عاد الحديث عن العلاقات بين سوريا وتركيا، خاصة في ظل التوتر الذي شهده شمال غرب سوريا خلال الأيام السابقة، لتعود من جديد محط اهتمام الجانب التركي، الذي جدد دعواته لعقد لقاء بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره بشار الأسد.
غير مشروطة
وفقًا لصحيفة "جمهوريت"، دعا رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي، والحليف الأول للرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، الرئيس السوري بشار الأسد إلى إجراء محادثات غير مشروطة مع الرئيس التركي، في ظل احتدام المعارك التي تشهدها سوريا بين قوات الجيش والفصائل المسلحة.
وأكد "بهتشلي" في الاجتماع الأسبوعي لحزبه في البرلمان التركي، على أهمية وحدة الأراضي السورية، قائلًا: "إن احترام الوحدة السياسية والإقليمية للجمهورية العربية السورية أمر أساسي بلا شك. والتفكير بخلاف ذلك هو أمر سخيف".
وفي معرض حديثه عما حدث في سوريا أضاف: "في الواقع أصبحت سوريا دولة مقيّدة بين دمشق واللاذقية، حيث أصبح ثلثا أراضيها خارج السيطرة، وسيادتها مصابة بجروح خطيرة، وبقاؤها معلق بخيط رفيع".
موقف ثابت للأسد
وانتقد "بهتشلي" إحجام الرئيس السوري عن التعامل مع تركيا، قائلًا: "لقد تجاهل الأسد يد تركيا الممدودة، وأدار أذنه لدعوات المصالحة والحوار"، مضيفًا أن "رئيس الدولة التي عانت من الاستيلاء على الأراضي والهزائم العسكرية والزلازل المدمرة لا يزال يحاول الحفاظ على كرامة ظاهرية"، بحسب وصفه.
كما انتقد "بهتشلي" موقف الأسد وتمسك حزب البعث الحاكم في سوريا، على شروطه بالانسحاب التركي من الأراضي السورية. وقال: "إن حوار الأسد مع تركيا دون شروط مسبقة هو لصالحه وبلده"، مضيفًا: "نتمنى أن تستعيد سوريا، التي لنا معها أطول حدود، الاستقرار".
وذكر "بهتشلي" أنه يجب أن يتم الحوار بين تركيا وسوريا دون تدخل أطراف أخرى، مؤكدًا على تركيا في عودة السوريين إلى ديارهم.
كان أردوغان تحدث في وقت سابق عن إمكانية تطبيع العلاقات مع سوريا، وأشار إلى عدم وجود أي عائق لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مؤكدًا أن أنقرة لا تسعى للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
رغبة تركية
وفي سبتمبر الماضي، اقترح الرئيس التركي لقاء نظيره السوري بشار الأسد في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79، من أجل عودة العلاقات بين البلدين.
وقال "أردوغان"، خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول: "طلبنا لقاء بشار الأسد من أجل عودة العلاقات بين تركيا وسوريا.. ونحن الآن ننتظر الرد من الطرف الآخر"، وأشار إلى أن أنقرة ودمشق "يمكنهما اتخاذ خطوات مشتركة لضمان السلام والاستقرار في جميع أنحاء الأراضي السورية".
وفي وقت سابق، ظهرت معلومات عن لقاء محتمل بين الأسد وأردوغان، إذ ذكرت صحيفة "حرييت" التركية، نقلًا عن مصادر، أن "مثل هذا الاجتماع كان متوقعًا، في شهر أغسطس الماضي في العاصمة العراقية بغداد"، كذلك، أشارت وسائل إعلام أخرى إلى أن "المفاوضات قد تتم في موسكو"، وفي أوائل أغسطس الماضي، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، أن الجانب الروسي مستعد لاستضافة الاجتماع.
وبعد زيارة "الأسد" لروسيا في يوليو الماضي، ولقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تردد أن اللقاء بين تركيا وسوريا سيعقد في العاصمة الروسية موسكو، الأمر الذي سرعان ما نفاه الجانبان.
كذلك، قال "الأسد" إنه لا يمكنه الاجتماع مع "أردوغان" إلا إذا ركّز البلدان على القضايا الأساسية مثل انسحاب القوات المسلحة التركية من الأراضي السورية.
وأمس، أعلنت وزارة الدفاع السورية، مقتل عشرات الإرهابيين نتيجة ضربات الطيران السوري الروسي المشترك على تجمعاتهم وأرتالهم في أرياف حماة وإدلب وتدمير عتادهم وآلياتهم، بحسب وكالات.
كما أعلنت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، أن التصعيد الحاصل منذ بضعة أيام في النزاع بشمال غرب سوريا أدى إلى فرار ما يقرب من 50 ألف شخص، في موجة نزوح تسلّط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطرة للتطورات الميدانية في هذه المنطقة.