في حين أن كوريا الجنوبية هي واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، وبينما أبدى الفريق الاقتصادي الجديد لترامب قلقًا بشأن العجز التجاري المتزايد بين البلدين؛ لفت تقرير لموقع "أكسيوس" إلى أن "اليوم الدرامي الذي تشهده كوريا الجنوبية من شأنه أن يزيد الضغوط على إدارة ترامب القادمة" لإيجاد حل لعلاقة تجارية متوترة بالفعل، لكنها بالغة الأهمية من الناحية الاستراتيجية.
وفي الوقت الحالي، أصبحت الولايات المتحدة تستورد من كوريا الجنوبية أكثر بكثير مما تصدره إليها، "وهي علامة حمراء كبيرة (إنذار) للرئيس القادم"، حسب التقرير.
فبينما اهتزت كوريا الجنوبية، أمس الثلاثاء، بإعلان الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية وتراجعه عن القرار بعد ساعات، وتحرك برلمان البلاد لعزله مؤقتًا من منصبه في انتظار المحاكمة؛ تتعقد هذه القضايا الاقتصادية بسبب العلاقات العسكرية العميقة والحيوية إقليميًا بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
عقب الاضطرابات التي شهدتها كوريا الجنوبية، انخفض "الوون" إلى أدنى مستوى له في عدة سنوات مقابل الدولار، كما انخفضت صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بالشركات الكورية، على الرغم من انتعاشها بعد أن هدأت الأزمة.
وذكرت تقارير أن المسؤولين الأمريكيين لم يكن لديهم علم مسبق بالإعلان في دولة تستضيف نحو 30 ألف جندي أمريكي.
كوروس
كانت إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، المعروفة باسم "كوروس"، أولوية خلال إدارة ترامب الأولى، وكان المسؤول التجاري الذي قاد تلك المحادثات، هو جيميسون جرير، الممثل التجاري القادم للولايات المتحدة، لكن، يلفت التقرير إلى أنه "منذ إعادة التفاوض على قانون كوروس، أصبح العجز أسوأ ".
ونقل "أكسيوس" عن روبرت أوبراين، آخر مستشار للأمن القومي في عهد ترامب، إن "اتفاقية التجارة الحرة التي تفاوض عليها الرئيس ترامب كانت إنجازًا مميزًا لإدارته. لقد نجحت بشكل جيد للغاية بالنسبة لكوريا الجنوبية، ومن الصعب أن نقول كيف نجحت بالنسبة لنا".
وشهدت الصادرات الكورية إلى الولايات المتحدة ازدهارًا كبيرًا، على رأسها السيارات وأجزاء السيارات، وسط تغييرات التعريفات الجمركية.
مع هذا، لفت التقرير إلى أن العجز التجاري ليس بالضرورة أمرًا سيئًا "فقد أشار خبراء الاقتصاد منذ فترة طويلة إلى الفوائد التي تعود على الإنتاجية والاقتصاد من انخفاض أسعار السلع والاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة؛ لكن الأمر يصبح صعبًا في ظل نفور ترامب من العجز التجاري من حيث المبدأ".
وأكد التقرير أن من بين القضايا المعقدة التي سيتعين على ترامب مواجهتها، تكلفة الحفاظ على القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، وتزايد الاستثمار الأجنبي المباشر من جانب التكتلات الكورية في قطاع التصنيع في الولايات المتحدة، وكذلك احتمال فرض قواعد تنظيمية على الطراز الأوروبي على بعض الشركات الرقمية وهو ما لن تتسامح معه الإدارة حقا".
واختتم التقرير: "خلاصة القول، إن الأولوية المحتملة لترامب أصبحت الآن أكثر تعقيدًا مما توقعه أي شخص".