تشكل استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية أهمية كبرى خلال الانتخابات المختلفة التي تجرى كل عدة سنوات، وخلال انتخابات 2024 كان لها إخفاقات ونجاحات حول تحديد الفائز في الصراع نحو البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي.
وفي تقييم أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" لأداء الاستطلاعات الوطنية الأمريكية والمحلية بشكل كامل في انتخابات عام 2024 بعد فرز جميع الأصوات تقريبًا، تبين أنهم لم يكونوا مثاليين، مرجعين ذلك إلى التحديات التي تواجه تلك الصناعة، ولكنهم في الوقت نفسه كانوا أكثر صوابًا وأفضل حالًا من انتخابات 2020.
أداء أفضل
وبالنسبة لأرقام سباق الانتخابات الرئاسية، فقد بالغت استطلاعات الرأي الوطنية لعام 2024 في تقدير الدعم لهاريس وقللت من تقدير الدعم لترامب، إلا أنه وفقًا لبيانات مركز "بيو" للأبحاث، فإنهم قدموا أحد أفضل الأداءات في استطلاعات الرأي الرئاسية على مدى العقد الماضي.
ومثالًا على ذلك، أظهر الاستطلاع الوطني الأخير الذي أجرته شبكة إن بي سي نيوز تعادل دونالد ترامب وكامالا هاريس بنسبة 49% لكل منهما، بينما كان متوسط الاستطلاع كلير بوليتيكس 48.7% لهاريس و48.6% لترامب.
التصويت الشعبي
وكان متوسط استطلاع صحيفة نيويورك تايمز 49% لهاريس و48% لترامب، وجاءت النتيجة الفعلية للتصويت الشعبي بحصول دونالد ترامب على 49.9%، وحصول منافسته الديمقراطية هاريس على 48.3%.
وبحسب الصحيفة، كان ذلك أفضل من الفشل الكبير الذي شهدته استطلاعات الرأي في عام 2020، وفي نفس الوقت لم تكن استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة بعيدة عن الحقيقة أيضًا، على الرغم من إخفاقات أكبر قليلًا من استطلاعات الرأي في انتخابات 2020.
الأجواء السياسية
أما بخصوص آراء الناخبين حول الأحداث السياسية، فنجحت استطلاعات الرأي في تحديد وإلقاء الضوء على الأجواء السياسية الشائكة التي كانت ظاهرة داخل الحزبين، كان من أهمها ما كشفته عن وجود بايدن في منطقة خطر تاريخية للحزب المسيطر على البيت الأبيض.
وشمل ذلك ناخبين رأوا في الغالب أن الأمة تتجه في الاتجاه الخاطئ، مع وجود الرئيس الحالي جو بايدن، الذي ظلت نسبة تأييده عالقة في الأربعينيات المنخفضة، ووفقًا لاستطلاع شبكة "إن بي سي نيوز" تبين أن 73% كانوا غاضبين من الاتجاه الذي تسلكه البلاد.
مكاسب ترامب
كما أشارت العديد من استطلاعات الرأي في وقت مبكر إلى الصراع النسبي الذي يواجهه بايدن والديمقراطيون مع الناخبين الشباب من الجيل زد، مقارنة بالانتخابات الأخيرة الأخرى، وكان نجاح الديمقراطيين في بعض الولايات بانتخابات الشيوخ الأمريكي، أمرًا بارزًا في الاستطلاعات.
وعلاوة على ذلك، تنبأت استطلاعات الرأي بالعديد من الاتجاهات الرئيسية التي انتهت إلى تحديد انتخابات عام 2024، بما في ذلك مكاسب ترامب بين الناخبين اللاتينيين، وظهر ذلك بحسب الشبكة في أكثر من استطلاع ناجح حول هذا الأمر.
مبالغة وانقسامات
ولكن في المقابل أخفقت استطلاعات الرأي في المبالغة في تقدير حجم الفجوة بين الجنسين، عندما يتعلق الأمر بدعم هاريس بين الناخبات ودعم ترامب بين الرجال، وفي النهاية بلغت 21 نقطة وهي أصغر من الانتخابات الرئاسية في 2020، التي بلغت 30 نقطة.
أيضًا قللت استطلاعات الرأي مرة أخرى من دعم ترامب، كما حدث في عام 2016 أو 2020، ولكن المختلف في هذه الانتخابات الرئاسية، هو إظهار تقدم ترامب أو تعادله بشكل أساسي في عدة استطلاعات، وهو ما لم يحدث في ولايته الأولى.
وكان أحد أكبر الانقسامات في استطلاعات الرأي لعام 2024 هو مدى تمتع الحزبين بميزة تحديد الهوية الحزبية وجلب أعضاء جدد، ولكن في النهاية، كان الجمهوريون يتمتعون بالفعل بالميزة الحزبية، وكانوا الأكثر مشاركة في الانتخابات.