستباقي متزامنًا مع انقسام حاد غير مسبوق بالمشهد السياسي الأمريكي، وأوضحت "ذا هيل" أن البيت الأبيض يدرس بعناية التداعيات القانونية والسياسية لمثل هذه الخطوة، خاصة أن العفو الاستباقي يعد إجراءً نادرًا في التاريخ الأمريكي، ولم يستخدم بشكل واسع إلا في حالات استثنائية، أبرزها العفو الذي أصدره الرئيس جيرالد فورد للرئيس السابق ريتشارد نيكسون.

وفي سياق متصل، يمكن فهم قرار الرئيس بايدن الأخير بإصدار عفو رئاسي كامل عن نجله هانتر في إطار هذه المخاوف المتزايدة، إذ أوضح البيت الأبيض أنَّ هذا القرار جاء استباقًا لما يعتقد أنه سيكون حملة انتقامية من قبل إدارة ترامب القادمة، مشيرًا إلى أن بايدن يؤمن بأن الجمهوريين لن يتوقفوا عن استغلال قضية ابنه سياسيًا.